مشكلة النفايات في لبنان
ـ منذ عقود ما بعد الحرب ولبنان على موعد مع أزمة عنوانها النفايات رغم انّ ما أنفق لحلّ هذه المشكلة يبلغ مليارات الدولارات، ورغم التسبّب بإفقار بلديات عديدة بسبب اقتطاعات كانت تتمّ من حساباتها إلزامياً لسداد ما يحتسب عليها من حصة لحساب الشركات التي تتولى جمع وترحيل النفايات.
ـ جوهر المشكلة العميق هو أنه على المستوى السياسي والبلدي لا يوجد من يجرؤ على القول إنّ لا بلدية في لبنان تتقبّل أن يكون مطمر للنفايات في خراجها ولكنها تريد أن ترمي نفاياتها في خراج بلديات أخرى، ولا أحد بين السياسيين يجرؤ على القول إنّ التفكيك الحراري بصفته الإسم المخفف للمحارق هو الحلّ للبلدان التي لا تعتمد المطامر، وأنّ البحث عن أفضل أنواع المحارق أو أقلها ضرراً واختيار أقلّ الأماكن تأثيراً على صحة المواطنين هو الحلّ.
ـ ثمة حلّ ثالث لكنه يحتاج دولة تخطط وتتحمّل المشاريع الكبيرة وهو اعتماد المناطق الجرداء في السلسلة الشرقية للجبال كمنطقة حصرية للمقالع والكسارات واعتماد الطمر المنظم بيئياً في الأماكن التي تجوفها المقالع وبناء خط سكك حديدية بين أقرب نقطة للسلسلة وأقرب نقطة ربط بالعاصمة والمحافظات لنقل نتاج المقالع والعودة بالنفايات.
ـ أيّ حلّ يحتاج إلى دولة والقضية ليست بالتأكيد باجتماع حكومة اليوم أو غداً لأنّ الحلول مشكلتها أنها دوران في حلقة مفرغة بسبب العجز السياسي…
التعليق السياسي