مريمين.. توليفة العراقة السورية ودهشة طبيعتها الجميلة
في أسفل جبل الحلو تتوضّع قرية مريمين التي تشتهر بهوائها العليل ومياهها العذبة التي تتدفق من ينابيع كثيرة وخضرتها الدائمة، إضافة لآثارها العريقة التي تعود لآلاف السنين من التاريخ الجلي.
ويحدّ القرية من الشمال قرى كفركمرة وعوج وقرمص، ومن الغرب قريتي قصرايا وعكاكير، ومن الجنوب قريتا فاحل والطيبة، ومن الشرق سهل الحولة وكفرلاها وتل ذهب.
ووفقاً لرئيس بلديتها سهيل عبدالله فإن القرية تتمتع بطبيعة خضراء جميلة تميّزها عن القرى المجاورة وأشهر ينابيعها عين الفوار والزعرورة وعين الجرب، لافتاً إلى غنى القرية أيضاً باللقى الأثرية حيث عثر فيها على بقايا كنائس والعديد من الأعمدة التي تحتوي على كتابات يونانية إضافة إلى لوحة فسيفسائية كبيرة جداً. وهي لوحة عازفات مريمية الموجودة في متحف حماة وتمثل مشهداً موسيقياً لنساء عازفات تظهر فيه بعض الآلات الموسيقية.
مختار القرية محمد الحسن لفت إلى أن القرية يبلغ عدد سكانها حوالي 8000 نسمة يعمل معظمهم في الزراعة، حيث تنتشر فيها زراعة الزيتون والكرمة والتين واللوزيات، مشيراً إلى أن القرية تشكل مخزوناً حضارياً لما تضمّه من كنوز أثرية ومناظر طبيعية خلابة.
وتمتاز القرية بوجود آثار فنية قديمة ويقول مدرس التاريخ كمال عبد الله أنه تمّ العثور على لوحة فسيفسائية كبيرة جداً، وهي لوحة عازفات مريمية الموجودة في متحف حماة وتعد من أجمل اللوحات في العالم وتمثل مشهداً موسيقياً لنساء عازفات تظهر فيه بعض الآلات الموسيقية في ذلك الزمن.
وأوضح عبدالله أن كلمة مريمين تعني مريامون أي مكوّنة من مقطعين الأول مري ويعني بالهيروغليفي المحبوب والثاني أمون وهو الإله المصري، وبالتالي تعني حبيبة الرب أمون وبالآرامية تعني المرتفعات وقد ذكرت في أسفار المصريين وذكرها ياقوت الحموي في معجم البلدان.
وأكد عبد الله ان قريته تمتلك عدداً كبيراً من لوحات الفسيفساء المكتشفة وغير المكتشفة لافتاً الى انه عثر فيها على لوحات رسمت عليها صور بشرية وآلهة وحيوانات وتم العثور على أكثر من خمسين مقبرة في أراضي القرية ولقى أثرية تعود للعصرين اليوناني والروماني.
وقرية مريمين تقع في الشمال الغربي من مدينة حمص وتبعد حوالي 35 كم عن مركز مدينة حمص و60 كم عن مدينة حماة.