«الناتو» يعترف بارتباط نشر دباباته في شرق أوروبا بأحداث أوكرانيا

أكد الكرملين أن مكالمة هاتفية أجريت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بيوتر بوروشينكو، ووصف المزاعم عن صدور تهديدات من الجانب الروسي خلالها بالملفقة.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الرئيس الروسي الخميس أمس: «فعلاً جرت مساء الأربعاء محادثة تلفونية بين الرئيسين بوتين وبوروشينكو، بمبادرة من الجانب الأوكراني»، موضحاً أن الحديث في مكالمة الرئيسين تناول العلاقات الثنائية والوضع في جنوب شرقي أوكرانيا، مشدداً على أن «الأنباء المتنوعة في عدد من وسائل الإعلام، وفي المقام الأول الأوكرانية عن محتوى المحادثة، ملفقة ولا تطابق الواقع».

وكانت قد ظهرت في الصحافة أنباء زعمت أن بوتين وبوروشينكو تطرقا إلى مسألة علاقات أوكرانيا مع حلف شمال الأطلسي، وأعلنت بعض وسائل الإعلام أن تهديدات صدرت عن الجانب الروسي موجهة للنظير الأوكراني.

ونفت أوكرانيا لاحقاً هذه المزاعم، وأعلنت إيرينا فريتس المتحدثة باسم الرئيس الأوكراني بهذا الخصوص أن المعلومات الزاعمة بصدور تهديدات غير صحيحة.

وفي شأن متصل، شكل مجلس النواب الأوكراني أمس، ائتلافاً حاكماً يتكون من 302 نائباً، مشكلاً من خمسة أحزاب هي «حزب بيوتر بوروشينكو» و«الجبهة الشعبية» و«باتكيفشينا» و«ساموبوموش» و«حزب أوليغ لاشكو الراديكالي»، وأطلق عليه اسم ائتلاف «أوكرانيا الأوروبية» فيما أعرب الحزبان الأخيران عن معارضتهما إطلاق هذا الاسم على الائتلاف.

من جهة أخرى، صوّت 359 نائباً لمصلحةانتخاب فلاديمير غرويسمان الذي يمثل «ائتلاف بيوتر بوروشينكو» رئيساً جديداً للبرلمان، وأقر «الرادا» أمس تعيين رئيس الوزراء الحالي أرسيني ياتسينيوك في منصب رئيس الحكومة الأوكرانية من جديد، وذلك بعد أن فازت قائمة حزبه «الجبهة الشعبية» في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في البلاد في 26 تشرين الأول، إذ صوّت 341 نائباً في البرلمان لمصلحة تعيين ياتسينيوك مقابل معارضة نائبين وامتناع 7 عن التصويت.

و شكر بوروشينكو نواب البرلمان على التعاون، مؤكداً أن مثل هذا المستوى الجيد من التعاون بين الرئاسة ومجلس الوزراء ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة هو أفضل ما تحتاج إليه البلاد وأنه يجب الاستمرار في هذا الاتجاه.

وأكد الرئيس الأوكراني رفضه إقامة نظام فدرالي في أوكرانيا، قائلاً: «الأوكرانيون ضد الفدرلة، مهما كانت نصائح الغرب أو الشرق». وأضاف أن سكان البلاد «يؤيدون مئة المئة الدولة الموحدة».

وكانت أوكرانيا شهدت انتخابات برلمانية في 26 تشرين الأول، حصل فيها «حزب بيوتر بوروشينكو» على 132 مقعداً في مجلس النواب، تلاه حزب «الجبهة الشعبية» بقيادة رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك بالحصول على 82 مقعداً، كما حصل «ساموبوموتش» الذي يترأسه عمدة مدينة لفوف أندري سادوفي على 33 مقعداً، و«الحزب المعارض» بقيادة يوري بويكو على 29، و«حزب أوليغ لاشكو الراديكالي» على 22، وحصل «باتكيفشينا» حزب يوليا تيموشينكو على 19 مقعداً في البرلمان.

ودخل «الرادا» 96 مرشحاً مستقلاً، إضافة إلى 6 أعضاء من حزب «حرية» وحصل كل من حزب «أوكرانيا القوية» وحزب «زاستوب» الزراعي بالإضافة إلى حزبي «القطاع الأيمن» و«الإرادة» على مقعد واحد.

ميدانياً، أفاد مصدر في مقر «جمهورية دونيسك الشعبية» في شرق أوكرانيا بأن 13 شخصاً قتلوا الليلة الماضية في قصف للقوات الأوكرانية في منطقة دونباس.

وأوضح المصدر أمس، أن 9 مسلحين من القوات المحلية و4 مدنيين قتلوا وأصيب 10 أشخاص على الأقل بينهم مسلحان في قصف للقوات الحكومية الأوكرانية على مختلف المناطق في شرق أوكرانيا.

وأشار المصدر إلى أن القوات الأوكرانية قصفت 10 مرات على الأقل أحياء سكنية في دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في شرق أوكرانيا.

جاء ذلك في وقت قال دبلوماسيون إن حكومات الاتحاد الأوروبي وافقت أمس على إضافة أسماء 13 «انفصاليا» أوكرانيا وخمس منظمات إلى قائمة عقوبات الاتحاد.

وتوقع الدبلوماسيون نشر أسماء الشخصيات والكيانات الجديدة التي ستستهدف بتجميد أصولها وحظر السفر بسبب دورها في أزمة أوكرانيا في المطبوعة الرسمية للاتحاد الأوروبي يوم السبت المقبل.

وفي السياق، اعترف المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي روبرت بشيل بارتباط نشر الدبابات الأميركية في شرق أوروبا بالوضع في أوكرانيا، وقال: «إذا تحدثنا عن شرق أوروبا فهو رد من الردود على تصرفات روسيا»، مضيفاً أن هذه الخطوات تتطابق مع مهمة الحلف الرئيسية هي الدفاع الجماعي عن الدول الأعضاء.

المسؤول في «الناتو» أضاف أن الإجراءات المزمع اتخاذها شفافة كما أنها لا تمثل انتهاكا لاتفاقياتنا، مشيرا إلى أن الحديث يدور عن احتمال نشر طائرات حربية ودبابات وإجراء مناورات عسكرية في أراضي دول المنطقة.

وفي وقت سابق من يوم أمس نفى الجيش الأميركي أن يكون نشر قوات عسكرية إضافية بما فيها دبابات في أوروبا متعلقا بالوضع في أوكرانيا وأوروبا الشرقية، مؤكداً أن ذلك يدخل في إطار عملية «الحزم الأطلسي».

وكان الفريق في الجيش الأميركي بين هوجيس قد أعلن تخطيط الولايات المتحدة نشر حوالى 150 دبابة ومدرعة في دول «الناتو» وأوروبا الشرقية عام 2015، كي يستطيع الجنود الأميركيون إجراء تدريبات مشتركة مع قوات الحلف.

وقال المقدم في الجيش الأميركي الاين كونواي إن «هذا متعلق بهذه العملية التي ستستمر طوال عام 2015، ونحن نبحث عن الخيار الأفضل لدعم العملية في المستقبل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى