للانتباه لِما يُخطّطُ لنا في الدوائر المعادية
د. جمال شهاب المحسن
في مناقشات الموازنة العامة للدولة اللبنانية تتأكد أكثر فأكثر الأزمة الاقتصادية التي يعيشها اللبنانيون في ظلّ غياب الروح الإصلاحية الفعلية وزيادة منسوب الهدر والفساد والعجز الكبير في الميزان التجاري، وعدم الاهتمام بالقطاعات الإنتاجية، وعدم تأمين فرص عمل للمواطنين، وقرارات وقف التوظيف بعد تمرير الكثيرين من محاسيب الحكّام خارج الأصول ومفاهيم الكفاءة والحق والعدل ..
وإنْ كانوا يركّزون على الإستدانة أكثر فأكثر من خلال سيدر وغيرها نحيلُهم إلى كتاب صدر منذ سنوات حيث يفضح مؤلفه جون بيركنز كيف تخترق المنظمات الدولية دول العالم الثالث بالقروض حتى تشكو هذه الدول من الديون وتقبل تنفيذ مشيئة الاستعمار في كلّ شيء.
ويحذّر بيركنز الشعوب من تصديق الدول الصناعية الكبرى في الغرب التي تعِدُ أنّها ستساعد الدول المَدينة وصولاً إلى وعود بإعفائها من الديون. فيتبيّن أنّ كل ما قيل كذب ونفاق.
فالغرب مقابل المساعدة يشترط على الدول المدينة خصخصة الصحة والتربية والتعليم والكهرباء والمياه وشبكة الخليوي والطيران ومرافق عامة أخرى. وكذلك تجبر الدول المَدينة على التخلي عن البرامج الاجتماعية وصناديق الدعم وعن الحماية لصناعتها وشركاتها الوطنية وزراعتها تجاه المنافسة الأجنبية لتبقى فريسة لغزو البضائع الأجنبية..
وهنا نضيف أنّ الغرب الاستعماري، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية يعمل في خدمة مصالحه ومصلحة الصهاينة فقط لا غير.
وأمام تغنّي البعض بسيدر والحصول على قروض بقيمة 11.9 مليار دولار جديدة نسأل ماذا فعلت الاستدانة في الماضي؟! حيث أصبحنا عاجزين في كلّ المقاربات عن سَداد الديون وخدمة الدين مع استفحال الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي نعانيها مع كافة أبعادها… والبعض اليوم يهرب الى الأمام من خلال العنصرية ضدّ السوريين والفلسطينيين!
ما يجري ليس علاجاً وإنما تضخّمٌ في المرض.. وهنا لا بدّ من الإنتباه لما يُخطّطُ لنا في الدوائر المعادية حيث يدخلون من الأبواب والشبابيك وكل الأزمات والثغرات
إعلامي وباحث في علم الاجتماع السياسي