التحالف الدولي: قتلنا أكثر من 1300 مدني في سورية والعراق

أعلن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عن مقتل أكثر من 1300 مدني، خلال عملياته العسكرية ضد تنظيم «داعش» في سورية والعراق منذ عام 2014.

وجاء في التقرير الشهري للتحالف، الصادر يوم الجمعة الماضي، أن التحالف نفذ منذ أغسطس عام 2014 وحتى نهاية يونيو 2019، ما مجموعه 34 ألفاً و514 غارة جوية.

يذكر أن التحالف بقيادة الولايات المتحدة أطلق عملياته ضد تنظيم «داعش» في العراق في أغسطس 2014، ومنذ الشهر التالي، شملت العملية الأراضي السورية. ولم يتم إنهاء العملية رسمياً حتى الآن، على الرغم من إعلان الولايات المتحدة تحقيق الانتصار على تنظيم «داعش» في كل من سورية والعراق.

ميدانياً، قتل عدد كبير من الارهابيين معظمهم من الجنسية الصينية خلال اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم بين وحدات الجيش السوري ومجموعات مسلحة من «الحزب الإسلامي التركستاني»، على جبهات ريف اللاذقية المتاخمة للحدود التركية.

وقال مصدر، إن الاشتباكات استمرت طوال اليوم على محاور الزويقات وتلة السرياتيل ومرتفعات 1154 القريبة من الحدود السورية التركية، أقصى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، موضحاً أنها اتسمت بالعنف عموماً، وأن بعضها كان قريباً.

وقال مصدر ميداني إن وحدات الاستطلاع في الجيش السوري رصدت تحرّكات معادية في محيط تلال كباني باتجاه محاور الزويقات وتلة السرياتيل ومرتفعات 1154 ، ما استدعى تجاوباً مركزاً عبر سلسلة من الرمايات المدفعية والصاروخية للجيش.

وأشار المصدر إلى انتقال المشهد الميداني إلى اشتباكات عنيفة استمرّت لساعات عدة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 12 مسلحاً وإصابة آخرين، فيما تكفلت القوة النارية بتدمير مقار وتحصينات تابعة لمسلحي الحزب الإسلامي التركستاني على امتداد محاور الهجوم بريف اللاذقية الشمالي.

وتنتشر بين ريفي اللاذقية الشمال الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي الملاصقين للحدود التركية، أعداد كبيرة من المقاتلين الصينيين يتبعون لـ»الحزب الإسلامي التركستاني»، إلى جانب مجموعات مسلحة أصغر حجماً من الجنسية الأوزبكية والشيشانية وأخرى سورية من الإثنية «التركمانية»، ويتشاركون جميعاً ولاءهم للقومية العثمانية.

وللمقاتلين التركستان ولعائلاتهم مستوطنات وقرى صغيرة سكنوا فيها مكان السكان السوريين بعد تهجيرهم من المنطقة.

وتم تخصيص الإيغور الصينيين بتلك المناطق الحدودية نظراً لوجود أقران لهم يعتدّون بجذورهم التركية كـ»التركمان السوريين» الذي ينتظمون ضمن مجموعات مسلحة تسمّى الفرقة التركمانية الساحلية ، كان قد أسسها التنظيم المتطرف «الذئاب الرمادية» التركي، الذي شارك في مجازر اللاذقية ونسب إلى نفسه إسقاط الطائرة الروسية «سو 25» عام 2015، ويتزعمه المدعو ألب أرسلان جيليك.

وكان المتزعم العام لتنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني»، جند الله التركستاني، كشف في فيديو بثه تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي نهاية العام الماضي عن حدود ما أسماها «إمارة» التركستان الصينيين في الشمال السوري، معتبراً أنها تمتد من جبل التركمان وجبل الأكراد الحدوديين وصولاً إلى سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، وتشمل منطقة جسر الشغور المعقل الرئيس للمسلحين الصينيين في سورية.

وكان الجيش السوري قد نفّذ تمهيداً نارياً مكثفاً، استهدف مواقع التنظيمات الإرهابية المسلحة على محاور عدة بريف حماة الشمالي الغربي، بالاشتراك مع سلاح الجو السوري الروسي المشترك.

