«القومي» في الذكرى الـ 37 لانطلاقة «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية»: التمسك بالمقاومة نهجاً وخياراً هو تمسك بوحدة لبنان واستقراره وبالسيادة والكرامة
في الذكرى السابعة والثلاثين لإنطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، أصدر الحزب السوري القومي الاجتماعي بياناً جاء فيه: صادفت في 21 تموز هذا العام، الذكرى الـ 37 لعملية إسقاط «سلامة الجليل»، وأهمية عملية 21 تموز 1982 النوعية، أنها رسمت قواعد إشتباك ومواجهة من خلال قصف مستعمرات الجليل في فلسطين المحتلة بصواريخ الكاتيوشا إنطلاقاً من سوق الخان في حاصبيا، وهو ما أحدث صدمة لدى العدو الصهيوني الذي كان أطلق على اجتياحه للبنان اسم «عملية سلامة الجليل».
إنّ إطلاق الصواريخ على مستعمرات الجليل، رغم وصول العدو باجتياحه إلى مشارف العاصمة بيروت، شكّل انهياراً معنوياً لقوات الاحتلال وقادتهم، في حين ارتفع منسوب الخوف والقلق بين قطعان المستوطنين الصهاينة، الذين أدركوا بأنّ كيانهم الغاصب ومهما امتلك من عناصر الغطرسة والعدوانة عاجز عن تأمين الحماية للمستوطنات القائمة بفعل الاحتلال.
وعليه، فإنّ عملية 21 تموز 1982، عدا عن كونها شكلّت الانطلاقة الفعلية لجبهة المقاومة الوطنية، فإنها كرّست معادلة الردّ الاستراتيجي على العدو وأسقطت الأهداف التي أطلقها على اجتياحه للبنان.
وبهذه الذكرى، ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية، المحطة الأبرز في مسيرة مقاومة الاحتلال اليهودي، يؤكد الحزب السوري القومي الاجتماعي على ما يلي:
إنّ مقاومة الاحتلال والعدوان حق مشروع تمارسه الشعوب وقواها الحيّة دفاعاً عن الأرض والسيادة والكرامة، وهذا الحق ليس محلّ مساومة، حتى لو وقف العالم بأسره إلى جانب المحتلّ والمعتدي. ولقد أثبت شعبنا بأحزابه وقواه المقاومة، وفي كلّ محطات الصراع، أنه يمتلك إرادة صلبة لمواصلة مسيرة المقاومة، باعتبارها خياراً أوحد لمواجهة الاحتلال والعدوان. وبفضل هذه الإرادة المصمّمة تمّ تحقيق إنجازات كبيرة، وتمّ إفشال كلّ محاولات الغدر والتآمر التي استهدفت تصفية المقاومة وتشويه صورتها.
في الذكرى الـ 37 لانطلاقة المقاومة، نؤكد على تمسكنا بالمقاومة نهجاً وخياراً، ذلك لأنّ الخطر الذي تأسّست المقاومة لمواجهته، لا يزال قائماً. والعدو الصهيوني الذي هو مصدر الخطر، يزداد غطرسة وهمجية، ولا يزال يحتلّ مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وأجزاء من قرية الغجر، وينتهك سيادة لبنان براً وبحراً وجواً، كما أنه يدعم ويؤازر المجموعات الإرهابية ضدّ سورية، ويعمل بالتواطؤ مع بعض الأنظمة العربية وبرعاية أميركية لتصفية المسألة الفلسطينية من خلال ما بات يُعرف بـ «صفقة القرن».
ولأنّ الخطر داهم، ولن يزول إلا بزوال الاحتلال عن كلّ أرضنا المغتصبة، تبقى المقاومة حاجة وضرورة للدفاع عن الأرض وعن السيادة ولردع العدوان. وهذا ما يدعونا إلى التمسك بخيار المقاومة، وبالمعادلة الذهبية، معادلة الجيش والشعب والمقاومة، التي شكلت نطاق تأطير لعناصر قوة لبنان على كلّ المستويات.
في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة، ندعو إلى القراءة في كتاب المقاومة، والتعمّق في مسيرتها الحافلة بالتضحيات والشهداء، والتعلّم من دروسها وتجاربها، وما حققته من إنجازات وانتصارات لمصلحة لبنان واللبنانيين، وما حققته لأجل فلسطين حيث أبقت قضيتها حيّة في ضمير شعبنا وضمير كلّ أحرار العالم.
مع المقاومة، صار لبنان قوياً بقوّته، وهذا لم يأتِ من فراغ، بل بالبطولات والتضحيات الجسام. فالمقاومة التي وسمت انطلاقتها بصواريخ الكاتيوشا فأسقطت «سلامة الجليل»، وسمت تحرير بيروت برصاصات خالد علوان، ووسمت كلّ محطات التحرير بالعمليات البطولية والنوعية، وصولاً إلى إنجاز التحرير في العام 2000، وكانت حرب تموز 2006، حرباً حاسمة ومفصلية، وقد أخرجت العدو الصهيوني مهزوماً، وأدخلت المقاومة في قائمة القوى المنتصرة التي تفرض شروطها ومعادلاتها.
ولأنّ المقاومة انتصرت وكرّست معادلة الردع، فإنّ التمسك بها، إنما هو تمسك بوحدة لبنان استقراره وبالسيادة والكرامة، ولذلك فإنّ الذين يُصرّون على البقاء في مربعات «الحياد» و»النأي»، ويردّدون مقولة «قوة لبنان في ضعفه»، ويصوّبون سهام الغدر، إنما يتنكّرون لسيادة لبنان وعزه، ويضعون كلّ رهاناتهم في سلة من يتربّص بلبنان شراً. لقد آن الأوان لكي يقلع البعض عن الرهانات الخاسرة والارتهان للأجندات الخارجية.
في 21 تموز ذكرى انطلاقة المقاومة، التحية إلى المجموعة القومية التي نفذت عملية «إسقاط سلامة الجليل»، والتحية إلى كلّ المقاومين الأبطال على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، لا سيما الشهداء منهم، فالشهداء هم طليعة انتصاراتنا الكبرى.