باسيل: مصمّمون على حلّ مشاكل الحدود والموارد كي لا تتحول إلى مصدر قلق ونزاعات في المنطقة
لفت وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل إلى أنّ لبنان وقبرص يجمعهما الكثير من القيم الإنسانية المشتركة، ومواجهة الخطر المشترك وهو الإرهاب، مؤكداً تصميم الجانبين اللبناني والقبرصي على
على التعاون لحلّ المشاكل الحدودية ومشاكل الموارد النفطية، كي لا تتحول هذه الموارد من مصدر استقرار وازدهار إلى مصدر قلق ونزاعات في المنطقة.
استهل باسيل زيارته الرسمية إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا بلقاء الرئيس القبرصي نيكوس أنستاسياديس، وجرى البحث في العلاقات الثنائية بين قبرص ولبنان، في المجالات كافة. وتطرق النقاش إلى مسائل المنطقة لا سيما تلك المتعلقة بمكافحة الإرهاب الدولي، بالإضافة إلى الاستفزازات التركية الحاصلة في المنطقة الاقتصادية الخالصة التابعة لقبرص، والوضع السياسي في لبنان.
بعد ذلك، التقى باسيل نظيره القبرصي يوانيس كاثوليديس، وعقد الجانبان مؤتمراً صحافياً مشتركاً أعلن خلاله باسيل أنّ هدف الزيارة هو «تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية، وتفعيل اتفاقات التعاون بين البلدين»، لافتاً إلى «أنّ هذه الزيارة تكتسي أهمية كبيرة للبنان وقبرص، لأنّ هناك خطراً يواجهانه معاً بشراكة كاملة، هو خطر وجودي لبلدين متشابهين في الجغرافيا والتكوين، هما لبنان وقبرص، ويجمعهما الكثير من القيم الإنسانية المشتركة، بالإضافة إلى مواجهة خطر مشترك هو الإرهاب».
وأكد «أنّ الإرهاب لا حدود له، ولا يمكن احتواؤه، بل حذفه بالقوة العسكرية وبالفكر المضاد له الذي هو الفكر الإنساني الذي يقبل الآخر». وقال: «إنّ هذه المعركة المشتركة بين لبنان وقبرص، نقوم بها عبر وجود قبرص في الاتحاد الأوروبي، وتشجيعها لكل المبادرات الأوروبية لمساعدة لبنان، وعبر الحرب التي يقوم بها لبنان بقواه المسلحة ضدّ الإرهاب، التي نعتبر أنه يدافع خلالها عن لبنان، وعن قبرص وبالتالي، عن أوروبا».
وتابع باسيل: «هذا مصير مشترك يتطلب تعاوناً أكثر وعملاً مشتركاً أكبر شاهدنا بداياته بمساعدة مشكورة من جانب قبرص للجيش اللبناني، وهي مساعدة حسّية عينية ملموسة، ونشهد بدايات مساعدة أوروبية عبر تشجيع قبرصي للقوى الأمنية اللبنانية، وهي مساعدات فعلية وحسية. وهذا الأمر سيترافق مع مبادرات سياسية سنشهدها في بداية السنة المقبلة 2015 من عمل لبناني -قبرصي حول هذه المواضيع».
وفي ما يتعلق بالموارد النفطية في البلدين، قال باسيل: «نعتقد أنّ النفط عامل مشجع للاستقرار والازدهار في شرق المتوسط، ولبنان وقبرص يتمتعان بموارد نفطية معرضة للاعتداء عليها، إما في مباشر، وإما غير مباشر عن طريق وقفها. وعلى هذا الأساس، نحن مصمّمون مع الجانب القبرصي على التعاون لحلّ المشاكل الحدودية ومشاكل الموارد في ما بيننا، وبالتعاون البنّاء من الممكن ومن السهل تخطيها، وبالتعاون المشترك لحلّ المشاكل مع الدول الأخرى التي لديها نيات للاعتداء على الموارد النفطية، لكي تتحول من مصدر استقرار وازدهار الى مصدر قلق ونزاعات في المنطقة، نحن في غنى عنها».
وشدّد باسيل على سيادة الدول لحماية المنطقة الاقتصادية الخالصة، مديناً «جميع الانتهاكات والاستفزازات التي يتعرض لها البلدان».
وفي مسألة النزوح السوري إلى لبنان، اعتبر باسيل «أنه يمثل خطراً وجودياً على الدولة، كما يهدّد النسيج الاجتماعي في لبنان وقبرص»، مشيراً إلى «أنّ المساعدات الدولية للحكومة اللبنانية لا تزال خجولة في هذا الإطار، فلبنان يستوعب عدداً كبيراً من النازحين السوريين بالنسبة إلى عدد سكانه، وقد وصل إلى مليون ونصف مليون نازح. وقد جرى عرض لخطة الحكومة من أجل خفض عدد النازحين».
كاثوليديس
وشدّد وزير الخارجية القبرصي، من جهته، على أهمية «التعاون بين البلدين لمواجهة التحديات في هذا المجال، خصوصاً وأنّ لبنان يحتاج إلى دعم أكبر من المجتمع الدولي لكي يتمكن من التصدي للمخاطر الأمنية والسياسية والاقتصادية»، مشيراً إلى أنه أبلغ باسيل بالخطوات التي تقوم بها قبرص بهدف دعم الجيش اللبناني، ومساعدة لبنان في تحمّل أعباء النزوح السوري، فضلاً عن التحضير لمبادرات قبرصية داعمة للبنان في إطار الاتحاد الأوروبي.
وجدّد كاثوليديس تأكيد «التزام قبرص الحفاظ على وحدة لبنان واستقراره واستقلاله وسيادته»، لافتاً إلى القناعة المشتركة لدى البلدين «بأنّ اكتشاف الغاز والنفط، يمكن ويجب أن يكون أداة للسلام والاستقرار في المنطقة».
كما أكد استعداد بلاده لمساعدة لبنان في مجال التنقيب عن النفط والغاز، مشيراً إلى أنه «تمّ الاتفاق على العمل لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، في مجال الطاقة، والدفاع، والتعاون العسكري، وإدارة الكوارث، والبحث والإنقاذ، والتنسيق في إطار المنظمات الدولية والمؤتمرات، وتطوير السياحة»، متطرقاً إلى رفع متطلبات تأشيرة الدخول إلى قبرص.
وأعلن كاثوليديس «رغبة قبرص في الترويج لمسألة حماية الأقليات الدينية في الشرق الأوسط، ومن ضمنها المسيحيون، المهدّد وجودهم في بعض الدول مثل العراق».
وفي ختام زيارته، التقى باسيل وزير الطاقة والتجارة والسياحة والصناعة القبرصي يورغوس لاكوتريبيس، وجرى البحث في أطر التعاون بين لبنان وقبرص في مجال الأنشطة البترولية، التي تنفذ في المنطقة الاقتصادية الخالصة العائدة إلى كل من البلدين. وتطرق اللقاء أيضاً، إلى المشاريع المشتركة بين البلدين في مجال الطاقة.