العسكريون المتقاعدون اعتصموا في ساحة الشهداء: دماؤنا فداء للوطن ولكن حقوق عائلاتنا خط أحمر
بالتزامن مع انعقاد جلسات المجلس النيابي المخصصة لمناقشة موازنة الـ 2019، نفذ العسكريون المتقاعدون اعتصاماً حاشداً حيث بدأوا بالتجمع أمام خيمة نصبت في ساحة الشهداء، بات فيها العسكريون المتقاعدون المضربون عن الطعام.
وحاول المعتصمون عرقلة وصول النواب الى المجلس عبر إقفال المنافذ التي توصل إلى الجلسة.
ودعا المعتصمون النواب للتصويت لصالح حقوق العسكريين وليس ضدها مؤكدين أن حراكهم هو سلمي حتى الآن.
وتحوّل محيط مجلس النواب الى منطقة عازلة بفعل التدابير التي اتخذت، تمهيداً لانطلاق جلسات المناقشة على وقع التظاهرات والتحركات المرتقبة. ونشرت الأسلاك الشائكة في محيط المجلس لمنع أي تظاهرات او تحركات من التقدم باتجاه المجلس.
وانطلقت مسيرة العسكريين المتقاعدين من ساحة الشهداء باتجاه مبنى «النهار» حيث اعتصمت مجموعة ثانية من الحراك، ورفعت لافتة كتب عليها «مثلما دافعنا عن الوطن سندافع عن حقوقنا».
وأكد المعتصمون عند وصولهم الى حاجز قوى الأمن عند مدخل وسط بيروت، رفضهم الاحتكاك مع أي عنصر من العناصر الأمنية وأن تحركهم سلمي.
ووجّه حراك العسكريين المتقاعدين، بياناً توجه فيه الى اللبنانيين والعسكريين والنواب، أعلنوا فيه «ان دماءنا فداء للوطن، ولكن حقوق عائلاتنا خط أحمر»، محذراً «الذين يتطاولون على الجيش وعلى حقوقنا، تحت طائلة السير في الصراع معهم، إلى حين سقوطهم وسقوط كل من يقف خلفهم في الظلام».
وأشار الى أن «المجلس النيابي أمام خيارين لا ثالث لهما: أو تؤيدون نهج السلطة بالتسلط والمكابرة وتدمير معنويات الجيش والقوى المسلحة بدءاً من العسكريين المتقاعدين أو تؤيدون نهج الاعتدال والحوار والشرف والتضحية والوفاء».
ودعوا الى «إسقاط أي بند يطال العسكريين والمتقاعدين، وإحالة أي مشروع يتعلق بهم إلى رؤساء الأجهزة العسكرية برئاسة قيادة الجيش، وبمشاركة الضباط النواب مع لجنة من قضاة لبنان الأشراف، وممثلين عن العسكريين المتقاعدين».
وحذر البيان «الذين يتطاولون على الجيش وعلى حقوقنا، تحت طائلة السير في الصراع معهم، إلى حين سقوطهم وسقوط كل مَن يقف خلفهم في الظلام فإذا اعتدلتم اعتدلنا، وإذا صعدتم صعدنا، وإذا ظلمتم ظلمنا والبادئ أظلم، والله لا يحبّ القوم الظالمين».
ودعا البيان الشعب اللبناني، «إلى التفكير ملياً من اليوم فصاعداً، وأن يختار بيننا وبين الظالمين منكم، نحن حمينا الشعب وحميناكم وعيالكم، وظلّامكم يدمّرون الشعب ويدمرون كرامتنا وكرامة عائلاتنا».
ولفتوا الى أن «الحراك العسكري هو السبيل الأول لاستعادة كرامة الوطن، وأي طعنة توجهونها نحونا سترتد عليكم بالتعجيل بسيركم نحو السقوط، وخلاص الشعب من فسادكم وفساد أزلامكم، وتحرّر الناس من ظلمكم وقهركم». ودعوا المسؤولين الى «وقف تضليل الرأي العام، فالعجز في ميزانية الدولة سببه فساد سلطتكم، وليس قرش اليتيم والفقير والجندي الشريف». معلنين رفضهم أي حسم من رواتب الموظفين والعسكريين في الخدمة الفعلية وفي التقاعد، وإسقاط كافة البنود الخاصة بذلك من مشروع الموازنة. واعتبر أن «هذه الموازنة الهجينة وغير الدستورية، ستشل البلاد اقتصادياً باعتراف الخبراء، وستودي إلى سقوط الحكومة في أقرب فرصة».
وأضاف: «الضباط والرتباء المتقاعدين بأغلبيتهم مستعدون لوضع أنفسهم بلا مقابل، بتصرف الأجهزة الرقابية من قضاء وتفتيش مركزي وحماية مستهلك وأجهزة ناظمة، لوقف مسلسل الهدر والسرقة والفساد في البلاد، ولاستعادة أموال فقراء الشعب المنهوبة من قبل فقراء الضمير، وسيتم توزيع بيان على الاعلام بهذا الخصوص».
وشارك النواب شامل روكز وبولا يعقوبيان وجان طالوزيان في الاعتصام.
ويذكر أن عسكرياً مقعداً من مصابي الحرب أقدم على إحراق أطرافه الاصطناعية.