طهران: «السي آي إي» تنشر فرق تجسّس ظريف يسخر من البيت الأبيض ولاريجاني يؤكد أن العقوبات على المرشد تكشف جهل واشنطن
سخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من بيان البيت الأبيض الصادر أول أمس، بعد إعلان إيران أن مخزونها لليورانيوم المخصب تخطى حاجز الـ300 كيلوغرام.
وعلّق ظريف على «تويتر» مشيراً إلى جملة وردت في البيان مفادها أن «هناك بعض الشكوك في أن إيران، حتى قبل وجود الاتفاق النووي، كانت تنتهك شروطه»، معلقاً عليها بطريقة ساخرة بالقول: «أحقاً»!؟.
فيما أكد رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني أن «العقوبات الأميركية المفروضة على المرشد الإيراني السيد علي خامنئي تدل على جهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب».
وقال لاريجاني إن «تخبّط الإدارة الأميركية في المنطقة يعود إلى عدم معرفتها بها جيداً»، لافتاً إلى أن «استعداء الولايات المتحدة للشعب الإيراني وقائده زاد منْ لحمة الشعب في مواجهة ضغوطها وتهديداتها».
لاريجاني أضاف «أميركا ظنت أنها ومن خلال التهديد ستدفع شعبنا للاستسلام وأن الفوضى ستعم في الداخل، لكن شعبنا توصل إلى نتيجة مفادها أن أميركا دولة مستبدة وتستعدي إيران».
وأكد أن «اليوم الجميع متحد على ضرورة الحفاظ على الأمن القومي والمصالح الوطنية، وعلى السيد ترامب أن يفهم أنه عندما يهدد شعباً متحضراً يصبح هذا الشعب أكثر اتحاداً عندما يفهم هذا الكلام ستحل العديد من مشاكلهم في المنطقة، لكن يبدو أن هذا الفهم لن يتحقق».
وكان الرئيس الأميركي كان قد وقّع قراراً تنفيذياً بفرض عقوبات جديدة على إيران، تستهدف مكتب المرشد الإيراني وقادة كبار في الحرس الثوري، ووزير الخارجية الإيراني.
السيد خامنئي ردّ على العقوبات المفروضة عليه قائلاً إن «إيران لن تتراجع أمام العقوبات والإهانات الأميركية».
في المقابل، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنّ «العقوبات الأميركية الهادفة إلى تركيع الشعب الإيراني العظيم ستفشل».
وفي سياق آخر، اتهم المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية غلام حسين إسماعيلي الاستخبارات الأميركية بـ»نشر فرق مختلفة للتجسّس داخل إيران».
وقال إسماعيلي إن «إحدى طرق العداء الأميركية هي إنشاء شبكات تجسسية لكسب الأخبار والمعلومات وممارسة الضغوط في أوقات معينة».
وأضاف أن «رجال الاستخبارات الإيرانيين نجحوا في العام الماضي بتحديد شبكة استخبارات أميركية كبيرة تنتشر في جميع دولِ العالم والقضاء عليها».
في المقابل، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن «مجلس الأمن الدولي اتخذ ستة قرارات منذ العام 2006 تطالب طهران بوقف أي نشاط في مجال تخصيب اليورانيوم».
وأشار بومبيو إلى أن لـ»إيران الحق في استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية من دون أي تخصيب لليورانيوم على أراضيها»، مجدداً اتهامات واشنطن لطهران بـ»دعم الإرهاب».
وأضاف بومبيو أن «إيران تسعى إلى استخدام البرنامج النووي لابتزاز المجتمع الدولي وتهديد الأمن الإقليمي».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبر أن «إيران تلعب بالنار» من خلال تجاوزها الحد المسموح لمخزونها من اليورانيوم المخصب.
وقال ترامب رداً على سؤال في حفل بالبيت الأبيض عما إذا كانت لديه رسالة لإيران، إنه ليست لديه رسالة، لكنه أضاف أن طهران تعلم ما تفعله وأنها «تلعب بالنار».
وأعلن البيت الأبيض أن «الضغوط على إيران ستستمر حتى «تغيّر طهران سياستها وتوقف نشاطها النووي». ولفت السكرتير الصحافي للبيت الأبيض إلى أنه كان «من الخطأ السماح لإيران بتخصيب اليورانيوم على أي مستوى في إطار الاتفاق النووي» وأضاف أن واشنطن وحلفاءها «لن يسمحوا لإيران بتطوير السلاح النووي».
بالمقابل أعلنت طهران أن تجاوزها حدّ مخزون اليورانيوم المخصب المسموح به بموجب الاتفاق النووي لا يشكل انتهاكاً للاتفاق.
وأكد ظريف في وقت سابق على تويتر أن الفقرة 36 من الاتفاق توضح السبب، وأوضح أنه تم تفعيل هذه الفقرة بعد انسحاب الولايات المتحدة.
وقال ظريف إنه «بمجرد وفاء القوى الأوروبية بالتزاماتها فإن الزيادة في المخزون ستلغى».
من جهته، طالب رئيس حكومة العدو «بنيامين نتنياهو»، الدول الأوروبية بـ»فرض عقوبات على إيران بعد قرارها الأخير»، معتبراً أن «إيران كانت تكذب طوال الوقت بشأن برنامجها النووي»، وفق تعبيره.
وفي هذا السياق، أعلنت بريطانيا أنها «تبحث على نحو عاجل خطواتها التالية مع شركائها بموجب الاتفاق النووي».
وأعرب المتحدث باسم رئاسة الوزراء عن قلقه «إزاء إعلان ايران رفع مخزون اليورانيوم المنخفض التخصيب»، مؤكداً «مواصلة العمل مع الشركاء للحفاظ على الاتفاق».
من جهته أعلن وزير الخارجية جيريمي هانت التزام بلاده بـ»إنجاح الاتفاق»، ودعا ايران لـ»تجنب أي خطوات إضافية خارج الاتفاق والعودة إلى الالتزام به».