انسحاب مفاجئ لقوات أميركية: سوء سلوك أم إعادة تموضع؟

قرّرت قيادة العمليات الخاصة في الجيش الأميركي استدعاء وحدة من عناصر مشاة البحرية من العراق، بسبب سوء سلوك عسكرييها أثناء أدائهم الخدمة.

وأكدت القيادة في بيان أصدرته، مساء الأربعاء، أن الوحدة تم استدعاؤها من العراق إلى قاعدتها في سان دييغو، بسبب التدهور الملحوظ في «الضبط والربط» أثناء الفترات التي لا يشارك فيها عناصرها بالعمليات، مؤكدة فقدان الثقة في قدرة الوحدة على أداء مهامها.

ولم يقدّم البيان أي تفاصيل عن معنى تدهور «الضبط والربط» بين عسكريي الوحدة، لكن مسؤولين في وزارة الدفاع أكدا لصحيفة «واشنطن بوست» أن من بين انتهاكات العسكريين مخالفة الحظر على تناول الكحول أثناء أداء الخدمة.

وأطلقت القيادة تحقيقاً مع عناصر الوحدة، لكن من غير الواضح ما إذا كان العسكريون سيتعرّضون لأي عقاب أو سيواجهون اتهامات جنائية، حسب المسؤولين.

وجاء ذلك ضمن سلسلة فضائح مدوية تتعلق بقوات مشاة البحرية التي يعول عليها البنتاغون في عملياته بمختلف أنحاء العالم.

وقبل يومين فقط، أفادت صحيفة «Navy Times» المستقلة بأن الفحوص الطبية الروتينية أثبتت أن ستة عناصر في وحدة أخرى من مشاة البحرية بقاعدة «ليتل كريك» العسكرية، متورطون في تعاطي الكوكايين، وتمكن بعضهم من إخفاء هذا الأمر في الفحوص السابقة.

كما اتهم أربعة عسكريين، بمن فيهم عنصران من مشاة البحرية، بقتل عسكري آخر في مالي عام 2017، بالإضافة إلى محاكمة ضابط العمليات الخاصة في مشاة البحرية، إدوارد غالاهر، في وقت سابق من الشهر الحالي، إذ اتُّهم بقتل أسير من «داعش» ومدنيين اثنين في العراق وتمّت تبرئته.

إلى ذلك، أعلن قائم مقام قضاء سنجار شمالي العراق محما خليل عن مقتل إيزيدي بهجوم شنه تنظيم «داعش» الإرهابي على جبل سنجار، مشيراً إلى أن خلايا التنظيم النائمة أصبحت أقوى مما كانت عليه عام 2014.

وقال خليل في بيان صحافي إن «تنظيم داعش شن هجوماً على جبل سنجار أسفر عن مقتل أحد المقاتلين الإيزيديين الشجعان وهو حسين عطيس السموقي الإيزيدي»، مضيفاً أن: «القتيل كان من أبرز المقاتلين الإيزيديين وخاض أكثر من 50 معركة ضد داعش وقتل الكثير منهم لحين تحرير سنجار».

وأوضح أن «عناصر داعش قاموا باختطافه وأحد مرافقيه ومن ثم تمّ إعدامهما»، مشيراً إلى أن «الداعشية النائمة انطلقت في هجومها من القرى العربية القريبة من سنجار وهي كولان ونعينيعة وغيرهما من القرى».

وأشار خليل إلى أن «هذه القرى كانت وما زالت حواضن للدواعش، وقد حذرنا من هذا الأمر مرات عديدة وفي بيانات سابقة، لكن القوات الأمنية والحكومة لم تستجب للأسف الشديد».

ودعا قائم مقام سنجار «الحكومة والقوات الأمنية في المنطقة، إلى تحمل المسؤولية»، موضحاً أن «هذه القوات غير كافية لحماية سنجار من الهجمات الداعشية».

وتابع أن «الخلايا النائمة لداعش أصبحت أقوى من حيث العدد والعدة من قوتها في عام 2014، وهذا ما كنا نتخوف منه، ما يتطلب إجراء حكومياً عسكرياً سريعاً».

وفي السياق، ضبطت الأجهزة الأمنية العراقية، أمس، وكراً لتنظيم «داعش» الإرهابي في منطقة حدودية في غرب البلاد، استناداً إلى اعترافات أحد الإرهابيين المقبوض عليهم.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني العراقي، في بيان، قائلة: «بناء على اعترافات أحد الإرهابيين الملقى القبض عليهم، قوة مشتركة ضمن قيادة عمليات الجزيرة، تعثر على وكر شرق «عكاشات» غربي الأنبار، غرب العراق». وأضافت الخلية، أن القوة المشتركة ضبطت 6 صواريخ من طراز «كورنيت» ومدفعي 23 ملم، و SPG9، وأعتدة، ودراجات.

ونوّهت خلية الإعلام الأمني العراقي، إلى أن القوة الأمنية، تعاملت مع المواد المضبوطة أصولياً.

وتقع منطقة عكاشات بين قضاءي الرطبة الحدودي مع الأردن، والقائم الحدودي مع سورية، في غرب الأنبار المحافظة التي تشكل وحدها ثلث مساحة العراق، غرباً.

أعلن العراق في ديسمبر/ كانون الأول 2017 تحرير كامل أراضيه من قبضة تنظيم «داعش» بعد نحو 3 سنوات ونصف من المواجهات مع التنظيم الإرهابي الذي احتلّ نحو ثلث البلاد، معلناً إقامة ما أسماها «الخلافة الإسلامية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى