أرسلان: لا نريد ثأراً والمجلس العدلي مفتاح الحلّ

ودّعت بلدة الرملية في قضاء عاليه، ابنها رامي أكرم سلمان، الذي سقط خلال إطلاق النار على موكب وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الأحد الفائت، في بلدة قبرشمون. وحضر مراسم الجنازة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان، الوزير الغريب، رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهّاب، إلى جانب حشد من المشايخ وأهالي البلدة والقرى المجاورة ومناصرين للحزب الديمقراطي اللبناني.

وشارك في المأتم وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة نائب رئيس الحزب وائل الحسنية.

وقبل الصلاة، تحدث أكرم سلمان، والد الضحية، فتناول مزايا الراحل، داعياً أرسلان إلى التمسك بالمطالبة بإحالة القضية على المجلس العدلي.

بدوره، أكد أرسلان في كلمته «أننا لن نتراجع عن هذا المطلب»، معتبراً أنّ هذه النقطة هي مفتاح الحلّ، داعياً الدولة إلى تحمّل مسؤولياتها في هذا المجال.

وأعلن أنه «يعز عليّ أن أقف لوداع أيّ شاب من الطائفة الدرزية ولا أُحسد على هذا الموقف لأننا نعيش مع ألم الناس».

وقال إنّ رامي كان يريد الذهاب إلى منطقة حضَر ليواجه مع أهلها الإرهاب التكفيري، غير أنه أثناه عن ذلك.

وأكد «أننا نتربّى لا على التزمتّ ولا على عصبية ولا كراهية ولا أحقاد وتربينا سوياً على قاعدة وحيدة: ولا يخيّرنا أحد بين السياسة وزواريبها وبين العيش بكرامتنا، لأننا قرّرنا أن نعيش بكرامتنا ولا نأبه لمناصب ولا لمراكز ولا لحياتنا. الا أننا نريد أن نعيش بكرامة وعزة نفس»، مشدّداً على أنّ «دمنا ليس أغلى من دم رامي وسامر حتى انّ الوزير صالح الغريب يتمنّى لو أنه هو من أصيب واستشهد بدلاً من رامي وسامر وهذا هو المربى التوحيدي الصحيح».

وإذ شدّد على «أننا «لا نريد ثأراً»، ناشد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري عدم خلط الدم بالسياسة.

وخاطب أركان الحكم قائلاً «الجبل في أمانة الدولة ولا يمكن الاستمرار على هذا الشكل المتفلّت، حيث يسمح بقطع الطرقات وحمل السلاح لكلّ من يخطر في باله ذلك. والجبل ليس مستباحاً. وفروا على الناس وعلى أولادنا وهذه مسؤوليتكم كدولة».

وأكد أنّ «المطالبة بإحالة حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي، ليست على خلفية الثأر لأننا لو أردنا الثأر لما طلبنا هذا الطلب بل لأننا نعي خطورة الاستمرار في الاستهتار بأمن الناس والمجتمع»، متسائلاً «لماذا الخوف من المجلس العدلي؟».

وتابع «كلّ ما في الأمر أننا نريد تأكيد ألاّ يتحوّل التوصيف الجرمي احتيالاً، علماً أنّ هناك قضايا أقلّ خطورة من هذه تحوّلت إلى المجلس العدلي، وهو ليس محكمة دولية بل إنه جزء من القضاء اللبناني وهذا مطلب الجبل وأهله ومن يريد حقن الدماء. ولا أذيع سراً إذا قلت إنّ الوزير صالح الغريب زار الرئيس نبيه بري أول من أمس، وكانت جلسة طويلة وصريحة، ونعرف حرص الرؤساء الثلاثة على الأمن والناس، وطرح بري الركون إلى الحوار. وقال له الوزير الغريب إنّ مفتاح الحلّ يبدأ بالمجلس العدلي وبعده نكون حاضرين للخطوة التالية».

وقال «منذ سنين وأنا اتحمّل الظلم والتعدّي. لكنني لا أتحمل قطرة دم في الجبل ولا يمكن أن أساير أحداً في هذا الشأن».

وختم أرسلان «من موقعي المسؤول، لا أقبل إطلاق النار لا حزناً ولا ابتهاجاً. لكن لتتحمّل الدولة مسؤولياتها، وإلاّ فإنني غير مسؤول. فنحن لا نضع في ذمتنا دماء أناس أبرياء، ولم نحمل السلاح لقتل أحد في الداخل، بل واجهنا به الظلم والاستعمار».

وبعد كلمة أرسلان، حمل رفاق رامي وأهله نعشه ونقلوه إلى القاعة المخصصة لإقامة الصلاة على راحة نفسه والتي أمّها عدد من المشايخ.

وقبل التشييع غرّد أرسلان على حسابه على تويتر قائلاً «التهجم على وزير الدفاع زوراً وبهتاناً من أقزام الرجال لتغطية أفعالهم المشينة بالتحريض ونصب الكمائن والتبلي على المجتمع غير مقبول وتصرف يدلّ على تغطية كاملة لجريمة محاولة اغتيال صالح الغريب ومن معه».

أضاف «لذلك نقول إنّ لومنا على وزير الدفاع بأنه لم يدل بعد بما سلمناه من أدلة دامغة عن تفاصيل ما جرى من أكثر من كمين مسلح وبالتالي هو الذي كان موجوداً على بعد كيلومترين مما حدث».

وتابع «كفى تزويراً وتشويشاً على عمل ومسار التحقيقات ونطالب وزير الدفاع بأن يقول ما يعرفه وما بحوزته من فيديوهات وشهادات».

وكان وهّاب التقى أرسلان في دارته في خلدة قبيل مراسم الدفن. وبعد اللقاء، اعتبر وهّاب أنّ «رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط يسعى إلى إلغاء الناس وليس العكس، وهذه الدار لم تعتد على إنجاز انتصارات على حساب دماء الناس، فعندما حمل الجميع السلاح، كان آل أرسلان من رافضي هذا الخيار وبقوا صلة وصل مع الجميع».

وتساءل وهّاب «حصلت في الماضي جرائم أخرى وأحيلت إلى المجلس العدلي، فلماذا لا نذهب إلى التصويت في شأن هذه القضية».

إلى ذلك، من المقرّر أن تجري اليوم مراسم تشييع جثمان سامر أبو فراج، الذي سقط هو الآخر في أحداث قبرشمون، في مأتم حزبي وشعبي يقام الأولى بعد ظهر اليوم في مسقط رأسه، بلدة بعلشميه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى