لافروف: الولايات المتحدة تقوم بأعمال لا تتطابق مع منطق مكافحة الإرهاب

جدّد وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على الإرهاب في سورية والحفاظ على وحدة وسلامة أراضيها، مشيراً إلى أن واشنطن تظهر ازدواجية في المعايير بهذا الشأن وتدافع عن الإرهابيين.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع أمين عام منظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين في موسكو أمس، «موسكو ترحّب بجهود مكافحة الإرهاب سواء في شرق سورية أو في إدلب، ولكن الولايات المتحدة تظهر ازدواجية في المعايير».

وأوضح لافروف أن واشنطن تدافع عن التنظيمات الإرهابية في سورية معرباً عن قلقه من استمرار الوجود الأميركي غير الشرعي فيها، حيث إن الولايات المتحدة «تستمر بأعمالها التي لا تتطابق مع منطق مكافحة الإرهاب وحددت أماكن يتجمّع فيها الإرهابيون».

وفي سياق متصل، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، سيقوم بزيارة إلى موسكو في الـ4 والـ5 من الشهر الحالي.

وقال فيرشينين للصحافيين، أمس، إن المبعوث الأممي سيلتقي الجمعة المقبل بوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف.

وأفاد الدبلوماسي الروسي أيضاً بأن تشكيل اللجنة الدستورية السورية على وشك الانتهاء، باستثناء تفاصيل قليلة.

وتابع: «إننا نستعدّ لأن تبدأ اللجنة عملها بأسرع ما يمكن. ومن المهم تنسيق التفاصيل الباقية، ونحن قريبون من ذلك».

وتجري مفاوضات تسوية الأزمة السورية المستمرّة منذ عام 2011، في مدينتي جنيف ونور سلطان أستانا سابقاً ، فيما أصبح مؤتمر الحوار السوري الذي جرى في مدينة سوتشي الروسية في 30 يناير عام 2018 أول محاولة لجمع أكبر عدد ممكن من المشاركين في النزاع السوري في ساحة تفاوض واحدة. وأصبح القرار بإنشاء اللجنة الدستورية السورية التي تعمل في جنيف على إعداد الإصلاح الدستوري في سورية، نتيجة رئيسية لهذا المؤتمر.

إلى ذلك، أكدت الهيئتان التنسيقيتان السورية والروسية حول عودة المهجّرين السوريين أنه بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية عاد عشرات الآلاف من المهجرين إلى مناطقهم المحرّرة من الإرهاب في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ومرتزقتها من الإرهابيين عرقلة عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم.

وأشارت الهيئتان في بيان مشترك لهما أمس إلى أنه «بفضل الجهود المشتركة السورية والروسية تمّ التوصل إلى نتائج جدية حول تهيئة الظروف المناسبة لعودة المهجّرين إلى أماكن سكنهم، حيث تمّ النهوض بجميع المرافق الخدمية في الاقتصاد والتجارة وتأمين فرص عمل جديدة وبدأ الناس يستعدون للعمل والتلاميذ والطلاب يعودون إلى مقاعد الدراسة بالتوازي مع تأمين المساعدات الطبية للسكان وإعادة إعمار الإرث الحضاري الثقافي للبلاد».

وجدد البيان التأكيد على أن واشنطن وبعض الدول الغربية لا ترغب في الاعتراف بمنجزات الدولة السورية في موضوع إعادة الحياة السلمية والطيبة لشعبها وتعرقل عملية عودة المواطنين السوريين إلى وطنهم لأهداف خاصة بها.

ولفت البيان إلى انتهاك الولايات المتحدة جميع الحقوق والقوانين الدولية بشكل مباشر في المناطق التي تحتلّها قواتها في سورية في ما لا يزال الوضع كارثياً في مخيمي الهول والركبان بسبب امتناع الجانب الأميركي عن اتخاذ أي إجراءات وتدابير لوضع حد لأزمة المهجّرين المحتجزين هناك.

وأشار البيان الى وجود أكثر من 28 ألف مهجّر محتجز في مخيم الركبان في ظروف كارثية حيث يعتبرون بمثابة رهائن للفصائل الإرهابية المسلّحة المسيطر عليها من قبل الأميركيين، والتي تطلب ما يقارب 1500 دولار أميركي من كل عائلة مقابل الخروج.

وجدّد البيان مطالبة قوات الاحتلال الأميركية في منطقة التنف إيقاف الممارسات الإجرامية للمجموعات الإرهابية هناك وتأمين خروج المهجرين من الركبان بدون أي عوائق أو شروط.

ولفتت الهيئتان إلى أن واشنطن والدول الغربية «تسعى إلى التهرب من مسؤولياتها عن جرائمها في سورية في حين تستمر الدولة السورية بالقيام بدورها في تهيئة الظروف المقبولة للعيش وضمان الأمن لجميع المواطنين العائدين».

وختمت الهيئتان بيانهما بالتأكيد على أن الطريق الوحيد لنهوض سورية يكمن عبر القضاء على الإرهاب بشكل كامل وتحرير كل الأراضي السورية المحتلة من قبل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وعودة المهجرين إلى مناطقهم المحرّرة من الإرهاب.

ميدانياً، استشهدت طفلتان جراء اعتداء إرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» بالقذائف على قريتي العزيزية والرصيف في ريف حماة الشمال الغربي فيما ردت وحدات الجيش على مصادر الاعتداءات مستهدفة منصات إطلاق الصواريخ وتحصينات الإرهابيين في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

وقام إرهابيو «جبهة النصرة» المنتشرون في محيط قريتي الحويجة وشير مغار شمال غرب حماة باعتداء ظهر أمس بقذائف صاروخية على المدنيين في قريتي الرصيف والعزيزية في ناحية قلعة المضيق ما تسبب باستشهاد طفلتين في العزيزية ووقوع أضرار في المنازل والممتلكات في القريتين، كما نقلت وكالة «سانا».

وردت وحدات الجيش السوري على اعتداءات الإرهابيين بضربات مكثفة بسلاحَيْ المدفعية والراجمات على منصات الصواريخ وتحصينات الإرهابيين في الأطراف الجنوبية لبلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي أسفرت عن تدميرها والقضاء على عدد منهم.

وفي قرى بابولين وبلدة حيش ركايا بمنطقة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي أشار مصدر إلى أن وحدات من الجيش رصدت تحركات مجموعات إرهابية من تنظيمي «جبهة النصرة» و «الحزب التركستاني» وأعمال تحصين تقوم بها وتعاملت معها بضربات من سلاح المدفعية ما أدى إلى تدمير التحصينات وإيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم.

كما استهدفت وحدة من الجيش بصليات صاروخية تجمّعات إرهابيي «الحزب التركستاني» ومواقعهم في محيط جسر الشغور جنوب غرب إدلب ما أدى إلى تدمير آليات عدة وإلحاق خسائر بالأفراد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى