عرض أزياء للمصمّم العراقي ميلاد حامد في فيينا… روحيّة عربية بامتياز ودمج حضارات
خاص البناء/ طلال مرتضى
ضمن نشاطاته الشهرية «Cup of Cultures» والذي يُعنى بدعم المواهب الشابة الفنية منها والأدبية، فقد أقام فعالية فنية للأزياء بعد دورة تدريب مكثفة أشرف عليها الإعلامي ومصمّم الأزياء العالمي العراقي ميلاد حامد والذي نفذ بدوره عروضاً عدة خلال الأعوام الماضية في أكثر من عاصمة أوروبية..
لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً تماماً من حيث كان استهداف فئة بعينها من النساء والشابات العربيات اللواتي وصلن بلاد المغترب برصيد مهني ومادي صفر. وهذا ما يفتح الباب أمام أولئك النسوة للقيام والبدء بمشاريع من داخل بيوتهن وهو الهدف الذي تمّ الاشتغال عليه عن كثب ليصل إلى حدّ القطاف الحقيقي..
حيث اعتلت شابات عديدات خشبة المسرح لتكريمهن من قبل المؤسسة المشرقية النمساوية للثقافة والاندماج Cup of Cultures والمدرّب حامد وإعطائهن شهادات خبرة كخطوة أولى للانطلاق نحو أهدافهن. هذا وفي ختام الدورة عرضت كل الأزياء التي تم تصميمها، حيث أدّت شابات من سورية وفلسطين وتونس والعراق العرض على مسرح العرض، وقد أتى العرض ككسر للمعتاد فتلك هي المرة الأولى التي تعتلي فيها فتيات عربيات في المغترب منصة الأزياء، حيث اعتدنا على افتعالها من قبل الأوروبيات اللواتي يروّجن منتجات للشركات الأوربية..
من اللافت أيضاً حالة التفاعل والحضور العربي المهتم، حيث كان كثيفاً ولم ينحصر في فئة عمرية بعينها.
«البناء» التقت مصمّم الأزياء ميلاد حامد الذي قال: على الرغم من المعوقات التي تقف دائماً كعقدة المنشار حول تلك المهنة الفنية إلا إني كنت مؤمناً بي وبتلميذاتي اللواتي حصدن اليوم ثمرة جهدن بعد مثابرة وصبر واستطعن أن يؤكدن للمجتمع المضيف بأنهن نساء فاعلات ويمكن أن يشكلن لبنى أساسية في معمار الحياة هنا.. كن وكنت أمام تحدٍّ وقد نجحن معاً واستحققن التكريم بجدارة.
الدكتورة جانا الأعرج رئيسة المؤسسة المشرقية النمساوية للثقافة والاندماج قالت: نجاح الدورة وهذا الحضور العربي والنمساوي يؤكد أن خطواتنا تتنقل بثقة نحو خطتها المرسومة والتي وضعت لتقارب عبر مؤسستنا نقاط التلاقي بين المجتمع العربي والأوروبي، وهذا ما يُسمّى تحقيق فعالية الاندماج الإيجابي…
فحين طرح الأستاذ حامد فكرة إقامة دورة لتصميم الأزياء وعلى الرغم من إيماننا بنجاح فكرته ولكونها تطوّعية، إلا أن فكرة ظهور الفتيات العربيات لعرض تصاميمهن يعدّ عيباً في نظر بعض المحبطين. لكن بعد هذه الخطوة وهذا الجهد والنجاح الباهر أنا أعد النساء العربيات بدورات لاحقة لتكون كل فتياتنا فاعلات في الأدب والثقافة والفنّ ولن تكون أي منهن عالة على مجتمعها كما يروج.
كاتب سوري/ فيينا.