«عشق الصباح»
هكذا هي الحياة نحيا فيها: «وما منا إلا له مقام معلوم»؟
لا يمكن لأي احد ان يأخذ مكان الآخر. «ولا يستوي اثنان في درجة واحدة».. كل له مكانه ودوره في الحياة.. كما هو الحال في درجات المحبة والعلاقات الاجتماعية وفي الاسرة والعمل.
كتبت يوماً: قرأتك.. يا نسمة شرقية بريحة الحبق عطرك الياسمين.. لبريق عينيك يشعشع الحب يأتلق الحياة.. في وجهك وهج من جدائل الشمس وبعض «فضة القمر» انتِ بعذوبة ماء الينابيع المتدفق بين الريحان.. ليتني أستطع أن ألملم لكِ فرح الدنيا واهديه إليكِ…
من الذاكرة.. أنت امرأة في غيابها تصبح كل الأمكنة قفرة، باردة، كتبتها في دفاتري بوح حنين، بين ضفائرها خبأت لهف عشقي في اللقاءات الحميمة..
ويسألني البحر ألم تزل تعشقها؟ يا بحر: أجدها في فنجان القهوة وريحة الهيل.. في موج البحر والنوارس وفي هدأة الليل حين يهطل المطر.. في عزف ناي فيروز أول الشمس وفي وجوه كل النساء اللواتي عرفتهن..
فجأة ارتعشت يدي واندلق كأس النبيذ بلل أوراقي التي حبرتها لكِ.. أنا هكذا تتناقلني المسارات ولا تشفق على تعبي.. أغص بنداءت البوح في محراب الليل لعلها تورق كلماتي حكايا عشق، اكتبها وتكتبني؟!
شدتني إليها انسلينا تحت الغطاء لهفتني أنفاسها الدافئة، ضمّتني إلى صدرها وراحت قبلاتها تستبيح صمتي… أنا بحاجة إليك. من غيرك يجتاحني اليباس.. تضيع أنوثتي، يصير حبقي بلا رائحة.
حسن إبراهيم الناصر