«طالبان» تعلن قرب توقيعها اتفاقية سلام مع أميركا وتسمّي روسيا والصين كدولتين ضامنتين
أعلن المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة «طالبان» الأفغانية، سهيل شاهين، أمس، عن «قرب توقيع اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة، بعد توافق الجانبين على جميع فقراتها تقريباً».
وقال المتحدث باسم المكتب ومقره عاصمة دولة قطر الدوحة، إن «طالبان تعوّل على إنهاء العمل على صياغة نص الوثيقة أثناء الجولة القادمة من المحادثات بينها وبين الولايات المتحدة». وأضاف قائلاً: «لا أستطيع الخوض في التفاصيل لأن المحادثات مستمرة، لكن يمكنني القول إنه لم يبق أمامنا سوى التوافق على الفقرة أو الفقرتين الأخيرتين. وبعد التوافق عليهما، سنعلن عن توقيع اتفاقية سلام مع الولايات المتحدة. وبعد ذلك سنبدأ المفاوضات الأفغانية الأفغانية».
ولم يؤكد شاهين ما نقلته صحيفة «Wall Street Journal» عن مصادر لها حول «اقتراح الولايات المتحدة سحب قواتها من أفغانستان خلال سنتين وستة أشهر»، فيما تصرّ «طالبان» على «ألا تتجاوز هذه الفترة تسعة أشهر». وقال المتحدث: «أنا أيضاً قرأت هذه التقارير، لكن هذا الموضوع لا يزال قيد النقاش، ولم يتم التوافق على جدول سحب القوات بعد».
وأشار شاهين إلى أنّ «طالبان تنتظر من روسيا والصين، أن تصبحا دولتين ضامنتين لاتفاقيتها المستقبلية مع الولايات المتحدة». وأكد أنّ «مراسم توقيعها ستتم بحضور مراقبين دوليين من روسيا والصين ودول الجوار والأمم المتحدة، ربما كذلك من الدول الإسلامية ومنظمة الأمم المتحدة».
وقال إن «روسيا والصين ستقومان بضمان الاتفاقية بدون أي شك».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت، يوم الاثنين الماضي، أن «مبعوث واشنطن الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، سيزور كابل والدوحة في الفترة ما بين 22 تموز و1 آب»، مشيرة إلى أنه «سيجري في عاصمة قطر محادثات مع وفد من طالبان».
وفي حزيران الماضي، صرّح وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، بأنّ «الولايات المتحدة تعوّل على عقد اتفاقية مع طالبان حول بسط السلام في أفغانستان قبل بداية شهر أيلول المقبل».
وفي أعقاب الجولة الأخيرة من المحادثات بين الطرفين في الدوحة، أكد خليل زاد، أن الجانبين حققا تقدما حول محاور الاتفاقية الأربعة، ألا وهي ضمانات وقف نشاطات الإرهاب وسحب القوات، والمشاركة في حوار أفغاني أفغاني ووقف شامل ودائم لإطلاق النار.
ولا تزال العملية العسكرية الأمريكية في أفغانستان مستمرة منذ أكتوبر العام 2001. وفي ذروة الحملة التي شاركت فيها أيضا دول متحالفة مع الولايات المتحدة، فاق تعداد القوات الأجنبية المنتشرة في أفغانستان 150 ألفا. وتم سحب جل القوات الأمريكية والغربية من البلاد في العام 2014، لكن بعثة من الخبراء والمستشارين العسكريين التابعين للتحالف الغربي لا تزال في البلاد.