ساهم «الاتحاد» بـ 1.2 مليار يورو في المساعدات الإنسانية والاستقرار والتنمية والتعاون الأمني منذ عام 2014

أكد وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، ومفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، على ضرورة خفض التصعيد في التوترات في المنطقة.

وذكرت وزارة الخارجية، في بيان، أن الحكيم بحث مع موغيريني، أثناء استقباله لها في بغداد، علاقات العراق والاتحاد الأوروبي، وأهمية تعميق الشراكة العراقية الأوروبية، وأولويات التعاون بين الجانبين.

وأضافت الوزارة أن «الجانبين أجريا مباحثات موسعة حول آخر التطورات في المنطقة»، وأكدا التزامهما المشترك نحو السلام، والاستقرار في الشرق الأوسط. وأعربت موغيريني عن «تثمين الاتحاد الأوروبي للمساهمات والتضحيات التي قدمها العراق في الحرب ضد الإرهاب، ودعم جهود العراق للقضاء على جميع أشكال الفكر الإرهابي».

فيما صرّحت موغيريني، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الحكيم، في ختام محادثاتهما، بأن الاتحاد الأوروبي يدعم كلياً جهود العراق الرامية إلى تخفيف التوتر الراهن بين الولايات المتحدة وإيران، وسط مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية مفتوحة بين الجانبين.

وأوضحت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية أن بروكسل تدعم وتقيّم عالياً سياسة بغداد الهادفة إلى الحفاظ على حسن علاقاتها مع جميع جيرانها، محذّرة من «مغامرات خطيرة» في المنطقة.

وقالت موغيريني: «تحدّثت أنا والوزير باستفاضة عن التوتر المتزايد حول العراق والحاجة أولاً وقبل أي شيء، إلى تجنب التصعيد وتجنب أي حسابات خاطئة قد تفضي إلى عواقب خطيرة للغاية بالنسبة للعراق أولاً وقبل كل شيء وما وراء ذلك أيضاً».

من جهته، أكد الوزير العراقي حرص بلاده على منع نشوب مواجهة عسكرية في المنطقة من شأنها أن تضع العراق في موضع حرج جداً، قائلاً: «أكدنا للسيدة موغيريني أن العراق يجب ألا يكون ساحة للصراع، بل مساعداً بالمشاركة في حلّ هذه الأزمة مع الدول العربية الأخرى وخاصة الكويت وعمان». وأضاف الحكيم أن نشوب أي صراع سيعقد أيضاً جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة.

وأثناء زيارتها إلى بغداد، السبت، التقت موغيريني أيضاً، رئيس مجلس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي، الذي أكد لها أن بلاده ترى في الاتحاد الأوروبي «شريكاً أساسياً»، وأعرب عن رغبة بغداد «في تشجيع الاستثمار الأوروبي في العراق وزيادة التعاون في جميع المجالات، السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية».

وقال عبد المهدي إن «على الدول الكبرى أن تقيّم العراق ضمن واقعه كدولة خرجت من الحروب وهي الآن تنهض وبشكل قويّ وفعّال، لا كدولة مستقرة منذ مدة طويلة، ويجب أن تنظر المعايير المطبقة في تصنيف العلاقات الدولية إلى العراق كدولة بدأت تستقرّ بعد خوضها حروباً طويلة، وبالتالي نحتاج إلى نوع من التمييز الإيجابي».

من جهتها، أكدت موغيريني أن الهدف الأساسي من زيارتها إلى بغداد هو «التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي للعراق سياسياً ومعنوياً ومالياً، وكذلك لإظهار التكاتف معه». وأضافت أن «العراق أحد أفضل شركاء الاتحاد الأوروبي»، مشيرة إلى أن بروكسل تشيد «بنجاح السياسة العراقية الخارجية المتوازنة في المنطقة»، داعية إلى «الاستمرار بهذه السياسة».

وكان المتحدّث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف قال قبل وصول موغريني إلى بغداد، إن الاتحاد الأوربي والعراق ماضيان في العمل معاً لإنجاز الأهداف التي رسمها مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد بالكويت في فبراير 2018.

وأضاف الصحاف، أن الجانبين عازمان على الالتزام المشترك بتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مشدداً على الصداقة المتينة التي تجمعهما، والتي تعمّقت في السنوات الأخيرة من خلال التعاون المشترك لهزيمة «داعش» الإرهابي.

وأكد المتحدث على أن إسهام الاتحاد بـ 1.2 مليار يورو في المساعدات الإنسانية والاستقرار والتنمية والتعاون الأمني، منذ عام 2014، هو خير شاهد على التزامه طويل الأمد بالشراكة الاستراتيجية مع العراق.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى