رئيس الجمهورية تسلّم دعوة لزيارة الباراغواي: لبنان يتطلع لمزيد من تطوير العلاقات في المجالات كافة
أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن لبنان يتطلّع لمزيد من تطوير العلاقات مع الباراغواي في المجالات كافة، لا سيما سياسياً واقتصادياً وثقافياً.
موقف عون جاء بعد تسلّمه رسالة خطية من نظيره الباراغواياني اللبناني الأصل ماريو عبدو بينيتز، نقلها اليه وزير خارجية الباراغواي لويس البرتو كاستيغليوني خلال استقباله في قصر بعبدا على رأس وفد ضمّ دبلوماسيين ورجال أعمال باراغوايانيين متحدرين من أصل لبناني.
وأعرب الرئيس الباراغواياني في رسالته، عن رغبته في تعزيز العلاقات الثنائية التاريخية بين لبنان والباراغواي وبين الشعبين الصديقين . ووجه دعوة للرئيس عون لزيارة الباراغواي ، متمنياً قبولها، مشيراً إلى أنها ستكون المرة الأولى التي يزور فيها رئيس الجمهورية اللبنانية رسمياً الباراغواي، وهي الدولة التي رحبت بآلاف اللبنانيين كوطنهم الثاني بما في ذلك أسلافي». وأعرب عن أمله بأن تتاح له الفرصة لزيارة لبنان أرض أجدادي الذين اتعاطف دائما مع حكومتهم وشعبهم وثقافتهم .
وخلال اللقاء الذي حضره وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي والمستشار السياسي لرئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير وعدد من المستشارين، أشار كاستيغليوني الى أن الجالية اللبنانية في الباراغواي مهمّة جداً، لا سيما لناحية الدور الذي لعبته في إعمار البلاد وازدهارها، وقد نجح أفرادها في مختلف المجالات، ومنهم رجال أعمال كبار لهم أهميتهم، لا سيما في القطاعين السياسي والزراعي كما في المجال القضائي، إذ ان بعض أعضاء المحكمة العليا في الباراغواي هم من أصول لبنانية، وكذلك في القطاع الثقافي حيث سجل عدد كبير منهم عطاءات مميّزة، ما يدلّ على الدور الفاعل لهذه الجالية في تطور الباراغواي، خصوصاً أن رئيس الجمهورية الحالي هو من أصول لبنانية».
ولفت الى أن زيارته هذه «هي الاولى للبنان ولن تكون الاخيرة»، ومن خلالها يوجّه رسالة شكر «للبنان واللبنانيين على تعاونهم البناء مع الباراغواي سلطة وشعباً وعلى رحابة استقبالهم»، معبراً عن سعادته لوجوده في لبنان ولـ»اللقاءات المثمرة والبناءة التي عقدتها منذ وصولي مع المسؤولين اللبنانيين، لا سيما مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة سعد الحريري ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ووزير السياحة اواديس كيدانيان، ورجال الأعمال اللبنانيين الذين بدورهم أكدوا ضرورة تفعيل العلاقات والاتفاقيات بين البلدين بهدف فتح أسواق أميركا اللاتينية امام المنتجات اللبنانية».
وأكد أنه سيبذل جهده عند تسلمه عام 2020 رئاسة الـ «Mercosur « السوق المشتركة لدول اميركا الجنوبية، لـ توقيع مشروع الاتفاقية الجاهزة بين لبنان وهذه السوق، ما من شأنه توسيع افق هذه العلاقات .
ورد الرئيس عون مرحباً بكاستيغليوني في لبنان، وقال: لقد سررت بوجودكم هنا وبمحبتكم التي عبرتم عنها للبنانيين الموجودين في الباراغواي، وقد اندمجوا بإيجابية في المجتمع حيث لعبوا دوراً مفيداً في ازدهار وتقدم بلدكم ، مؤكداً ان لبنان يتطلع لمزيد من تطوير العلاقات مع الباراغواي في المجالات كافة، لا سيما سياسيا واقتصاديا وثقافيا ، موضحا أنه تم في هذا السياق إنشاء خط طيران مباشر بين لبنان ومدريد لتسهيل الانتقال والتواصل بين لبنان ودول اميركا اللاتينية ، آملاً ان ينعكس ذلك على التبادل السياحي بين لبنان والباراغواي .
وقدم عون في ختام اللقاء لوزير الخارجية نسخة عن المبادرة التي أطلقها لبنان من الامم المتحدة لإنشاء أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار في لبنان، والتي من شأنها أن تؤسس للسلام الحقيقي بين الشعوب ، مشيراً الى أنها ستعرض للتصويت امام الجمعية العامة للامم المتحدة التي تعقد اجتماعاتها في ايلول المقبل ، آملاً دعم الباراغواي للبنان في هذا المجال .
وردّ كاستيغليوني مؤكداً دعم بلاده للأكاديمية والتصويت الى جانب لبنان في الامم المتحدة.
واستقبل عون رئيسة الحزب الحاكم في كيبيك ائتلاف مستقبل كيبيك اللبنانية الأصل السيدة أليس ابو خليل وعرض معها العلاقات اللبنانية – الكندية عموماً، والعلاقات مع مقاطعة كيبيك الكندية وأوضاع الجالية اللبنانية فيها وسبل التعاون.
كما استقبل رئيس الجمهورية النائب ميشال معوض وعرض معه الأوضاع العامة في البلاد والتطورات الاخيرة ومرحلة ما بعد إقرار موازنة العام 2019.
وفي قصر بعبدا، القنصل اللبناني الفخري في جمهورية باناما المحامي محمد الحاج الذي اطلع رئيس الجمهورية على أوضاع افراد الجالية اللبنانية في باناما.
وهنأ عون الحاج على مسؤولياته القنصلية الجديدة، متمنياً له التوفيق، وحمّله تحياته لأبناء الجالية اللبنانية في باناما، مشدداً على ضرورة العمل لتعزيز التعاون بين البلدين، إضافة الى الاهتمام بأوضاع اللبنانيين والمتحدرين من اصل لبناني .
على صعيد آخر، أوفد رئيس الجمهورية المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير الى سفارة الجمهورية التونسية حيث دوّن في سجل التعازي الذي فتح في السفارة لمناسبة وفاة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي تعازي الرئيس عون بالراحل.
وقد اعتبر عون غياب الرئيس السبسي خسارة لتونس وللعالم العربي لأحد رجالات الدولة الذي عمل من دون كلل من أجل سيادة مبادئ العدالة والقيم الانسانية واحترام تنوّع الحضارات والثقافات .
واشار الى أن بصمات الراحل الكبير الحاضرة دائماً في الحياة التونسية ستبقى ماثلة ايضاً في التونسيين ليثابروا على القيم والمبادئ نفسها التي انتهجها .
وكان رئيس الجمهورية ردّ الى مجلس النواب بموجب المرسوم الرقم 5271 تاريخ 25 تموز 2019، القانون الذي أقره المجلس في 27 حزيران الماضي، والرامي الى «إعفاء أولاد المرأة اللبنانية المتزوجة من غير لبناني والحائزين على إقامات مجاملة من الاستحصال على اجازة عمل»، وذلك لإعادة النظر فيه.
كذلك، اعاد عون الى مجلس النواب، بموجب المرسوم الرقم 5272 تاريخ 25 تموز 2019، القانون الذي كان أقرّه المجلس في 27 حزيران الماضي، الرامي الى مكافحة الفساد في القطاع العام وإنشاء الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وذلك لإعادة النظر فيه.