بغداد: «دولة القانون» يدعو لصدّ محاولات التطبيع مع العدو الصهيوني

دعا ائتلاف دولة القانون، أمس، الرئاسات الثلاث الى الوقوف أمام محاولات التطبيع مع الكيان الصهيوني، فيما طالب باستدعاء السفير العراقي في واشنطن للتحقيق معه حول تصريحاته الأخيرة.

وقال الائتلاف في بيان، إن «على الرئاسات الثلاث الوقوف بقوة بوجه تصاعد الممارسات والتصريحات التي يقوم بها بعض المسؤولين والسفراء لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، ووضع خريطة للتقارب والاستسلام مع دويلة العدو، وإضعاف إرادة الأمة الاسلامية وترويضها».

ودعا الائتلاف لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب الى «النهوض بدورها الرقابي واستدعاء السفير العراقي في واشنطن للتحقيق معه حول تصريحاته الأخيرة في ابداء عدم الممانعه من إقامة علاقات مع الكيان الصهيوني»، مطالباً وزارة الخارجية بـ»ان تبادر فوراً الى استبدال هذا السفير الذي لا يعكس موقف العراق تجاه قضايا الأمة الكبرى».

وشدد الائتلاف على «ضرورة التدقيق في المرشحين والمتقدمين للعمل في وزارة الخارجية كسفراء، ورفض أي مرشح لديه صلة ب حزب البعث المحظور من أجل الحفاظ على امن واستقرار العملية السياسية في البلاد»، لافتاً الى ان «قوة العملية السياسية وحمايتها تعتمد على عملية ضبط الاختراقات من قبل القوى المضادة التي تتبنى أجندات إضعاف الدولة وتمييع مواقفها».

وتابع «إذ كان الوطن قد انتصر في جبهة المواجهة المسلحة ضد الاٍرهاب فإن هذه الجبهة لا تقل خطورة عن تلك»، مشدداً على ضرورة أن «تتظافر جهودنا جميعاً لتحقيق النصر والوقوف بوجه العوامل التي تستهدف مرتكزات العملية السياسية وسيادة العراق ووحدته وأمنه».

وكانت أثارت تصريحات السفير العراقي لدى واشنطن، فريد ياسين، حول عدم ممانعة بلاده التطبيع مع الكيان الصهيوني، ردود فعل كبيرة تستنكر تلك التصريحات وتطالب بمحاسبة السفير، والتدقيق في اختيار مَن يمثل البلاد، وفق مراقبين.

وكان السفير ياسين أجاب عن سؤال بخصوص مؤتمر البحرين الأخير حول صفقة القرن وإمكانية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قائلاً: «هنالك أسباب موضوعية قد تدعو لقيام علاقات بين العراق و»إسرائيل» منها أن هنالك جالية عراقية مهمة في «إسرائيل»، موضحاً أن أبناء تلك الجالية لا يزالون معتزين بتقاليدهم العراقية.

وأضاف السفير أن هناك سبباً آخر قد يدفع لإقامة العلاقات وهي تكنولوجيا الري التي تفوّق فيها الكيان الصهيوني من خلال استصلاح الأراضي الصحراوية التي تعاني من شح المياه.

وتدارك بالقول إن الأسباب الموضوعية ليست كافية للتواصل مع هذا الكيان، حيث هناك أسباب معنوية واعتبارية أقوى لا تسمح بذلك، لأن «العراقي يمتثل للأسباب المعنوية والاعتبارية»، بحسب تعبيره.

وفي سياق متصل، أكد النائب عن «تحالف الفتح» محمد كريم أن مجلس النواب العراقي سيناقش التسريب الصوتي لقائد عمليات الأنبار الفريق ركن محمود الفلاحي مع أحد عناصر الاستخبارات الأميركية المركزية حول إحداثيات لمواقع «الحشد الشعبي».

ووفق كريم، فإن الفلاحي سيكون متهماً بالخيانة العظمى إن صحّ التسريب الصوتي بعد إكمال تحقيقات اللجنة المؤلفة من قبل وزارة الدفاع.

وزير الدفاع العراقي كان قد وجّه بتأليف لجنة تحقيق بعد عرض شبكة الإعلام المقاوم تسجيلاً صوتياً قالت إنه يحوي اتصالاً بين الفلاحي وأحد عملاء الاستخبارات الأميركية «السي آي إيه».

ويتضمن تسريب الفلاحي لإحداثيات الجيش والمقاومة العراقيين للجيش الأميركي ولا سيما كتائب حزب الله العراق.

وفي المحادثة الهاتفية التي بثّت يشكر عميل الـ «سي اي اي» الفلاحي قائلاً له إن «كل الاحداثيات كانت صحيحة».

إلى ذلك، أنهت قوات الحشد الشعبي المرحلة الأولى من عمليات تطهير محاور نينوى ضمن عمليات إرادة النصر بتدمير مواقع عدة لتنظيم داعش في خمسة وعشرين قرية.

القوات العراقية والحشد أعلنوا أول أمس انطلاق عملية «إرادة النصر» بين مختلف المحافظات وصـــولاً الى الحـــدود مع ســورية بهدف تطهير المناطق بين محافظات صلاح الدين ونينوى والأنبار وصولاً الى الحدود.

في هذه الأثناء، دعا وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم إلى ضرورة تركيز جهود الحل السياسي في سورية لإنهاء الصراع.

وأكد الحكيم، خلال استقباله المبعوث الأميركي الخاص الى سورية جيمس جيفري، أن الشعب السوري هو صاحب الحق في تقرير مستقبله من دون أي تدخل خارجي، ونوه بضرورة إيلاء الاهتمام الدولي الكافي للتعامل مع تحديات الوضع الإنساني في المنطقة، وبخاصة في سورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى