لماذا لم يطر الرؤساء الثلاثة إلى الرياض يوم اعتقل رئيس حكومة لبنان؟
عمر عبد القادر غندور
زيارة الرؤساء الثلاثة نجيب ميقاتي وتمام سلام وفؤاد السنيورة واجتماعهم الى العاهل السعودي، كان ظاهرها استجلاب الدعم الواضح لرئيس الحكومة، وباطنها للضغط على رئيس الحكومة ليواجه حزب الله بمزيد من المواقف الحادة التي يعتبرها الرؤساء الثلاثة ضرورة لاستعادة «الهيبة السنية» وهو ما صرح به أحد أعضاء الوفد «لم يعد جائزاً ترك الطائفة السنية!» وكأنّ الطائفة السنية ضلت طريقها، وبحاجة الى من يعيدها الى بيت أهلها!
والصحيح انّ الطائفة السنية لا تتكامل الا بتفاهمها مع مواطنيها من كافة المذاهب والطوائف وخاصة اخوانهم الشيعة.
وقد قابلت المملكة السعودية خفة من ذهب اليها، ببيان رسمي قالت فيه: السعودية تشدّد على صيغة العيش المشترك بين جميع اللبنانيين بشتى طوائفهم وانتماءاتهم تحت سقف القانون والدستور.
ومن حق أهل السُنة بالذات ان يسألوا: لماذا لم يركب هؤلاء الرؤساء السابقون للحكومة اللبنانية الطائرة، ويقابلوا العاهل السعودي ويطلبوا الإفراج عن رئيس حكومتهم الذي أجبر على تقديم استقالته من الرياض، ولو لم يتدخل الرئيس الفرنسي مباشرة لما أطلق سراحه في حينه.
انّ الشعارات المذهبية والطائفية والمناطقية هي ديدن زعماء الطائفية والمذهبية في لبنان؟!
فهذا بحراسة الخط الأحمر، وذاك غير مسؤول عن فواحش ارتكبها باسم الوطن لأنه يمثل طائفته، وآخر يعتدي ويدوس على القانون وعلى الذين وضعوه باسم القانون، وزعيم آخر يتعمّد زيارة بيت الوسط ويطلق تصريحاً لا علاقة له بزيارته لبيت الوسط ويهاجم فيه طرفاً، ليوهِم انّ ما قاله يحظى بموافقة من هو يسكن بيت الوسط! وآخر هذه التصرفات المقززة ما أعلنه السيد سمير جعجع رغبته في زيارة المختارة لتعزيز التعايش في الجبل! وغايته المبطنة استغلال العلاقة المتوترة بين المختارة والتيار الوطني الحر، معتقداً أنه بذلك يحقق مصلحته ومصلحة حزبه…
ولعلّ من التجليات التي قالها في يوم من الأيام أحد الزعماء الوطنيين انّ «الشعارات الطائفية التي تُظهر المحبة وتُبطن البغض والحقد مصيرها إلى القبر». والوطن اليوم في ظلمة هذا القبر.
رئيس اللقاء الاسلامي الوحدوي