الأسد لعبد اللهيان: ندعم إيران في مواجهة التهديدات الأميركية

أكد الرئيس السوري بشار الأسد للمساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، دعم سورية لإيران في مواجهة الإجراءات الأميركية غير القانونية التي تتعرّض لها.

وذكرت الرئاسة السورية، عبر حسابها على «تلغرام»، أن «الرئيس السوري بشار الأسد أكد للمساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية حسين أمير عبد اللهيان دعم سورية لإيران في وجه هذه التهديدات والإجراءات الأميركية غير القانونية بحق الشعب الإيراني».

وأشارت الرئاسة السورية إلى أن «عبد اللهيان وضع الرئيس الأسد في صورة تطوّرات الملف النووي الإيراني والسياسة، التي انتهجتها القيادة الإيرانية لحماية مصالح شعبها في مواجهة السياسات العدوانية التي تنتهجها الإدارة الأميركية ضده».

كما تمّ خلال اللقاء، بحسب الرئاسة السورية، «بحث العلاقات السورية الإيرانية ومستجدّات الحرب على الإرهاب في سورية، والأوضاع في المنطقة».

ويقوم عبد اللهيان حالياً بزيارة إلى سورية، وكان قد أجرى مباحثات مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم، تناولت التطوّرات الجارية في المنطقة وتعزيز التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين، حسبما أفادت الخارجية السورية على موقعها على الإنترنت.

وقالت الخارجية السورية إن «وزير الخارجية السورية وليد المعلم بحث مع حسين أمير عبد اللهيان المساعد الخاص لرئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني للشؤون الدولية، الذي يزور دمشق، العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأهمية العمل على تطويرها باستمرار، والحفاظ على المستوى العالي من التنسيق والتشاور الدائمين بين كافة الجهات في البلدين الشقيقين».

وأضافت أن «الجانبين تطرّقا إلى تطوّرات الأحداث في المنطقة، وسبل مواجهة التحديات التي تواجه البلدين، وعلى رأسها الحصار والإجراءات الاقتصادية القسرية، التي تمّ فرضها من قبل الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها على كلا الشعبين تحقيقاً لمصلحة الكيان الصهيوني، والتي تعدّ شكلاً من أشكال الإرهاب الاقتصادي، حيث كانت وجهات النظر متفقة في المواضيع كافة».

حضر اللقاء الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين وعاطف الزيبق مراقب مجلس الشعب وحسين راغب الحسين نائب رئيس جمعية الصداقة السورية الإيرانية ومحمد بشير الشربجي عضو جمعية الصداقة السورية الإيرانية ومحمد العمراني مدير إدارة المكتب الخاص في وزارة الخارجية والمغتربين.

وفي الإطار ذاته، أشاد الدكتور المقداد خلال استقباله عبد اللهيان بالجهود التي تبذلها القيادة الإيرانية على مختلف المستويات لتقديم كل أنواع الدعم والمساندة لسورية خلال تصدّيها للحرب الإرهابية عليها، مؤكداً دعم سورية لإيران بوجه الغطرسة الغربية وآخرها القرصنة البريطانية المتمثلة باحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في مضيق جبل طارق.

بدوره أكد عبد اللهيان أن القيادة الإيرانية والشعب الإيراني يقفون صفاً واحداً في دعم القيادة السورية والشعب السوري في مواجهة العصابات الإرهابية لاستعادة الأمن والاستقرار لكل أرجاء الدولة السورية.

يُذكر أن دمشق استقبلت عدداً من كبار المسؤولين الإيرانيين منذ مطلع العام الحالي، ووقعت كذلك العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية الثنائية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما زار الرئيس الأسد طهران، في فبراير/شباط الماضي، حيث أجرى مباحثات مع المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، والرئيس حسن روحاني، تركّزت على تطورات الأوضاع في المنطقة، وبخاصة في الداخل السوري إلى جانب تعزيز العلاقات السورية الإيرانية.

على صعيد آخر، أعلنت وزارة النفط السورية إصلاح خط رئيسي للغاز في وسط البلاد، يرتبط بـ»حقل الشاعر»، أكبر حقول الغاز في البلاد، واستئناف الحقل العمل بطاقته الكاملة، بعد أن تعرّض الخط للتخريب.

وأفادت وزارة النفط في صفحتها على موقع «فيسبوك» بـ»عودة معمل غاز إيبلا للعمل باستطاعته الكاملة»، فجر أمس، «بعد إصلاح الخط الذي تعرّض للتخريب وتشغيله».

وأعلنت الوزارة في وقت متأخّر من يوم الأحد إنجاز أعمال الصيانة وبدء عملية ضخ الغاز إلى المعمل، ومنه إلى محطات توليد الكهرباء.

وخرج هذا الخط، الذي يمتدّ في ريف حمص الشرقي، من الخدمة أول أمس الأحد، «جراء عمل إرهابي»، وفق ما أعلنت وكالة «سانا» للأنباء.

