رئيس الجمهورية: لبنان تفادى امتداد الحروب حولنا بفضل التضامن الوطني
لفت رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى ان لبنان تفادى امتداد الحروب التي تدور حولنا «بفضل التضامن الوطني الذي عبر عنه أبناؤه، فحافظوا بذلك على وحدة وطنهم وحموه من النار التي اندلعت حوله». وشدّد على أن هذه الوحدة هي التي تعزز الاستقرار والأمن في البلاد التي تستقطب العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، إضافة الى حركة سياحية متنامية، خصوصاً من الدول الأوروبية والخليجية.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا وفداً من بحارة «طريق لبنان» La route du Liban، برئاسة القبطان الفرنسي جان ماري فيدال، الذين يزورون لبنان ضمن رحلة يقومون بها إلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط تحت عنوان «دعم حرية المجموعات الدينية التي تعيش سوية في الشرق ورفض اضطهاد اي منها»، وذلك في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير، والسفير خليل كرم، والمستشار الإعلامي في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
واستقبل الرئيس عون رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد وعرض معه أوضاع القضاء وعمل المحاكم. وأوضح القاضي فهد أن البحث مع الرئيس عون تناول أيضاً وضع الحجر الأساس لمبنى محكمة بعبدا، والصعوبات التي تواجه مبنى محكمة جونيه. وخلال اللقاء قدم القاضي فهد لرئيس الجمهورية الطابع البريدي الخاص الذي صدر لمناسبة اليوبيل المئوي لمحكمة التمييز والمنشورات الخاصة بالمناسبة.
واستقبل عون وفد رابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة يوسف ضاهر الذي تساءل لماذا تستغني الدولة عن خدماتنا وخبراتنا، وذلك منذ نشأة الجامعة تقريباً؟ بينما عشرات آلاف المتخرجين يعملون في الداخل والخارج ويشكلون أهم أركان البناء اللبناني في الاقتصاد والعيش الوطني والوجه لحضاري، ونرى ان السلطات المتعاقبة كانت دائماً لا تعير اهتماماً كبيراً لهذه الجامعة التي هي ثاني اكبر مؤسسة بعد الجيش الوطني، اذ فيها ما يقارب مئة الف مواطن بين طالب وأستاذ وموظف. ولهذا سميت بحق الجيش الوطني الثاني، لما لها من دور وطني جامع مساعد على تعزيز الوحدة الوطنية بين الطلاب وبين الاساتذة وبين الموظفين داخل الكليات والفروع في كل اصقاع الوطن».
وقال: «هذه الجامعة بحاجة لعناية الدولة الفائقة على جميع الصعد. ففيها مجمع جامعي واحد في الحدث وربع مجمع في الفنار وربع مجمع جديد في رأس مسقا جنوب طرابلس. أما في باقي المناطق في الجنوب والبقاع وجبل لبنان وعكار، فالجامعة تستأجر مباني مهلهلة متصدّعة وبمبالغ طائلة تصل الى حدود الــ 20 مليار سنوياً. فلا وجود لمسكن جامعي للطلاب ولا منح تعليمية لهم ولا ملاعب ولا انترنت مقبول، وغالبيتهم يأتون من عائلات متواضعة».
وطالب ضاهر بتعيين عمداء جدد ليستقيم العمل في مجلس الجامعة، وتحقيق لامركزية تكاملية لكي تهون وتتسرّع مهماتها في المناطق البعيدة، وهي بحاجة لقانون جديد ولنظام مالي جديد بعد مرور أكثر من 50 عاماً على قانونها الحالي. بحاجة لاستقلالية أقرها القانون لها كما أقرتها توصيات مؤتمر الاونيسكو التي وافق عليها لبنان». كما اورد سلسلة مطالب سبق ان عرضت مع وزير التربية والتعليم العالي وتمت الموافقة عليها.
ورد عون مرحباً بالوفد وإذ أعاد التأكيد على ارث لبنان الثقيل من الدين العام، فإنه اعتبر أن ما يعترض العمل على تحسين اوضاع الجامعة هو، وبالدرجة الاولى، الوضع المالي الراهن ذلك انه حيث لا مال لا إمكانية لتحسين الوضعين الاقتصادي والتعليمي، كما تنتفي إمكانية التجديد عامة.
وختم عون بالاشارة الى اختلاف الجامعة اللبنانية عن سائر الجامعات في لبنان من ناحيتي عدد طلابها ونوعيتهم، لافتاً الى متابعته وسعيه الدائمين لتعزيز اوضاعها، متمنياً ان ينعكس تحسن الاوضاع الاقتصادية في البلد في المقبل من الايام تحسناً في أوضاعها وتطويراً لكلياتها.