لبنان أمام خطر وجودي
عمر عبد القادر غندور
طبيعي، ان يتخلّف مجلس الوزراء عن الانعقاد تحت وطأة الخلافات والاختلافات بين سائر الأفرقاء على كلّ شيء، من الموازنة إلى جريمة قبرشمون، إلى النفايات التي تطرق أبواب بيوت اللبنانيين، إلى التمنّع عن عقد الجلسات الحكومية والتحذير من ذلك، قرف الرئيس سعد الحريري… ونفي القرف.
ولكن ما هو غير طبيعي تحميل وطأة هذه الملفات إلى فريق بعينه أطلق عليه فريق التعطيل! والأكثر غرابة ان يكون هذا الفريق محسوباً على العهد ورئيسه القوي!
إلا إذا كان هذا الفريق مدسوساً على العهد ويعمل ضدّه من داخل قصره وهذا غير معقول.
كلّ الأصوات، أو ما بقي من أصوات تُسمع، بشأن تعاظم أزماتنا المعيشية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية والسياسية و… الأخلاقية، تدلّ على اكتواء الجميع بها سواء كانوا من محبّي العهد أو من مبغضيه!
ولا ندري كيف يكون العهد مع نفسه وضدّها؟
وبالتالي، فإنّ مصائب هذا العهد لا يتحمّلها العهد كلها، وانْ كان وجوده استمراراً لعهود سابقة لا تصل إلى موقع المسؤولية إلا من خلال آلية درج عليها نظامنا الطائفي المعني فقط بحماية الحصص والمحاصصات!
وعلينا أن نقرّ بأنّ رئيس الجمهورية الحالي قائد وطني شجاع ونظيف وصادق وصاحب همّة عالية، ولكنه محاط بأزمات تراكمية لا يقدر على حلها أحد، ولكنه مع ذلك لا ييأس ولا يستسلم وليس في تاريخه ما يدلّ على عكس ذلك…
اللبنانيون اليوم ورئيسهم والمخلصون أمام تحدّ وجودي، ولا شيء أغلى من الوطن، ولنا في من سبقنا من أمم وشعوب خير الدرروس والعبر.
رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي