حردان: فلسطين ليست وحيدة وسنظلّ إلى جانب أبناء شعبنا حتى استعادة حقوقنا كاملة الأحمد: ورشة المنامة فشلت باعتراف كوشنر و«صفقة القرن» أصبحت خلفنا
استقبل رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان، في منزله، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، وأمين سر حركة فتح وفصائل المنظمة في لبنان فتحي أبو العردات. وحضر إلى جانب حردان، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، عميد الإعلام معن حمية وعضو المجلس الأعلى قاسم صالح.
جرى خلال الزيارة بحث الأوضاع على الساحتين الفلسطينية والقومية، وكان تشديد على حشد الطاقات في مواجهة صفقة القرن وكلّ المخططات التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية.
الأحمد
بعد اللقاء صرّح الأحمد قائلاً: سعدنا وتشرّفنا بلقاء الأخ العزيز أسعد حردان وقيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذين تربطنا بهم كحزب علاقات وطيدة تعود الى عشرات السنين، وتجمعنا بهم قيم وأفكار مشتركة واسعة جداً سواء ما يتعلق منها بمفهوم الأمن القومي والعربي أو مفهوم مركزية القضية الفلسطينية للأمة كلها.
أضاف: كان لا بدّ من اطلاع الأخ أسعد حردان وقيادة الحزب على آخر التطورات والأوضاع في فلسطين، وبأنّ الشعب الفلسطيني صامد يجابه المحتلّ مهما كانت الصعاب، من أجل الدفاع عن القدس وعن المقدسات الإسلامية والمسيحية والطابع الفلسطيني العربي لمدينة القدس عاصمة الدولة الفلسطينية والتصدّي للاستيطان الاستعماري العنصري.
وتابع قائلاً: طبعاً هذه المعركة المتواصلة منذ سنوات دخلت عليها خطة التحرك الأميركي ـ «الإسرائيلي» تحت عنوان صفقة القرن وما أعقب ذلك من خطوات عملية، رغم أنّ كلّ ما نفذ هو من جانب واحد، من الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأميركية الى القدس، إلى قطع المساعدات عن «الأونروا»، لأنهم يريدون تعريف اللاجئ من جديد لحرمان اللاجئين من العودة الى وطنهم، إلى قطع كلّ أشكال المساعدات عن السلطة الفلسطينية، ونحن غير آسفين على ذلك.
وقال الأحمد: إنّ ورشة المنامة تريد ان تجمع المال من المال العربي لتصفية القضية الفلسطينية وفرض «إسرائيل الكبرى» وهذا ليس تخريفاً وليس خيالاً، الذي يضمّ القدس ويضمّ المستوطنات في الضفة الغربية ويضمّ الجولان السوري وأعتقد أنّ مزارع شبعا وكفرشوبا وقرية الغجر في خطر، وحتى المزارع الأردنية المؤجرة التي انتهت مدة تأجيرها أيضاً، إنما يؤكد أنّ الحلم الصهيوني بإقامة «إسرائيل الكبرى» ما زال يعشش في أذهان الاستعمار الأميركي والحركة الصهيونية.
وأردف قائلاً: لا اقول بأنّ «صفقة القرن» أصبحت خلفنا، لكننا حاصرناها. وورشة المنامة كما اعترف كوشنر بنفسه مرات عدة وآخرها امس الأول ، بأنها فشلت بسبب الموقف الفلسطيني وعدم التجاوب العربي الى حدّ ما، وبالتالي لن يكون هناك إمكانية لاستئناف هذا المسار.
وختم: ناقشنا كيف يتمّ إحياء العمل الشعبي العربي لأنه يتحمّل مسؤولية أساسية من أجل إنعاش التحرك الشعبي لتصحيح الأخطاء الكبيرة التي ارتكبها النظام العربي سواء في ما يتعلق بفلسطين أو ما يتعلق بالتدخل الأجنبي في الأقطار العربية لتدميرها وتفتيت وحدتها. وكنا على تلاق وتطابق في كلّ ما ناقشناه.
حردان
وصرّح النائب حردان قائلاً: نجدّد الترحيب بالوفد الفلسطيني برئاسة الأخ عزام الأحمد، ونعرب عن تقديرنا الكبير للموقف الفلسطيني الذي عبّر عن قرار وإرادة في التصدي بصفقة القرن، وهذا هو الموقف المطلوب تصدياً لكلّ ما يُحاك لتصفية المسألة الفلسطينية.
أضاف: كلنا نعرف أنّ العدوان الصهيوني على شعبنا في فلسطين، لم يتوقف يوماً، بل هو عدوان دائم ومتكرّر ويستهدف الإرادة والقرار، إرادة الصمود والتصدي التي عبّر عنها أطفال فلسطين بالحجارة، وعبّر عنها الموقف الشعبي الفلسطيني بمواجهة الغطرسة «الإسرائيلية» وكلّ من يدعم هذه الغطرسة. ولذلك نعتبر انّ هذا القرار وهذه الإرادة هي رسالة ليست لشعبنا في فلسطين وحسب، بل هي رسالة لكلّ شعبنا في بلادنا، ولكلّ شعوب العالم العربي والعالم الحر، بأن يقفوا جميعاً الى جانب القرار والإرادة الفلسطينية في الدفاع عن الحق. فهذا الحق مقدّس بالنسبة لنا وبالنسبة لكلّ أحرار العالم، وهذا الحق الذي هو فلسطين يُدافع عنه كلّ شعبنا بأطفاله وشبابه ونسائه وشيوخه.
وتابع حردان: لا ترهبنا، لا الأموال ولا الندوات ولا الورشات التي تحصل هنا وهناك، في البحرين وغيرها، وفي الكواليس السرية وغيرها، ففلسطين حقنا، وسنظلّ في موقع الدفاع عن حقنا، إلى جانب أبناء شعبنا في فلسطين وكلّ أمتنا.
وقال حردان: نحن كما أبناء شعبنا في فلسطين، وفي أيّ مكان يستضيف شعبنا الذي هُجّر من فلسطين، نؤكد على كلّ حقنا، بما في ذلك حق العودة الى فلسطين. وليطمئن بعض اللبنانيين الذين تساورنهم هواجس التوطين، بأنّ الفلسطينيين يرفضون التوطين، ويتمسكون بحق العودة الى فلسطين. ودعوتنا لشعبنا في لبنان وكلّ الأمة، هي الوقوف الى جانب الفلسطينيين في نضالهم الدؤوب من أجل التحرير والعودة.
ولفت حردان إلى أنّ دعم الفلسطينيين يتمّ عن طريق التحركات الضاغطة لإسقاط وإفشال كلّ المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وختم: لنا تاريخ مشترك في عملية المواجهة، ونتصلب أكثر في عملية تحريك الرأي العام كي لا تبقى فلسطين كأنها وحيدة. فلسطين ليست وحيدة ويجب أن يقف كلّ شعبنا الى جانب المناضلين في فلسطين والى جانب القرار والإرادة الفلسطينية، ونحن سعدنا في هذا اللقاء ونحمّل الوفد تحياتنا للقيادة في فلسطين ولكلّ أبناء شعبنا هناك.
الوفد عند مراد
من جانبه أكد رئيس حزب الاتحاد النائب عبد الرحيم مراد بعد استقباله الأحمد وأبو العردات في حضور نائب رئيس حزب الاتحاد عضو المكتب السياسي أحمد مرعي وعضو المكتب السياسي طلال خانكان وأمين الإعلام خالد المعلم، أنه يجب أن يحصل الفلسطينيون في لبنان على أبسط حقوقهم في العيش الكريم، مشدّداً على رفض التوطين من منطلق قومي.
وبحسب بيان، جرى خلال الاجتماع «مناقشة آخر التطورات السياسية العربية والفلسطينية، ولاسيما الموقف العربي الموحد تجاه صفقة القرن المشؤومة واستهدافاتها للقضية الفلسطينية، حيث اعتبر الطرفان، أن «هذه الصفقة تخدم الكيان الصهيوني وسياساته التوسعية على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وأمن العرب ومستقبلهم».
وأشاد حزب الاتحاد «بالموقف الفلسطيني الموحد تجاه هذه الصفقة»، وطالب القوى الفلسطينية «بالمزيد من التماسك لمواجهة كل المشاريع التي تحضّر لتصفية القضية الفلسطينية والحق الفلسطيني في التحرير والعودة».
وطالب الأمة «بأن تعيد الاعتبار الى قضية فلسطين انطلاقاً من أنها أم القضايا العربية وقضية العرب المركزية».
واتفق الطرفان على إبقاء التواصل بينهما قائماً «من أجل موقف عربي موحد ينهي حالة الضياع للأمة ويعيد فلسطين إلى موقع الصدارة في العمل العربي».
وفي نهاية الاجتماع اعتبر الأحمد أن «التحرك الأميركي- الإسرائيلي أصبح عنوانه صفقة القرن، لكون الولايات المتحدة، إضافة إلى عراب هذه التسوية كوشنير، تخلت عنها، واليوم تريد طرحها بعنوان جديدة بعدما فشلت بتمريرها في مؤتمر البحرين، وكأن فلسطين والقدس للبيع».
أضاف «واتفقنا على ضرورة استمرار الأمن في المخيمات الفلسطينية حفاظاً على السلم الأهلي … كما تناقشنا حول ضرورة الإسراع في نيل اللاجئين الفلسطينيين، حقوقهم المدنية والإنسانية كحق العمل والضمان كما ترتئيه الدولة اللبنانية».
من جهته قال مراد «استمعنا الى المواقف التي طرحها الأخ عزّام وقدرنا تقديراً عالياً الموقف المهم والأساسي في ما يتعلق بالموقف الرائع بالتصدي للمشروع الصهيوني – الأميركي المسمى صفقة القرن، ونحن قدرنا أن الصفقة فشلت، والأهم رفض كل أنواع الصفقات والاستمرار بتوحيد الكلمة على الصعيد الفلسطيني بشكل عام وعلى الصعيد الفلسطيني – العربي لحماية الحد الأدنى من الحقوق العربية».
وأكد تأييده «حقوق الشعب الفلسطينيي في لبنان الذي يجب ان يحصل على أبسط حقوقه بالعيش الكريم، وبالتالي نرفض التوطين من منطلق قومي».