داود شهاب: لترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج وطني وخطة عمل تتبنّى الكفاح المسلح كإطار وحيد لتحرير الأرض عبدالله خالد: إجراءات وزير العمل توحي بشبهة أنّ لبنان ينفذ ما يُطلب منه لإنجاح صفقة القرن
بدعوة من لقاء الأحزاب والقوى الوطنية في طرابلس وتحالف الفصائل الفلسطينية في الشمال، عُقدت ندوة في مكتب منفذية طرابلس في الحزب السوري القومي الاجتماعي بعنوان: «صفقة القرن التداعيات والمخاطر» ألقاها المسؤول الإعلامي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين داوود شهاب بحضور ممثلين عن الأحزاب والقوى والفصائل القومية واللبنانية والفلسطينية.
أدار الندوة منسق لقاء الأحزاب عبدالله خالد فتحدث عن القرار الجائر الذي اتخذه وزير العمل بمحاصرة ومنع العمالة الفلسطينية وهي حق مشروع لهم يفترض أن يقترن بنيل حقوقهم المدنية التي تضمن لهم الحدّ الأدنى من الحياة الحرة الكريمة خصوصاً أنهم أعلنوا في أكثر من مناسبة رفضهم كلّ مشاريع التجنيس والتوطين والتهجير وإصرارهم على حق العودة إلى فلسطين وتحرير وطنهم الغالي من البحر إلى النهر.
وأشار إلى أنّ توقيت إعلان القرار في هذا الطرف بالذات يوحي بشبهة انّ لبنان ينفذ ما يُطلب منه لإنجاح صفقة القرن الهادفة إلى تصفية قضية فلسطين ووضع الفلسطينيين أمام خياري التوطين أو التهجير، خصوصاً أنه يترافق مع حديث عن خطوة مماثلة ستتخذها وزارة التربية تقضي بمنع المعلمين الفلسطينيين من التدريس.
وحذر من خطورة الاستمرار في تنفيذ هذه السياسة الرعناء التي تهدّد السلم الأهلي في البلاد خصوصاً أنها محكومة بالفشل بالنهاية.
وتحدث عن صفقة القرن فأشار إلى أنها جزء من مخطط قديم بدأ مع مؤتمر بال وتبلور مع وعد بلفور الذي جدّده كيسنجر وترجم بكامب ديفيد ووادي عربة وانتعش باتفاق أوسلو الذي شكل أول اعتراف فلسطيني بالدولة الصهيونية ليتوّج كلّ هذا بوعد ترامب بتصفية قضية فلسطين.
واشار إلى انّ إسقاط صفقة القرن لا يتمّ بالخطب والكلمات الحماسية ولا باستمرار الاتفاقات الأمنية مع العدو الصهيوني وانما بوحدة وطنية جامعة تستند الى خطة واضحة المعالم تهدف إلى تبني خيار الكفاح المسلح والمقاومة وتتبلور بغرفة عمليات مشتركة تجمع كلّ الفصائل.
وأشاد بالقرار الفسطيني الموحد الذي تجسّد برفض ورشة المنامة الذي أفشل الورشة قبل أن تعقد ودعا إلى تجسيد هذا القرار بعمل جادّ يكرّس الوحدة الوطنية التي لا تعني إطلاقاً عودة البعض إلى بيت الطاعة كما يريد البعض أو تكريس سلطتين أو أكثر كما هو حاصل اليوم، وانما برفض منطق الـ»أنا» وتكريس منطق الجماعة القائم على تحرير الأرض واستعادة الحقوق بعمل جماعي يشارك فيه الجميع بغرفة عمليات موحدة تشكل صمّام الأمان لمنع التفرّد والاستئثار.
شهاب
ثم تحدث داوود شهاب فأعرب عن سعادته لوجوده في لبنان وتحديداً طرابلس في وقت يحتفل فيه المقاومون بذكرى انتصارهم على العدوان الأميركي – الصهيوني على لبنان في تموز 2006 الذي شكل ضربة موجعة للمعتدين. ووجه تحية إكبار واعتزاز للمقاومين الذين يواجهون مع إخوانهم في فلسطين عدواً مشتركاً سينتصرون عليه بالتأكيد بفضل الوحدة النضالية التي تجمعهم.
وتحدث عن الوضع الصعب الذي يعيشه أبناء غزة كنتيجة للحصار الذي يفرضه عليهم الصهاينة بهدف إجبارهم على الاستسلام وانّ قوة صمودهم استناداً إلى تراثهم النضالي العربي والإسلامي الذي بدأ مطلع القرن الماضي بمشاركة عربية فاعلة تقدّمها القسام وشارك بها مناضلون من أقطار عربية وإسلامية إلى جانب إخوتهم الفلسطينيين وهذا ما جعل قضية فلسطين قبلة المناضلين الأمر الذي زاد إيماننا بعدالة قضيتنا وجعلنا نواجه بصلابة أشرس نظام عنصري ونرفض الاستسلام له ونصرّ على مواجهته بأجسادنا رغم امتلاكه أحدث الأسلحة الأميركية، وها نحن مع مرور كلّ هذه السنوات نزداد إيماناً بعدالة قضيتنا ونصرّ على حقنا في تقرير مصيرنا واستعادة أرضنا وطرد الغاصب الصهيوني منها.
وأضاف اننا في غزة متمسكون بالوحدة الوطنية ولا يوجد أحد ضدّها ولكن نريدها على أساس برنامج وطني يحدّد متطلبات المرحلة ويتبنّى المقاومة كمدخل لاستعادة الحقوق وفكّ الحصار وتحرير الأرض وليس على أساس التبعية والإلحاق. والأمر المؤسف انّ السلطة الفلسطينية عبر إجراءاتها تزيد الوضع في غزة سوءاً وتخدم الحصار الذي يحكمه العدو الصهيوني على أهلنا عبر تجميد الرواتب ووقف المساعدات لأسر الشهداء والجرحى الأمر الذي يزيد الوضع الاقتصادي تدهوراً.
وأكد انّ الشعب الفلسطيني لن يركع ولن يستسلم وهو يواجه الحصار بشجاعة رغم ضعف الإمكانات التي يملكها ويبتكر كلّ يوم وسائل جديدة تربك الصهاينة وتمنعهم من تحقيق أهدافهم وما مسيرات العودة الأسبوعية التي تأخذ كلّ أسبوع عنواناً جديداً إلا أحد أشكال مقاومة شعبنا التي اعترف العدو بجدواها وفعاليتها في التأثير على معنويات الصهاينة في المستوطنات وتحديداً في غلاف غزة بعد أن أكدت الوسائل البسيطة التي تستخدمها فعاليتها والتي جعلت العدو يشعر بعدم الأمان. ونحن نتعامل مع كلّ تصرف يلجأ إليه العدو بما يتناسب معه ولن نوقف مسيرات العودة وسنعمل على تطويرها لإحداث المزيد من الارتباك في صفوف الصهاينة.
وأشار إلى انّ وحدة المقاومين في غزة التي تجسّدت في غرفة العمليات المشتركة التي تضمّ كلّ فصائل المقاومة أثبتت جدواها وفعاليتها في مواجهة العدو وإفشال مخططاته وتحدث عن الخطأ الكبير الذي ارتكب حين تمّ التسليم بالتقسيم والقبول بالقدس الشرقية فقط في وقت يفترض بنا ان نتمسك فيه بتحرير كامل التراب الفلسطيني من البحر إلى النهر. وأشار إلى مساوئ اتفاق أوسلو والتنسيق الأمني الذي أقرّه مع سلطات الاحتلال الذي قدّم خدمة كبيرة للصهاينة أطلقت يدهم في زيادة الاستيطان في الضفة وزيادة المستوطنات فيها.
ولفت شهاب إلى أنّ كلّ الشعب الفلسطيني يعتبر سورية حليفاً أساسياً للمقاومة الفلسطينية وقد طويت الصفحة التي سادت العلاقات معها من قبل البعض خلال الأحداث التي وقعت فيها، وشدّد على وحدة قوى المقاومة التي أنهت مقولة تعدّد الجبهات في مواجهة الصهاينة لتحوّلها إلى جبهة واحدة قوية ومتماسكة. ودعا إلى ترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية على أساس برنامج وطني وخطة عمل تتبنّى الكفاح المسلح كإطار وحيد لتحرير الأرض ورفض كلّ أشكال التسويات التي تصبّ لمصلحة الكيان المحتلّ.
وانتقد التطبيع مع الكيان من قبل بعض الأنظمة الأمر الذي حثّ أصحاب المشروع الأميركي الصهيوني على تطوير مشروع الشرق الأوسط إلى إطار يهدف إلى تصفية قضية فلسطين، وأكد انّ الصفقة الجديدة ستفشل كما فشلت المــشاريع التي سبقتها، واعتبر انّ وحدة الموقــف الفلسطيني التي ظهرت مؤخراً يفــترض أن تتحوّل إلى حقيقة تظهر للجمـــيع مؤكدة رفض الشعب الفلسطيني للمشروع الأميركي الصهيوني.
بعد ذلك جرى حوار مع الحضور تناول لاءات قمة الخرطوم المتجسّدة بثوابت القضية الفلسطينية… لا تفاوض، لا صلح، لا اعتراف، ودعم مقومات صمود أبناء غزة في ظلّ الحصار الصهيوني للقطاع الذي يستهدف إضعاف صمودهم والدور المصري في مساعدتهم وأهمية تطويره ليشمل الضفة وانعكاسات الخلافات مع السلطة وتداعياتها على الصمود ومدى مشاركة فلسطينيّي الضفة في دعم صمود مقاومي قطاع غزة والعقبات التي تحول دون بلورة وحدة وطنية جامعة ومستقبل مسيرات حق العودة وانعكاسات صفقة القرن على الوضع الفلسطيني العام في ضوء الإصرار الأميركي الصهيوني الخليجي على اعتبار التطبيع مدخلاً لتصفية قضية فلسطين بعد الخطوات التي قام بها ترامب لإزالة العقبات التي تعترض تنفيذ المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة بعد نجاح الشعب الفلسطيني عبر صموده في إثبات قدرته على إفشال المخططات التي تستهدف قضيته.