لاريجاني يدعو الغرب إلى الابتعاد من المساومات
قال المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي إنه لا يعارض تمديد المفاوضات النووية لأنه لم يعارضها أساساً. وأضاف: «إذا لم تصل المفاوضات النووية إلى نتيجة فإن المتضرر الأكبر سيكون أميركا وليس إيران»، وأكد أن بلاده لن تتضرر وطريق الحلّ لديها هي الاقتصاد المقاوم.
وأوضح خامنئي أن الولايات المتحدة تريد الاستفادة من المفاوضات النووية لحل مشاكلها الداخلية، مشيراً إلى أنها في رسائلها وفي الاجتماعات الخاصة تتحدث بأسلوب وفي العلن تتحدث بأسلوب آخر.
وأضاف المرشد الإيراني إن الطرف المقابل وخصوصاً الولايات المتحدة غير منطقي ويتحدث كل يوم بشكلٍ مختلف، ورأى أن الفريق الإيراني المفاوض يبذل الكثير من الجهود الجدية ويصمد في وجه الضغوط بمنطقية.
كما اعتبر أن الحكومة الأميركية استكبارية وتريد فرض آرائها و«هذه هي مشكلتنا مع أميركا»، وقال: «نقبل بالاتفاقات العادلة والعقلانية وليس هناك مجال لفرض الآراء أو المطالبات غير المنطقية».
من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أنه ينظر بإيجابية إلى المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة «5+1»، معتبراً أن الوقت قد حان ليتخذ الغرب القرار الصائب.
وقال لاريجاني في حشد من علماء وطلبة العلوم الدينية في محافظة يزد أمس «إن بعض القضايا والمشاكل الداخلية نجمت عن الحظر إلا أن المفاوضات أجريت بصورة جدية خلال العام الأخير وأن أبعاد القضية أصبحت واضحة للطرفين الآن». وأضاف: «يبدو أن الوقت قد حان ليتخذ الغربيون القرار الصائب، وليس أمامهم سوى طريقين في مسار اتخاذ القرار هذا، إما أنهم راغبون بأن تستمر إيران في أنشطتها النووية في إطار الرقابة الدولية وإما أن يجعلوا إيران نادمة على خوضها المفاوضات».
وأكد لاريجاني ضرورة تخلي الغرب عن الصراع مع إيران لأن طريق التفاوض مفتوحة، ونظراً إلى فتوى قائد الثورة الإسلامية حول حرمة امتلاك واستخدام أسلحة الدمار الشامل فقد أصبح من الواضح له أن إيران لا يمكنها أن تسعى وراء السلاح النووي لذا ينبغي عليه عدم وضع العراقيل لأن ذلك ليس في مصلحته. وقال: «إذا كانت أطراف التفاوض مع إيران تسعى إلى إيجاد أجواء آمنة لنفسها في المنطقة، فعليها التصرف بصورة مدروسة وألا تقوم بإجراء يدفع إيران اضطراراً لاتخاذ بعض القرارات».
وأعرب المسؤول الإيراني عن اعتقاده بأن الطريق الأولى أكثر منطقية وظروف المنطقة تقتضي ذلك، وقال: «إن تمديد المفاوضات كان من الأمور التي ينبغي أن تتم ونعتقد بأن أبعاد الموضوع يجب أن تكون واضحة للطرفين»، وأضاف: «أنه عليهم ألا يسعوا وراء الخداع لأن إيران قادرة على معرفة أين يجب أن توضع لها أطر دقيقة، ولكن إجمالاً آمل أن تمضي المفاوضات في طريق أوضح».
واختتم لاريجاني قوله بأنه ينظر بإيجابية إلى المفاوضات، مشيراً إلى أنه إذا لم تكن للجانب الآخر نظرة مساومة نفعية صرفة فمن الممكن الوصول إلى تفاهمات.