وقال مصدر مطلع: «إن وحدات الجيش السوري بدأت منذ مساء الجمعة تمهيداً نارياً مكثفاً ومركزاً عبر سلاحي المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ باتجاه مواقع التنظيمات الإرهابية المسلحة في ريف حماة الشمالي الغربي». وأضاف: «الطيران الحربي السوري الروسي المشترك يستمر منذ أكثر من ثلاث ساعات بتنفيذ غارات جويّة على مواقع الإرهابيين في اللطامنة وكفرزيتا والزكاة والأربعين وخان شيخون واللحايا في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي».

ونقل المراسل عن مصدر ميداني من جبهات القتال تأكيده أن غارات الطيران الحربي السوري الروسي أسفرت عن تدمير مقار عدة ومواقع لتنظيمي هيئة تحرير الشام وجيش العزة، بينها مستودعات أسلحة وذخيرة في مدينة كفرزيتا.

وأضاف المصدر أن رمايات المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ أسفرت حتى الآن عن تدمير العديد من الأهداف المعادية على محاور مورك وتل الملح والجبين بريف حماة الشمالي.

ولفت مصدر ميداني إلى أن عملية التمهيد الناري التي نفذها الجيش، هي الأعنف التي تشهدها المنطقة منذ أسابيع، وتأتي رداً على استمرار التصعيد من قبل المجموعات المسلحة المنتشرة في المنطقة منزوعة السلاح والتي قامت باستهداف مدينة محردة وسلحب بريف حماة الشمالي الغربي بعدد من القذائف الصاروخية اقتصرت أضرارها على الماديات.

هذا وتعاني سورية، منذ آذار/مارس 2011، من نزاع مسلح تقوم خلاله القوات الحكومية بمواجهة جماعات مسلحة تنتمي لتنظيمات مسلحة مختلفة، أبرزها تطرفاً تنظيماً «داعش» و»جبهة النصرة»، واللذان تصنفهما الأمم المتّحدة ضمن قائمة الحركات الإرهابية.

وفي سياق متصل، ضبطت الأجهزة الأمنية المختصة في محافظة درعا بالتعاون مع الأهالي أسلحة خفيفة ومتوسطة في بلدتي خربة غزالة والغارية في الريف الشمالي.

قالت وكالة «سانا»، إن الجهات المختصة في درعا عثرت اليوم الأحد على أسلحة خفيفة ومتوسطة من مخلفات الإرهابيين بين بلدتي خربة غزالة والغارية الشرقية بريف درعا الشمالي.

ونقلت الوكالة عن مصدر في الجهات المختصة أنه «بالتعاون مع الأهالي تم ضبط مستودع في قبو أحد المنازل في المنطقة بين قريتي خربة غزالة والغارية الشرقية يحوي رشاشات وبنادق آلية وذخائر متنوعة وأجهزة اتصال وقذائف هاون من عيارات مختلفة من مخلفات التنظيمات الإرهابية».

وأصيب أمس السبت، عدد من العسكريين السوريين، إثر تفجير انتحاري لنفسه، بحزام ناسف، خلال عملية اقتحام للجيش في منطقة مليحة العطش في ريف درعا.

ونقلت وكالة «سانا» أن «إرهابياً فجر نفسه بحزام ناسف خلال اقتحام عناصر من الجيش وكراً للإرهابيين في مليحة العطش بريف درعا ما تسبب بجرح عدد من العسكريين تم نقلهم لمشفى الصنمين».

وتنتشر في محافظة درعا العديد من الخلايا النائمة للمسلحين، على الرغم من دخول العام الثاني على تحرير المحافظة عبر مصالحة ضمنت خروج من لا يرغب من المسلحين البقاء في درعا إلى إدلب برعاية روسية.

وخلال العام الماضي شهدت المحافظة الكثير من الهجمات ضد مواقع عسكرية تابعة للجيش السوري.

وتواصل الأجهزة المختصة استكمال تمشيط المناطق التي حررها الجيش السوري وتعثر بشكل متكرر على مستودعات مليئة بالأسلحة في محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق وحمص.

وعثرت الجهات المختصة في الأول من يونيو/حزيران الماضي على 4 أطنان من مادة الـ»سي فور» شديدة الانفجار من مخلفات إرهابيي «داعش» في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا الغربي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى