هل العراق أمام «صحوات» جديدة؟
محاولة الإدارة الأميركية تسليح عشائر الأنبار عقب تهديد تنظيم «داعش» بالسيطرة على المحافظة، تطرح تساؤلاتٍ عدة عن النوايا الأميركية، ولا سيما أن تسليح العشائر خارج إطار الدولة وفق مقربين من الحكومة العراقية يؤدي إلى زعزعة وحدة العراق، والسؤال الذي يطرحه المراقبون هل نحن أمام «صحوات» منفصلة عن الجيش جديدة؟
فيما بدأ ناقوس الخطر يــدق في مدن وقرى محافظــة الأنبار ولا سيما الرمادي، يحاول تنظيـم «داعش» السيطــرة على المحافظة الأوسع جغرافياً في العراق.
ان قرار حكومة العبادي إرسال قوات عسكرية خلال ساعات إلى الأنبار قد لا يحل المشكلة، من وجهة نظر أميركية، فالبنتاغون يصر على أن مواجهة «داعش» في الأنبار لن تكون ناجحة لا بمشاركة عشائر المحافظة، بحسب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق هارلن اولمان، لذا بدأت ترتفع أصوات تطالب الحكومة بتسليح العشائر وتقول: «منا الأرواح ومنكم السلاح».
لم تتجاوب الحكومة كثيراً مع هذا الطلب، فأخطار التقسيم ماثلة للعيان أكثر من أي وقت مضى، لكن الإدارة الأميركية لا تأبه كثيراً على ما يبدو بهذا السيناريو، حيث تفيد تسريبات عن وثيقة من وزارة الدفاع إلى الكونغرس، تشير إلى نية الولايات المتحدة تقديم أسلحة لرجال العشائر في العراق بقيمة تتخطى المليار دولار.
وبهذه الخطوة لا يبدو أن مواجهــة التنظيم هي أولوية للإدارة الأميركيــة بقدر ما تبحث عن إثارة الفوضى، تمهيداً لتقسيــم العراق إلى دويلات طائفية وعرقية، كما يشير إلى ذلك بوضوح أحد شيــوخ عشائر الأنبار، الذي يطالب بضبط السلاح ضمن إطار الدولة وفق استراتيجيــة محددة.
تحت عنوان مواجهة تنظيم «داعش» أيضاً تعزز تركيا الغارقة إلى أنفها في دعم التنظيم في سورية ضد الكرد تحديداً، من قدرات «إقليم كردستان» القتالية، والمفارقة ترمي إلى هدف واحد كما يرى مراقبون، «تقطيع أوصال العراق».