وينقل الخط 2.5 مليون متر مكعب يومياً من الغاز الطبيعي إلى معمل إيبلا ومنه إلى محطات توليد الكهرباء، وفق المصدر ذاته.

ولم تورد الوكالة أي تفاصيل حول الاعتداء وكيفية حصوله، لكن نشطاء ذكروا أن استهداف خط الغاز تمّ «بعبوة ناسفة» من دون أن يحددوا الجهة المسؤولة.

وأشار مصدر إلى أن العملية الإرهابية التي حاولت تعطيل إمدادات الغاز من حقل الشاعر، تتسق تماماً مع استماتة الدول الغربية في تشديد الحصار الخانق على سورية والحيلولة دون وصول الاحتياجات الطاقوية إلى موانئها، ملمحاً إلى ما حدث في مرابط ضخ النفط في مصفاة بانياس قبل أيام، والبصمات الواضحة لأجهزة الاستخبارات الغربية في تدميرها، سعياً لمراكمة المعاناة على الاقتصاد الوطني والسكان.

وأوضح أن عمليات إصلاح خط «الشاعر» جرت بسهولة أكبر بكثير من تلك التي يطلبها إصلاح مرابط النفط في ميناء بانياس النفطي، والذي تمّ الاستعانة بتقنيات عالية لإصلاحها.

ويقع جبل الشاعر إلى الشرق من محافظة حمص وسط البادية السورية الواقعة بين مثلث تدمر/ حمص/ حماة، وهو هي منطقة صحراوية خالية، فيما تتوزّع مخافر للحراسة في بعض تلاله.

ووفق المصدر، فإن «الأوضاع تحت السيطرة.. وقطاع التوليد لن يشهد أي اختناقات نظراً للسرعة في إعادة تأهيل الخط»، مشيراً إلى أن «الجيش السوري اتخذ الاحتياطيات المتاحة لمنع تكرار مثل هذه العمليات الإرهابية في المناطق الصحراوية، ما أمكن ذلك».

واستعادت سورية جزءاً من انتاج حقولها الغازية بشكل تدريجي بعد معاودة الجيش السوري وحلفائه السيطرة على مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في البادية السورية.

وبحسب وزير النفط والثروة المعدنية السوري علي غانم، ارتفع إنتاج حقول الغاز السورية من 10.0 مليون متر مكعب يومياً قبل بداية الأزمة عام 2011 إلى 16.5 مليون متر مكعب نهاية العام الماضي 2018.

وكان الرئيس بشار الأسد دشن في أيار 2010 معمل غاز إيبلا بريف حمص الشرقي بطاقته الإنتاجية 5.2 مليون متر مكعب من الغاز النظيف يومياً، وتحدث حينها عن أهمية متابعة وتنفيذ مشاريع التعاون العربي والإقليمي والدولي في مجال استيراد وتصدير ونقل وتسويق الغاز.

ويقع معمل إيبلا الذي نفذته شركتا بتروكندا وبتروفاك في ريف حمص الشرقي، إلى الشرق من بلدة الفرقلس بحوالي 10 كم، ويتكوّن من محطة تجميع الغاز في حقل الشاعر وخطّ لنقل الغاز الخام بطول 77 كم وقطر 16 بوصة، وهو يربط بين حقل الشاعر ومعمل الغاز في الفرقلس، إلى جانب خط لتصدير الغاز من المعمل إلى الشبكة الوطنية بطول 3.2 كم وقطر 16 بوصة.

ووفق مدير العام يون فيريز، استثمرت بتروكندا خلال عامي 2009 و2010 أكثر من مليار دولار لتطوير حقل الشاعر وحقل الشريفة القريب منه.

ميدانياً، أفاد مصدر عسكري باستهداف الفصائل المسلحة المتمركزة في اللطامنة والزكاة، أمس، بقذائف الهاون والصواريخ بلدة محردة والمحطة الحرارية بريف حماة الشمالي الغربي.

وذكرت وسائل إعلام محلية أن المجموعات المسلحة استهدفت المحطة الحرارية في محردة، ولا معلومات عن وقوع إصابات حتى اللحظة.

وفي سياق متصل، لقي 6 مدنيين وأصيب 9 آخرون أول أمس الأحد بجروح، بينهم أطفال، نتيجة اعتداء مجموعات إرهابية بالقذائف الصاروخية على محيط القصر البلدي وحيي حلب الجديدة ومنيان في مدينة حلب شمالي سورية.

وتواصل المجموعات الإرهابية المنتشرة بريف حماة الشمالي وإدلب خروقها لاتفاق منطقة خفض التصعيد والاعتداء على المناطق الآمنة في مدينة حماة وريفها ما أدّى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الأهالي ووقوع أضرار بمنازلهم وممتلكاتهم وبالممتلكات العامة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى