مهرجانات بعلبك الدوليّة افتتحت موسمها الفنّي بأمسية غنائية لمارسيل خليفة
أطلقت لجنة مهرجانات بعلبك الدولية برنامجها الفنّي لهذا الموسم بأمسيّة للفنان مارسيل خليفة تحت عنوان «تصبحون على وطن»، بحضور وزير الثقافة محمد داوود ممثلاً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب عاصم عراجي ممثلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الدين الحريري، الرئيس حسين الحسيني، داني روفايل ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل.
غصّت مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك الأثرية بحوالي ثلاثة آلاف من المعجبين بفنّه الملتزم.
وقدّم خليفة حفله الغنائي الموسيقي، يحيط به عازفو الفرقة الفليهارمونية اللبنانية بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، وجوقة جامعة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.
الفنان مرسيل خليفة، الذي كادت ترهقه وتسرق أحلامه، وتشعره باليأس خيبات الأمل المتلاحقة من الواقع العربي، أفرد لمدينة الشمس بعلبك مقطوعة افتتاح واختتام حفله الراقي «ليلة بليالي»، التي أفرغ فيها مكنونات قلبه وشغفه ومشاعر نفسه التي لطالما كانت تواقة لإحياء أمسيته الخاصة، ضمن المهرجانات تحمل بصماته الفنية، مؤكداً أن «المقطوعة الموسيقية المهداة لبعلبك هي من روح بعلبك، تعبنا لإيجاد الصيغة والمعنى تحية لبعلبك».
مع الإشارة إلى أن الفرصة قد أتيحت لخليفة بالمشاركة في ثلاثة أعمال سابقة ضمن برامج مهرجانات بعلبك الدولية، بدءاً من مؤلفات موسيقيّة لمسرحية كركلا التاريخية الراقصة «الأندلس المجد الضائع»، مروراً بأمسية في بيروت فرضتها الظروف الأمنية التي سادت في المنطقة صيف 2013، وصولا إلى مشاركته عام 2015 في عمل «إلك يا بعلبك».
صال وجال مرسيل على أوتار عوده بين قديمه وجديده، ونهل بشكل خاص من قصائد الشاعر محمود درويش، ومنها «فكر بغيرك» ومن كلماتها: «وأنت تعد فطورك فكر بغيرك، لا تنسى قوت الحمام، وأنت تخوض حروبك فكر بغيرك، لا تنسى من يطلبون السلام»، تلاها الموال الشعبي «يما مويل الهوا» طالباً من الحضور والرسميين مشاركته في غنائه، وبعد «انهض يا ثائر»، وأهدى معزوفة موسيقية تحت عنوان «صلاة موسيقى الليل» إلى كل الفنانين الذين مرّوا على قلعة بعلبك ورحلوا، قبل غناء الجوقة مقطوعة شعبية اسمها «الحنة» أعاد صياغة موسيقاها، وغنى مع جمهوره أغنية حفظتها الأجيال منذ عقود «ريتا»، ومطلعها: «بين ريتا وعيوني بندقية، والذي يعرف ريتا ينحني ويصلي لإله في العيون العسليّة، وأنا قبلت ريتا عندما كانت صغيرة، وأنا أذكر كيف التصقت بي وغطت ساعدي أحلى ضفيرة».
أضاء مرسيل خليفة ليل بعلبك، وفي الأفق انزوى القمر هلالاً، ليتيح المجال لنور أغنيتة الملتزمة قضايا الوطن والناس، والتي ترفع بيارق العز في زمن الانكسار، على أمل أن نصبح على وطن نحلم به.