منفذية عكار في «القومي» أحيت ذكرى استشهاد باعث النهضة يوسف: مخطط تفتيت أمتنا لن يمرّ طالما هناك أبطال يسطرون ملاحم الفداء

أحيت منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى الثامن من تموز استشهاد مؤسس الحزب انطون سعاده في باحة المنفذية في حلبا بحضور منفذ عكار ساسين يوسف وأعضاء هيئة المنفذية وعدد من الأمناء والمسؤولين كما حضر جمال سكاف أمين سر لجنة الأسير يحيى سكاف ورئيسة جمعية بلاسم جومانا الدبس والمحامية علا خضارو وحشد من القوميين والمواطنين.

بداية النشيدين الوطني اللبناني والرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، والوقوف دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء. ثم رحّبت لينا كوراني بالحاضرين وألقت كلمة التعريف قالت فيها: «يا خجل تلك الليلة من التاريخ، عندما نفذ حكم الإعدام بحق رجل قلّ مثيله، نذر نفسه في سبيل أمته وشعبها وواجه الأقدار بشجاعة فكان معلماً في استشهاده كما في حياته لمعنى الفداء والوفاء…»

كلمة الطلبة

وألقى سعادة الكسار كلمة بإسم الطلبة قال فيها: «نحيي ذكرى تتجسّد بأحداثها ومضامينها أبهى صور القدوة والتضحية والفداء، كما تحمل في أبعادها تعاليم مناقبية قومية وجودية…

وتابع: في ذكرى استشهاد المعلم الذي آمن بالجيل الجديد، نتقدّم بالتهنئة للطلبة الناجحين في الشهادات الرسمية المتوسطة واثقين بنجاح البقية في الامتحانات الرسمية الثانوية والمهنية، ونقول أنتم الشعلة التي تتحضّر لتضيء ناراً ونوراً كزوبعة حمراء دائمة الحركة والديناميكية.

كلمة الحزب

وألقى منفذ عام عكار ساسين يوسف كلمة الحزب، استهلها قائلاً: بدمي قد ختمت رسالتي ـ سعاده.

وقال: سبعون سنة مرّت من عمر المؤامرة، تلك المؤامرة التي نسجت خيوطها بدقة في عواصم التآمر. تلك المؤامرة التي نفذت فجر الثامن من تموز عام 1949 فكانت جريمة العصر، خطط لها يهود الخارج ونفذها أدواتهم، يهود الداخل، وكان ضحيتها شهيد الثامن من تموز مؤسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي.

لقد أدرك سعاده بفكره الاستشرافي وهو رجل الاستشراف بامتياز، وأحسّ أنّ تداعيات المرحلة ستكون ثقيلة على أبناء عقيدته، وسيكون وقعها أليماً، فكانت عباراته الشهيرة: «أنا أموت أما حزبي فباق»، «انّ موتي شرط لانتصار قضيتي»، «الليلة سيعدمونني ولكن أبناء عقيدتي سينتصرون وسيأتي انتصارهم انتقاماً لموتي»…

أضاف يوسف: لقد ظنّ المتآمرون أنّ بقضائهم على سعاده يقضون على حزبه، ولكن ساء ظنّهم وخاب فألهم، لأنّ هذا الحزب تأسّس من أجل أن يستمرّ وينتصر بتحقيق غايته ومبادئه، فتنتصر أمتنا على عوامل موتها وخرابها.

لقد سطر القوميون وجودهم وسطروا بطولات رائعة عبر تاريخهم وتعرّضوا للنكبات والاعتقالات والإعدامات، ولكنهم نهضوا منها وأبدعوا مراحل نضالية ممتازة، وقد مارسوا المقاومة والبطولة المؤيدة بصحة العقيدة.

وأردف يوسف قائلاً: لقد أطلق المتآمرون النار فجر الثامن من تموز على جسد الزعيم واهمين أنهم بذلك يقتلون روح الأمة، ويقضون على حقها، ويطفئون جذوة النضال في قلوب القوميين، ولكنهم لم يدركوا انّ من يطلق النار على الشمس لإطفائها، لا يزيدها الا توهّجاً وسطوعاً.

قال سعاده: «إنّ أزمنة مليئة بالصعاب تمرّ على الأمم الحية، وليس لها إنقاذ منها إلا بالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة». لقد اخترق هذا الشعار وجدان القوميين الاجتماعيين واتخذوه أساساً لنضالهم ونبراساً لبطولاتهم. وها هم يسطرون بدمائهم أروع ملاحم البطولة ووقفات العز، وعلى امتداد جغرافية الأمة… في لبنان في فلسطين واليوم في الشام يواجهون أعتى هجمة ظلامية ينفذها برابرة العصر ومغول الحاضر متسترين بالدين والدين من أفعالهم براء.

وتابع يوسف: انه فصل جديد من فصول المؤامرة، فصل خطير يستهدف ضرب منظومة المفاهيم والمبادئ والأخلاقيات التي يرتكز إليها شعبنا. مؤامرة جديدة في مسار جديد، انه الفكر التقسيمي ذاته وانْ اختلفت أدواته. انه سايكس بيكو جديد ووعد بلفور جديد يستهدف تفتيت أمتنا وإعادة تشكيلها على أساس محميات للمذاهب والطوائف والاتنيات. ولكن هذا المخطط لا يمرّ ولن يمرّ طالما هناك أبطال يسطرون ملاحم الفداء من مناضلي الحزب الذين يصدّون الهجمات العاتية، يسقطون شهداء ويرتقون رسل عز وفداء.

أيها القوميون الاجتماعيون: في يوم الفداء يحلو الوفاء، وإذا كان شهداؤنا مارسوا الفداء فحريّ بنا ان نكون أوفياء. لنعد الى أصالتنا، لنحافظ على وحدتنا، ولنلتفّ حول حزبنا ونمارس عقيدتنا ونظام مؤسساتنا بكلّ أمانة وشفافية. انّ الزمن عصيب وعصيب جداً ومصيرنا على المحك. لنكن يداً واحدة ونهجاً واحداً وفكراً واحداً فلا نتلهّى بقشور الكيدية والعنعنات الفردية ونترك لبّ القضية. انّ مسار الأحداث وما يُحاك لنا من مؤامرات يستدعي منا ان نكون صفاً واحداً لإعلاء شأن حزبنا، فلنلهج دائماً بحزبنا وعقيدتنا.

في الختام تحية الى شهيد الثامن من تموز وإلى شهداء الحزب في أيّ موقع سقطوا، تحية إلى شهداء مجزرة حلبا… ووفاء لدماء شهيد تموز وشهداء الحزب اننا مدعوون الى تصليب العزيمة ومحاربة الأنانيات الفردية، اننا مدعوون الى الالتفاف حول حزبنا ومؤسساتنا، وانّ تعميق معرفتنا بحقيقتنا سبيل الى استجماع قوانا، وتحقيق فعل نعمل به لتغيير وجه التاريخ لتحقيق مجد سعاده ومجد سورية.

وفي الختام، أدّيت تحية الشهيد أثناء وضع إكليل على نصب شهداء مجزرة حلبا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى