هل تهدد الضغوط الداخلية في أميركا وإيران المحادثات النووية؟

كان من نتائج الاتفاق على تمديد المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران من أجل التوصل إلى اتفاق أنها شجعت المنتقدين في واشنطن وطهران لزيادة نشاطهم، الأمر الذي يهدد استمرار المحادثات.

وتتفاوض إيران مع مجموعة «5+1» التي تضم أعضاء مجلس الأمن الدائمين وألمانيا لكن هذه التسمية يمكن تغييرها خمسة زائداً واحداً زائد اثنين، إذا ما أخذ في الاعتبار دور المتشددين في كل من الكونغرس الأميركي والمؤسسة الحاكمة في إيران.

وحتى قبل أن يجف مداد اتفاق التمديد الذي تم التوصل إليه في فيينا كان المشككون في واشنطن يطالبون بفرض عقوبات جديدة لزيادة الضغط على إيران، إذ طالبت لجنة الشؤون العامة الأميركية «الإسرائيلية» إيباك التي تعتبر من أكثر جماعات الضغط فعالية في واشنطن الكونغرس بالبدء في سن تشريع يفرض عقوبات جديدة على طهران.

وقالت اللجنة في بيان صدر عنها «يتعين على الكونغرس الآن أن يتحرك ليبعث رسالة واضحة أن صبر الولايات المتحدة ليس بلا حدود وأنه يجب عدم السماح لإيران بالوصول إلى القدرة على انتاج أسلحة نووية».

وقال السناتور الديمقراطي روبرت ميننديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ «دائرة المفاوضات المتبعة بتمديد مصحوب بتخفيف العقوبات على إيران لم تحقق نجاحاً»، لكنه لم يصل إلى حد المطالبة بعقوبات جديدة على الفور.

وتمثل العقوبات الجديدة تحدياً للرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أشار إلى أنه قد يستخدم حق النقض «الفيتو» اعتراضاً عليها، في حين يواجه الرئيس الإيراني حسن روحاني ضغوطاً أيضاً بناء على وعوده بتحسين معيشة الإيرانيين.

وفيما يعكس شعوراً بخيبة الأمل أن العقوبات على قطاعي النفط والبنوك في إيران ستظل سارية نشرت صحف إيران تقاريرها تحت عناوين مثل «هيش» وهي كلمة فارسية تعني «لا شيء» لوصف نتيجة المحادثات.

ولم يفت الإيرانيون أن الجمهوريين المعارضين في الكونغرس الأميركي ستكون لهم السيطرة في كانون الأول بعد انتخابات التجديد النصفي التي أجريت هذا الشهر فقد أثار هذا الموضوع تساؤلات خلال المحادثات في مسقط وفيينا.

وقال مساعدو وزير الخارجية الأميركي إن جون كيري أجرى ما يصل إلى عشر مكالمات مع أعضاء بالكونغرس أثناء وجوده خارج البلاد، إذ أشار أحد العاملين بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إن من هؤلاء الاعضاء السناتور بوب كوركر أكبر أعضاء اللجنة من الجمهوريين، الذي قال في تصريح إنه يفضل أن يواصل البيت الأبيض التفاوض مع إيران بدلاً من التوصل إلى اتفاق سيء لكنه أضاف أن على الكونغرس أن يعد خيارات بما في ذلك تشديد العقوبات إذا فشلت المحادثات.

ويرى مسؤولون أميركيون على علاقة بملف التفاوض مع إيران إنه في ضوء الضغوط الداخلية والخارجية فليس من المستبعد تمديد المحادثات مرة أخرى بعد تموز المقبل، الموعد المعلن لانتهاء المفاوضات وتوقيع الاتفاق النهائي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى