مختصر مفيد الطريق الأميركي مسدود
– مع توجّه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للخروج من الاتفاق النووي مع إيران كانت على طاولة الباحثين والمتابعين فرضيات عدة لسيناريوات عدة حول ما يمكن لواشنطن فعله. وجوهر المعادلة يقوم على أن واشنطن أقوى عسكرياً ومالياً وقد حشدت دول الخليج و»إسرائيل» في تحالف جديد وبالتالي زمام المبادرة بيد واشنطن.
– مع تبلور الصورة الحية صارت العقوبات المشدّدة ومعها حشود أميركية بحرية وجوية ورسم قواعد اشتباك تهدد باستهداف إيران إذا تعرضت مصالح الخليج لأي استهداف من حلفاء إيران. وراهنت واشنطن على خلق معادلة قابلة للحياة لسنوات قوامها إيران تذبل بتجفيف مداخيلها وتضعف وتصاب بالأزمات، وبالتوازي تجارة النفط مستقرة في الخليج والخوف من عودة العقوبات الأممية وخسارة التعاطف الأوروبي يمنعان إيران من العودة لبرنامجها النووي، كما كان قبل الاتفاق.
– السنوات التي تريدها واشنطن قابلتها إيران وحلفاؤها بخطة ستة شهور تنتهي بنهاية العام يتمّ خلالها تهديد الاستقرار في أسواق النفط الخليجية وتمتلك بنهاياته إيران موقعاً نووياً أقوى مرات عما كانت عليه عشية توقيع الاتفاق وصولاً لامتلاك ما يكفي لإنتاج قنبلة نووية قرّرت إيران انها لا تريد إنتاجها.
– اضطر الأميركيون للتراجع أمام ما وصفوه بالاستدراج الإيراني نحو الحرب وتحملوا إسقاط اهم طائراتهم المتطورة تقنياً. وبدأ الأوروبيون بالتراجع في التفاوض حول موجباتهم في الاتفاق النووي مقابل دعوة إيران للعودة إلى الاتفاق بالتوازي والتوازن كما اشترطت إيران.
– مجلس العلاقات الخارجية الأميركية نظم طاولة مستديرة لتقييم الموقف، وخلص إلى أن الوضع تكفل بإسقاط التحليلات والفرضيات والخيارات الأميركية ضيقة بين الذهاب للحرب أو العودة للاتفاق النووي، وإلا فإيران ستصبح قوة نووية كاملة وسوق النفط سيصير فوضى أسعار. ولتفادي هذه المصاعب قد يكون الطريق هو ترك أوروبا توفر لإيران مطالبها برضى أميركي لتحفظ واشنطن ماء وجهها بعدما خرجت من الاتفاق.
ناصر قنديل