رئيس «القومي» فارس سعد: سنواصل العمل من أجل إنقاذ لبنان من آفات الطائفية والمذهبية وبناء بلد المواطنة… وستبقى فلسطين بوصلة صراعنا القومي
برعاية وحضور رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد تمّ تخريج مخيم مفوضي الأشبال المركزي في محيط بلدة كفرمشكي ـ راشيا، وأطلقت على المخيم تسمية دورة فلسطين.. مقاومة لا مساومة ، وذلك تأكيداً على التمسك بحقنا في فلسطين كلّ فلسطين، وتصميماً على مواجهة «صفقة القرن».
حضر حفل التخريج إلى جانب رئيس الحزب، ناموس مجلس العمُد نزيه روحانا، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة، عميد التربية والشباب رامي قمر، عضو المجلس الأعلى عبد الله وهاب، نائب رئيس المؤتمر القومي العام سعيد معلاوي، منفذ عام راشيا خالد ريدان، منفذ عام البقاع الغربي د. نضال منعم، منفذ عام مرجعيون سامر نقفور، منفذ عام زحلة إيلي جرجس، أعضاء المجلس القومي: علي عسيران، إيلي عون، نور غازي، وسام غزالي، مارون غنام، جورج توما، حمد زيتون، وعدد من المسؤولين.
كما حضر الحفل منسق لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في البقاع مفيد سرحال وممثلون عن أحزاب: الاتحاد، البعث العربي الاشتراكي، تيار المردة والتيار الوطني الحر، رئيس بلدية كفرمشكي إيلي صعب ومختارها نصرالله نصرالله، طارق سليم الداوود وفاعليات وحشد من القوميين والمواطنين.
وعند وصول رئيس الحزب والوفد المركزي إلى المخيم، أدّى القوميون الاجتماعيون والمتخرّجون التحية الحزبية وأطلقوا هتاف «يا أبناء الحياة»، بعد ذلك، أعطى رئيس الحزب الإذن ببدء حفل التخرّج، ليبدأ مرور الفصائل المشاركة من أمام المنصة، وقد حمل كلّ فصيل اسم مدينة من مدن فلسطين، على وقع التصفيق الحار من قبل الحاضرين.
وقدّم المشاركون عروضاً في النظام المنضمّ والتسلق على الحبال وتجاوز حلقات النار، بدرجة عالية من التنظيم والانضباط والإبداع.
عرفّ الحفل وقدّم المتحدثين زينة أبي حيدر وروان فضة.
ألقت زنوبيا علاء الدين كلمة المتخرّجين وقالت فيها: نضالنا يبدأ من هنا من أرض هذا المخيم حيث تحمّلنا مسؤولياتنا، عملنا بنشاط وتلقينا التدريبات والدروس التوجيهية لنعود إلى مناطقنا ومتحداتنا فنترجم ما تعلمناه على أرض الواقع ونكون القدوة في مجتمعنا ليُشار إلينا بالبَنان، ونثابر في مدارسنا وجامعاتنا كي ننتصر على أعداء أمتنا التي لا خلاص لها إلا بالبطولة المؤيدة بصحة العقيدة.
ثم ألقى مدير مديرية كفرمشكي وسام الخوري كلمة المديرية، فقال: شرف لنا وفخر واعتزاز أن تكون كفرمشكي وعلى مدى عشرين عاماً قد أحتضنت على أرضها النشاطات الشبابية والتربوية للحزب ومخيمات الطلبة والأشبال والزهرات التي يقيمها كلّ عام، ونحن اليوم إذ نودّع المشاركين في المخيم، فعلى أمل اللقاء مجدّداً في نشاطات مماثلة.
والقى آمر المخيم عضو المجلس القومي فوزات ذياب كلمة هيئة المخيم فأكد أنّ الورد ينمو بالعناية، أما الشوك فبالإهمال، لافتاً إلى أنّ باعث النهضة أنطون سعاده خاطب أجيالاً لم تولد بعد، ونحن نعدّ الجيل الجديد للانتصار في معركة المصير والوجود.
أضاف: إنّ تعزيز الثقة بالنفس من العوامل الأساسية للبناء، وهذا ما عزّزناه في نفوس المفوّضين الذين سيتحمّلون مسؤولية إدارة مخيمات الأشبال لنشر المبادئ والقيم السورية القومية الاجتماعية.
كلمة رئيس الحزب
وألقى رئيس الحزب فارس سعد كلمة حيا في مستهلها المتخرّجين، وأثنى على جهود هيئة المخيم، وكلّ من عمل وساهم لإنجاح هذه الدورة، التي تحمل اسم فلسطين.
