رئيس القومي» فارس سعد: لاستنهاض الشعوب العربية نصرة لفلسطين في مواجهة صفقة القرن» ونحذّر من استثارة الغرائز الطائفية والمذهبية والكيانية بهدف تفتيت المجتمع من داخله
تلقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد، اتصالات من رسميين وحزبيين وشخصيات وفاعليات هنّأته بانتخابه رئيساً للحزب، وفي مقدّم المتصلين رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، الذي أعرب عن تقديره لدور الحزب القومي وتمنّى لسعد النجاح في مسؤولياته.
كذلك استقبل الرئيس سعد أمس في مركز الحزب، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، ضمّ أعضاء القيادة فؤاد حسن، محمد قليلات، بسام عراجي، غسان الطبش، نادر بركات ومصطفى الحسن. وحضر اللقاء إلى جانب سعد، عميد الإعلام معن حمية وعميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة.
جرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة والتحديات، وأكد المجتمعون على أولوية مواجهة المخططات الفتنوية والمشاريع التصفوية التي تستهدف بلادنا، لا سيما لبنان وفلسطين وسورية.
وشدّد رئيس «القومي» فارس سعد خلال اللقاء، على أهمية تحصين الإنجازات التي حققتها دول وقوى المقاومة التي تحققت بمواجهة الإرهاب ومشاريع الهيمنة والتفتيت والتقسيم، مؤكداً بأنّ صمود سورية وانتصارها مع قوى المقاومة على الإرهاب المدعوم من العدو الصهيوني ودول غربية وإقليمية وعربية، هذا الصمود السوري وهذا الانتصار، أثبت أنّ سورية رئيساً وقيادة وجيشاً وشعباً وأحزاباً مقاومة، قلعة قومية عصية على كلّ المؤامرات، وأن الأنظمة العربية التي وضعت كلّ أوراقها وأموالها ورهاناتها في سلة مشروع إسقاط سورية، هذه الأنظمة المتخاذلة والمطبّعة هي التي سقطت وأصبحت مدانة بالتواطؤ والتآمر على فلسطين من خلال تبنيها وسيرها في ركب «صفقة القرن» التي تستهدف المسألة الفلسطينية.
وأكد سعد على ضرورة القيام بأوسع حراك سياسي وشعبي لمواجهة صفقة القرن» وما يتفرّع منها من طروحات وقرارات تبث سموم التنابذ والشقاق والفتنة.
حمدان
وبعد اللقاء صرّح حمدان قائلاً: تشرّفنا اليوم بزيارة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي، وتقدّمنا بالتهنئة الى الرئيس فارس سعد، وهو صديق عزيز، ونعتبر أنّ وجوده اليوم في هذه المرحلة الدقيقة، على رأس الحزب السوري القومي الاجتماعي، ضرورة مهمة من أجل الاستمرار في نضالنا الواحد المشترك.
أضاف: نحن والحزب القومي يجمعنا الأمر الأساسي وهو إزالة الكيان اليهودي من الوجود، ونحن كنا وإياهم على نفس الطريق من أجل تحرير كلّ فلسطين وقدسها الشريف، فقضية فلسطين هي القضية المركزية التي تجمعنا وتوحد جهودنا لنحرّرها من النهر إلى البحر. بالإضافة إلى أننا والحزب القومي نعتبر انّ سورية وانتصارها العظيم سيؤسّس لمرحلة جديدة ليس فقط على صعيد الواقع السوري إنما على صعيد الأمة ككلّ.
وقال حمدان: في ما يتعلق بالوضع الداخلي فنحن متفقون مع الحزب القومي في ما يتعلق بموضوع الإجراءات التي لا ضرورة لها اليوم، والتي اتخذت من قبل وزارة العمل، سواء كانت بنية حسنة او بنية سيئة، فالموضوع كانت نتائجه سيئة بالعموم لناحية ما جرى من توتير على صعيد الواقع الفلسطيني. اننا والحزب القومي نسعى الى تحقيق الحدّ الأدنى من المعيشة الكريمة لأهلنا الفلسطينيين في الشتات، ولا يجوز ان نتكلم عن الفلسطينيين على أنهم لاجئون، بل انهم أهلنا في مخيمات الشتات، هذا التعريف الذي نقوله نحن كمرابطون وكذلك في الحزب السوري القومي الاجتماعي ونسعى دائما الى إعطائهم الحدّ الأدنى من العيش الكريم، وهم عائدون الى فلسطين لا محال ونحن معهم ومع الحزب السوري القومي الاجتماعي عائدون الى فلسطين.
وختم: على الصعيد الداخلي الطبقة والسلطة المذهبية التي شاهدنا مسرحيتها في الأيام الماضية هي خير دليل عليهم، ولعلّ ما قاله النائب سليم سعادة أبلغ ما وصفوا به، بأنهم كاذبون كاذبون، وبالتالي حمّل الشعب اللبناني مسؤولية ان يرفض هذه الطبقة المذهبية ويسعى الى إحقاق الحق ليكون لبنان لنا جميعاً.
حركة الأمة
كما استقبل الرئيس سعد، في مركز الحزب، الأمين العام لـ «حركة الأمة» الشيخ عبدالله جبري، على رأس من الهيئة القيادية في «الحركة» ضمّ الشيخ وليد العمري والشيخ محمود القادري والأستاذ أحمد زين الدين، وحضر إلى جانب سعد، عميد الإعلام معن حمية، وعميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة.
جرى خلال اللقاء عرض آخر المستجدات والتطورات، وكان تأكيد مشترك على ضرورة مواجهة الأخطار التي تتهدّد فلسطين والمنطقة.
جبرى
الشيخ جبري هنّأ سعد بانتخابه رئيساً لـ»القومي»، وشدّد على أهمية تنسيق المواقف والخطوات وحشد كلّ الطاقات لمواجهة الأخطار المحدقة بفلسطين والمنطقة.
وأشار إلى أنّ خطوات التطبيع التي قامت بها بعض الأنظمة العربية، جاءت في سياق التمهيد لإعلان صفقة القرن»، ومن مفاعيل هذه الصفقة، تصاعد الغطرسة والعدوانية الصهيونية، وهدم بيوت الفلسطينيين في القدس في محاولة لإقتلاعهم من أرضهم، ولتهويد القدس وكلّ أرض فلسطين.
واعتبر جبري أنّ صفقة القرن» تترجم تصعيداً إسرائيلياً» عدوانياً وخططاً استيطانية وتهويدية، وتترجم بقصد أو من دون قصد، بإجراءات تضغط على الفلسطينيين في لقمة العيش، وتحرمهم من أبسط الحقوق، وهذا يتعارض مع الالتزام بدعم حق الفلسطينيين في العودة إلى فلسطين.
وأكد أنّ انتصار سورية على الإرهاب ورعاته، هو انتصار لكلّ قوى المقاومة، وفي طليعتها الحزب القومي، التي وقفت إلى جانب سورية وجيشها في معركة دحر الإرهاب، وإفشال مشاريع ومخططات رعاة الإرهاب، معتبراً أنّ انتصار سورية هو انتصار لفلسطين ولبنان وكلّ المنطقة.
رئيس الحزب
من جهته، رأى رئيس القومي» فارس سعد، أنّ الدعم الأميركي للعدو الصهيوني تجاوز سياسة ازدواجية المعايير» التي اعتمدت لعقود، وبات واضحاً أنّ الإدارة الأميركية تشنّ حرباً سياسية واقتصادية على بلادنا من خلال الحصار والعقوبات، بموازاة تصاعد الغطرسة والعدوان الصهيونيين.
واعتبر سعد أنّ الإدارة الأميركية مع حلفائها وأدواتها في المنطقة، تهدف من وراء ممارسة الضغوط إلى زرع الفتن وتغذية النعرات المذهبية والطائفية، لتفتيت المنطقة وضرب وحدة نسيجها الاجتماعي، وذلك إنفاذاً لمصلحة الكيان الصهيوني.
وأكد سعد أنّ الردّ على كلّ الضغوط والمحاولات والمخططات يكون برصّ الصفوف، والزجّ بكلّ طاقاتنا وبكلّ عناصر قوّتنا ووحدتنا في مواجهة الحرب العدوانية المفتوحة على أمتنا.
وإذ حذّر سعد من محاولات تستهدف تفتيت المجتمع من داخله، باستثارة الغرائز الطائفية والمذهبية والكيانية، وشحن النفوس بخطاب تفتيتي وعنصري، أكد على أنّ الأولوية هي لمواجهة هذه المحاولات المسمومة، بالتوازي مع أولوية استنهاض الشعوب العربية لنصرة فلسطين في مواجهة صفقة القرن».
استقبالات في عين زحلتا
وكان الرئيس سعد استقبل في دارته في عين زحلتا ـ الشوف، بحضور رئيس البلدية العقيد نعيم سعد ومختار عين زحلتا صلاح كرامة وفوداً حزبية وشعبية مهنئة. كما استقبل وفداً من وكالة داخلية الجرد في الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ وكيل الداخلية جنبلاط غريزي والمعتمدين طارق سلمان ورامز الكوكاش ومروان عبد الخالق وعدداً من أعضاء الوكالة ومدراء الفروع.
وهنّأ غريزي سعد بانتخابه منوّهاً بعمله وبدوره الوطني والنضالي في عين زحلتا والشوف الى جانب أهل المنطقة، وأشاد بمناقبيته وبمسيرته الوطنية الجامعة التي لم تميّز بين مواطن وآخر، مذكّراً بالمحطات الوطنية والنضالية المشتركة التي تربط بين الحزبين، مشدّداً على التواصل والتلاقي الدائمين للحفاظ على وحدة أبناء الجبل وتكريس العيش الواحد والأمن الاجتماعي، مشيراً الى توجيهات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الداعية الى عدم الانجرار وراء الخطاب الطائفي والاستفزازي الهادف الى إثارة الفتنة والنعرات.
وأكد غريزي انّ الجبل سيبقى رمزاً للحوار والتنوّع والتمسك بمؤسسات الدولة محتكماً الى القضاء لإحقاق الحق في كلّ مسألة، وشدّد على أهمية وضرورة التواصل والتعاون بين الحزبين خاصة في هذه الظروف لما فيه مصلحة الوطن والمواطن.
بدوره شكر سعد غريزي والوفد على الزيارة التي تؤكد أصالة وتقاليد أبناء الجبل في المحافظة على العلاقات الاجتماعية والسياسية وحمايتها، والتي تصبّ في خدمة المجتمع وسلمه الأهلي. معتبراً أنّ توفير مظلة أمان للجبل وكلّ لبنان، مسؤولية تقع على عاتق الجميع، والكلّ مطالب بتحمّل مسؤولياته في هذا الخصوص.
وأكد سعد حرص الحزب القومي على الوحدة الوطنية، ورأى في ترسيخها، تحصيناً للبنان بمواجهة ما يتهدّده من مخاطر ومشاريع فتنوية وتفتيتية.
وذكّر سعد بمواقف الشهيد كمال جنبلاط ووقوفه الى جانب أنطون سعاده والدفاع عنه يوم عزّت المواقف، متطرّقاً إلى أيام مضت جمعته مع الشهيد كمال جنبلاط في إرساء المصالحات واللقاءات بين أبناء الجبل الهادفة الى تمتين الوحدة، وقال انّ الجبل قلب لبنان ويجب أن نحافظ سوياً على وحدته وقوته لكي يبقى لبنان بخير.
كذلك أكد سعد أمام وفود وفاعليات مهنّئة، وقوف الحزب القومي إلى جانب الناس في مطالبها المحقة، وفي مواجهتها للأزمات المستفحلة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وغيرها، معتبراً أنّ طريق الخروج من هذه الأزمات، يتطلب إرادة سياسية للانتقال بلبنان من نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، إلى دولة المواطنة التي تحقق المساواة والعدالة الاجتماعية.
وأشار سعد إلى العدو الصهيوني لا يزال يحتلّ مزراع شبعا وتلال كفرشوبا وجزء وقرية الغجر، وهذا العدو يشكل تهديداً دائماً للبنان واللبنانيين، وفي مواجهة هذا العدو، علينا التمسك بعناصر قوتنا، وبمعادلة الجيش والشعب والمقاومة، كما التمسك بالعلاقات المميّزة بين لبنان وسورية، لأنّ سورية كانت ولا تزال سنداً حقيقياً للبنان، باحتضان مقاومته ودعمها في مواجهة العدو، ومساعدته لتحقيق سلمه الأهلي ووحدته الوطنية.