مختصر مفيد معادلة الخليج سترسم العالم الجديد
– يدرك الأميركيون أن التلاعب الإعلامي الذي شكل عنوان الداء الأميركي في ملف كوريا الشمالية لن ينفع مع إيران. فلعبة الطيب والسيئ لا مكان لها حيث تلتقي الأقدام الأميركية والإيرانية وتتشابك في بقع النفط التي ينتظرها العالم، وتوزيع الابتسامات لن يغير من حقيقة أن صراعاً مصيرياً يمر به العالم من فوهة مضيق هرمز.
– تمسك إيران بأوراقها جيداً فهي قادرة على التحكم بالملاحة في الخليج وجعل أسعار النفط في سلم متحرك للأعلى متى قررت وهي ممسكة بتصعيد ملفها النووي تخصيباً وتخزيناً وصولاً لعشية إنتاج قنبلة نووية. وبالمقابل هي جاهزة للمواجهة إذا أرادت واشنطن ذلك.
– بالمقابل تستهلك واشنطن الوقت الذي تستغله إيران في تثبيت أقدامها وتحتفل بمجرد عدم وقوع المواجهة، لكن الضغوط في الساحة الدولية تواجه واشنطن بسؤالين الأول عن مستقبل الملاحة وضمان استقرارها ما لم يتم التفاهم مع إيران والثاني عن مستقبل الملف النووي الإيراني ولا جواب في واشنطن رغم أن الوقت يقترب من اللحظات الصعبة والحاسمة.
– خلال الشهور المقبلة سيكون أحد أمرين إما مواجهة تضطر واشنطن للهروب منها وتكريس مكانة إيران المتفوّقة كما جرى في إسقاط طائرة التجسس الأميركية العملاقة أو تسويات تضمن لإيران مطالبها كي توقف التقدم الذي بدأته نحو برنامجها النووي والسيطرة على الملاحة في الخليج. وهذا سيعني تثبيت مكانة إيران العالمية.
– بين روسيا والصين تأتي إيران لتصير دولة عالمية ثالثة تتوسطهما وتوقف التصعيد الأميركي بقوة العقوبات كبديل للحرب والمعادلة الدولية الجديدة هي معادلة لا مكان للعقوبات فيها كصانع أول للسياسة ولا مكان للحرب فيها كصانع أول للسياسة فحقائق الجغرافيا السياسية والاقتصادية والعسكرية وحدها سترسم المعادلات وفيها إيران قلب السياسة في آسيا تمسك بأمن الخليج وتهدد مع قوى المقاومة أمن «إسرائيل»، وروسيا ممسكة بالفضاء الآسيوي عبر شبكات الـ أس 400، والصين تمسك بالاقتصاد الآسيوي عبر خارطة الحزام والطريق.
ناصر قنديل