وقال رئيس الحزب: إنّ خطة عمدة التربية والشباب حافلة بمخيمات الطلبة والأشبال والزهرات لهذا العام، وسأحرص على متابعة هذه المخيمات وكلّ النشاطات، لأنّ سرّ تجدّد الحزب وفاعليته، يكمن بالأشبال والزهرات، وبالطلبة الذين هم نقطة الإرتكاز في العمل القومي. والأولوية بالنسبة لنا، هي الاستثمار في هذا الجيل الجديد الواعد، لحمل الراية ومواصلة مسيرة النهضة من أجل مستقبل الأمة.
أضاف رئيس الحزب مخاطباً المتخرّجين: لا تلتفتوا إلى القيل والقال، ولا يسكنكم القلق على حزبكم، فحزبكم عصيّ على كلّ محاولات الاستهداف، وكلما تعرّض لاستهداف أو مؤامرة يخرج أقوى وأصلب، ذلك لأنه حزب المؤسسات، التي هي نطاق ضمان لصون الحزب ومسيرته وشهدائه ومناضليه، وأنه حزب العقل والحزم والثبات.
وتابع: إنّ أخطر ما تعرّض له الحزب، مؤامرة اغتيال مؤسسه أنطون سعاده، ورغم هذا الاغتيال، فإنّ الحزب انتصر بدماء سعاده الزكية وبوقفة العزّ التي وقفها، وإننا لسائرون على خطى الهادي مهما اعترضنا من عقبات لأننا نؤمن بأنّ الحياة كلها وقفة عز فقط.
وقال سعد: إننا حزب صراع ومقاومة، نقاوم دفاعاً عن أرضنا وشعبنا، ونحارب من أجل تحقيق وحدة المجتمع ونبذ العصبيات الطائفية والمذهبية والاتنية الهدامة. ونحن مستمرّون على هذا النهج حتى تحقيق أهدافنا وبلوغ ما نصبو اليه.
وأشار سعد في كلمته إلى أنّ النظام الطائفي ولادة للأزمات، ولا سبيل لخروج لبنان من أزماته، إلا بقيام الدولة المدينة القوية القادرة والعادلة.
وقال: الحزب القومي يقف دائماً في موقع محاربة الطائفية والمذهبية والفساد ويحارب كلّ أشكال التقسيم والتفتيت، ومن هذا الموقع نؤكد مواصلة العمل من أجل إنقاذ لبنان من آفات الطائفية والمذهبية وغرائزها، ومن آثام المحاصصة والفساد المستشري على كلّ المستويات، لكي نبني بلداً على أساس المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات.
أضاف: بالأمس تمّ إقرار الموازنة العامة في المجلس النيابي، ولكن مطالب الناس لم تتحقق، ووجعهم لم يتوقف، لأنّ هذا الوجع نتاج الأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، وهذه الأزمات ستتفاقم نتيجة غياب السياسات الاقتصادية التي تنقل لبنان من الاقتصاد الريعي إلى اقتصاد الإنتاج والمعرفة.
وتابع: إننا نعوّل فقط على وقف المسار الانحداري عند هذا الحدّ، ونهيب بالجميع لكي يتحمّلوا مسؤولياتهم، وبأن يكون العنوان الرئيس، هو سنّ قانون جديد للانتخابات النيابية على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية الكاملة وخارج القيد الطائفي، وخفض سنّ الاقتراع إلى 18 سنة، وبهذا نؤسّس لبلد المواطنة والدولة القوية القادرة والعادلة.
وطالب سعد الحكومة بأن تتحمّل مسؤولياتها، داعياً إلى أن يتوقف بعض الوزراء عن اتخاذ القرارات وفقاً لتوجهاتهم السياسية: على غرار قرار وزير العمل وتداعياته. وشدّد بأنّ الحكومة مطالبة بالتواصل مع الحكومة السورية حول العديد من الملفات وفي مقدّمها ملف النزوح، لا أن تبقى الحكومة تدور في فلك الدول التي تعرقل عودة النازحين.
وختم سعد: إنّ دورتكم اليوم، تحمل اسم فلسطين، لذلك أؤكد لكم أنّ فلسطين ستبقى هي بوصلة صراعنا القومي، وكما واجهنا العدو الصهيوني على أرض فلسطين ولبنان، وكما واجهنا الإرهاب والتطرف على أرض الشام، سنواجه «صفقة القرن» التي تستهدف تصفية المسألة الفلسطينية، وستكون الأولوية بالنسبة لنا، دعوة الشعوب العربية وكلّ أحرار العالم إلى التحرك نصرة لفلسطين، ونحن واثقون بأنّ نبض الشعوب العربية مع فلسطين.
بعدها، تمّ إنزال علم الحزب عن ساريته، وسلّمه أمر المخيم لعميد التربية الشباب الذي بدوره سلّمه لرئيس الحزب الذي أعلن اختتام حفل التخرّج.