باسيل جال في الشمال: لا نقبل بأن يفرض علينا أحد أمراً واقعاً مناطقياً تحت مسمّى الخصوصية
أكد رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل خلال جولته في الشمال أننا لن نسمح بكنتنة لبنان ولا تقسيمه أو عزله، مركزاً ضرورة الحفاظ على حقوق المكونات في هذا الوطن كي نتعادل وندافع عن صلاحيات الكلّ لكي نكون متساوين. وشدّد في المقابل على أننا لا نقبل بأن يفرض علينا أحد أمراً واقعاً مناطقياً تحت مسمّى الخصوصية.
وبدأ باسيل جولته الشمالية بزيارة عاصمة الشمال طرابلس، حيث التقى في منشآت معرض رشيد كرامي الدولي منسقيات التيار وكوادره، وأعقب ذلك مهرجان أقيم في قاعة المؤتمرات في المعرض حضره وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب، النائبان روجيه عازار وجورج عطالله، الوزراء السابقون يعقوب الصراف وبيار رفول وطارق الخطيب، وأعضاء المنسقيات وكوادر ومناصرو التيار.
ثم ألقى باسيل كلمة أكد فيها أننا «لن نقبل أن لبنان يتقسم ولا أن يصبح كانتونات، ولا ان تفرض خطوط حمر على اللبنانيين، اللبنانيون يجولون في المكان الذي يريدونه، هذه الأرض لهم، وبلاد العالم كلها لم تسعهم، ينتشرون في كلّ مكان وينجحون فكيف يستطيع لبنان أن لا يسعهم.
أضاف: «قيل الكثير عن هذه الزيارة وصدّقوني انها لم تكن تستأهل كلّ هذا، كانت زيارة مثل كلّ الزيارات كما كنت آتي إلى طرابلس وكما سأزورها دائماً في ما بعد، وكما أذهب إلى كلّ المناطق في لبنان، ولكن الهدف من ذلك هو لتشويه معنى الزيارة، لأنهم يريدون تركنا بعيدين عن الناس، لا يريدون ان نقترب من بعضنا البعض، بدأوا يصوّرون الزيارة بأنها غزو واقتحام واجتياح وانتهاك خصوصيات، وهي كما ترون زيارة صغيرة: نحكي الحكي الطيب ونروح».
واستطرد: «لسنا نحن من قتل رئيس حكومة لبنان في طرابلس، نحن في وقتها وفي ذلك الحين كنا نأتي إلى طرابلس في عز أيام الحرب والصعوبات، لأنّ طرابلس ولا مرة سكرت أبوابها في وجهنا في عز أيام الحرب لأننا لسنا طائفيين، ولا مرة تعرّضنا لأحد على اساسة طائفته».
وتابع: «قلنا إننا لا نريد لا مارونية سياسية ولا شيعية سياسية ولا سنية سياسية، قولونا إننا نريد ان تأتي المارونية السياسية وتحلّ مكان السنية السياسية، كلّ ذلك تشويه وغسل عقول، كلّ ذلك ليبعدونا عن بعضنا البعض كلبنانيين، وأحلى تهمة اتهمونا بها اننا نمسّ بصلاحيات رئيس الحكومة، ومن الذي اتهمنا؟ هو أول من مسّ بصلاحيات رئيس الحكومة عندما تآمر عليه بمسّ أول صلاحية له في إقالته من الحكومة، ونحن الذين دافعنا وقلنا لا أحد يستطيع أن يفرض على رئيس حكومتنا شيئاً، وهو الذي يقرّر وبحرية قراره وبموجب ما يقوله الدستور، نحن الذين لا نقبل.
ومن عكار رأى باسيل أننا «لم نقفل الطرقات، ولم نقم الحواجز، ولسنا نحن مَن قتل رئيس حكومة لبنان دولة الرئيس الشهيد رشيد كرامي، هذه كذبة اليوم، ودليل أنّ ثمة أناساً غير قادرين على الخروج من ماضيهم، ويريدون تزوير حتى التاريخ».
وأردف: «نحن لا نربّي شبابنا إلا على حقوق لبنان الكبير المنتشر ولبنان المشرقي، لا نحكي عن لبنان الصغير المعزول ولا «نكنتن» لبنان ولا نقسمه أو نعزله، هذا هو التيار، وهذه تربيتنا الوطنية، وهذه هي ثقافتنا الوطنية، وهذا ما يزعجهم جداً».
وزار باسيل قضاء زغرتا حيث أقامت هيئة التيار الوطني الحر عشاءها السنوي في بلدة رشعين، بحضور رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، النائبين السابقين جواد بولس وقيصر معوض، الوزيرين السابقين بيار رفول ورائد الخطيب، وحشد من الفاعليات السياسية، القضائية، الثقافية، التربوية، البلدية، الى منسقي الأقضية الشمالية، وحشد واسع من مناصري التيار.
وقال باسيل: «دائماً التيار الوطني الحر يمدّ يده لكلّ الناس، هناك أناس لا يبادلوننا مدّ اليد، ليست مشكلة ننتظر، وسيأتي يوم وسيمدّونها لنا، نحن لا نأتي لأيّ مكان كي نلغي أحداً، فهذا البلد لا يمكن ان نلغي فيه أحداً ولا يجوز ان نلغي فيه أحداً، ولكن نحن لا يمكننا ان نقبل بالتسلط او الاحتكار او بالأحادية في هذا البلد، لا على مستوى الوطن ولا الطوائف ولا على مستوى المواطن».
وقال: «الاسبوع المقبل يجب ان يكون اسبوع الموازنة ويجب على مجلس النواب ان ينهي في لجنة المال العمل ونذهب الى الهيئة العامة ونبرهن اننا قادرون على الالتزام بسياسة اقتصادية وموازنة تخلص البلد من الحالة التي وصل اليها، المرحلة لا تحتاج الشعبوية يجب ان تكون لنا قدرة على مخاطبة ناسنا وجمهورنا بالحقيقة، لانّ الحقيقة وحدها هي التي تخلصنا، يجب ان نواجه الناس بالحقيقة الاقتصادية 7,59 في الموازنة لا تكفي يجب ان ننزل عنها، هذه هي الجرأة، السياسة هي ان نواجه الناس بالحقائق ونقدّم لهم الحلول ليس ان نعيّشهم في الكذبة لنعيش على وهم سياسي وانتخابي لا يدوم، الناس تريد في هذه السياسة ان تعي الحقيقة الاقتصادية المرة».
وقال: «هناك من يريد رمينا في قلب الفتنة ومن اخراجنا منها، والفتنة هي برفض الآخر والتحريض عليه ونرسم خطوط التماس داخل البلد ونقسم المناطق اللبنانية، ومحاربة الفتنة هي بالانفتاح الذي نمارسه والتلاقي ونحن اليوم في التيار الوطني الحر بدأنا نهارنا في طرابلس وأكملناه في عكار وننهيه في زغرتا لنقول انّ الشمال كله واحد بفكر لبناني وطني واحد. انتبهوا جدياً، التقسيميون يتجمعون بتصاريحهم ومواقفهم ولفتاتهم، والتوحيديون يتجمّعون ليسكروا التقسيميين في هذا البلد، نحن لسنا اقلّ من مشروع وحدة لبنان مقابل تقسيم لبنان، نحن اليوم امام لبنان الكبير مقابل لبنان الكانتونات، نريد لبنان 1920 والبعض يطلون من رؤوسهم التقسيمية اليوم لإعادة الرسم على الارض خطوط تماس».