المعلم: هناك بؤر للإرهاب في الشمال الغربي والشمال الشرقي.. والأركان الروسية تكشف أن الأميركيين ينهبون النفط السوري
قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إن سورية وبيلاروس اتفقتا على عقد اجتماع على مستوى لجنة تمثل الحكومتين لبحث التعاون الاقتصادي والتقني وتعزيز العلاقات بين البلدين.
وأوضح وزير الخارجية السوري في حوار مع قناة «بيلاروس 1»، أنه «بالتعاون والعمل المشترك يمكننا أن نفعل الكثير من أجل رفاه شعوبنا».
وبحث المعلم خلال زيارته إلى مينسك مع المسؤولين البيلاروس، سبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجال الاقتصادي والارتقاء بها إلى مستوى العلاقات السياسية القائمة بينهما.
وأشار المعلم إلى أن «الوضع في سورية حالياً تحسن كثيراً مقارنة بالسنة الماضية وباتت 80 من الأراضي السورية تحت سيطرة الحكومة».
وقال: «لا تزال هناك بؤر للإرهاب في الشمال الغربي والشمالي الشرقي للبلاد، ونعتزم تطهير كل سورية من الإرهاب، ومصرّون وسنفعل كل ما يمكن حتى تغادر كل القوات العسكرية الأجنبية، التي توجد بطريقة غير شرعية في سورية».
وأكد المعلم أن الحرب ضد الإرهاب ستتواصل وبالتوازي مع ذلك سيكون هناك عمل سياسي، وكذلك تنفيذ برنامج إعادة الإعمار، خاصة في المناطق التي تضررت فيها البنية التحتية أكثر من غيرها.
ووصف الإرهاب بأنه «الوباء الدولي»، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة يمكن أن تنتشر وتضرب بلداناً أخرى، مؤكداً على ضرورة أن يدعم المجتمع الدولي الجهود السورية في محاربة الإرهاب.
من جهته، أكد الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين دعم سورية شعباً وقيادة للشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى أن العدو الصهيوني يقف خلف كل ما حصل ويحصل من عدوان إرهابي على سورية وفلسطين ومنطقتنا العربية وذلك بدعم أميركي مطلق ودعم بعض الدول الأوروبية وأدواتهم في المنطقة.
وأوضح المقداد خلال استقباله أمس، الدكتور محمود الهباش قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والإسلامية أن ما تعرّضت له سورية من مؤامرة إرهابية كبرى في السنوات الثماني الأخيرة كان أحد أهدافها الرئيسية هو ضرب القضية الفلسطينية.
وفي هذا السياق أدان المقداد قيام المجموعات الإرهابية المسلحة باستهداف المخيمات الفلسطينية والتي كانت دائماً هدفاً للعدو الصهيوني بغية إنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتصفية الحقوق التاريخية غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني.
على صعيد آخر، صرّحت هيئة أركان الجيش الروسي بأن الهياكل الأميركية نظمت استخراج وبيع النفط السوري من حقول «كوناكو» و»العمر» و»تاناك» على الضفة الشرقية من الفرات.
وقال رئيس إدارة العمليات العامة التابعة لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الفريق أول، سيرغي رودسكوي، في مؤتمر صحافي في موسكو، أمس: «بالإضافة إلى تدريب المسلحين، تنشغل الوحدات الأميركية في سورية بنهب المنشآت النفطية والحقول في منطقة الفرات التابعة للحكومة السورية الشرعية».
وأشار الفريق أول إلى أن الشركات العسكرية الأميركية الخاصة تزيد من عدد موظفيها في المواقع النفطية السورية في منطقة الفرات، وعددهم الآن يتجاوز 3.5 ألف شخص.
وأوضح رودسكوي قائلاً: «يتم استخراج وبيع النفط السوري من حقول كوناكو والعمر وتاناك الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات . هناك مخطط إجرامي لنقل النفط السوري عبر الحدود، يحدث ببساطة نهب الثروة الوطنية السورية».
وفي سياق متصل، أكد رودسكوي، أمس، أن الإرهابيين مستمرون في محاولة تنظيم الهجمات على قاعدة حميميم الجوية في سورية.
وقال رودسكوي: «إن الإرهابيين لا يوقفون محاولات تنظيم هجمات على قاعدة حميميم الجوية. ولهذا الغرض يستخدمون أنظمة راجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار في عمليات القصف».
ولفت رودسكوي إلى أن المسلحين قاموا بمحاولات جديدة لإطلاق الصواريخ على الأهداف الروسية من أراضي منطقة خفض التصعيد في إدلب يومي 17 و 21 تموز/يوليو الحالي. وصدّت وسائل الدفاع الجوي للقاعدة الجوية الروسية هذه الهجمات.
كما ذكر رودسكوي أن نحو 300 مسلح هاجموا مواقع الجيش السوري منطقة بلدتي «كفر هود» و»جلامة» وصدّ الجيش السوري هذه الهجات.
وقال بهذا الخصوص: «بالأمس، شنّ الإرهابيون هجومين كثيفين على مواقع الجيش السوري في منطقتي كفر هود وجلامة. في كل اتجاه من هذين الاتجاهين، عملت فصائل تضمّ ما يصل إلى 300 مسلح بدعم ما يصل إلى 5 دبابات وما يقارب 10 عربات مدرّعة وما يصل إلى 20 سيارة بيك آب. وقد تم صد هذه الهجمات من قبل القوات الحكومية السورية بدعم من طيران قوة الفضاء الروسية.
وخلص رئيس إدارة العمليات العامة إلى القول إن «هجمات المسلحين من منطقة إدلب أدّت إلى استشهاد 110 جنود سوريين و65 مدنياً خلال 4 أشهر».
ويُذكر أيضاً أن 240 عسكرياً سورياً و100 مدني أصيبوا بجروح متفاوتة في تلك الفترة.
وتؤكد دمشق على أن أولوية القيادة السورية هي تحرير محافظة إدلب من التنظيمات الإرهابية.
ولا يزال الإرهابيون الذين ينتهكون انتهاك نظام وقف إطلاق النار ويزعزعون استقرار الوضع في المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب، يقصفون بانتظام القرى والبلدات في شمال محافظة حماة وفي جبال اللاذقية بقذائف الهاون. كما تحاول المجموعات الإرهابية مهاجمة موقع الجيش السوري.
وأفاد المسؤول العسكري الروسي أن المدربين الأميركيين يقومون بإعداد تشكيل مسلح في منطقة الـ 55 كيلومتراً في التنف السورية.
وقال رودسكوي، «يقوم المدرّبون الأميركيون بإعداد التشكيل المسلح «مغاوير الثورة» وعدد من المجموعات المسلحة الصغيرة تابعة لما يُسمّى بـ «جيش الكتائب العربية» في منطقة الـ 55 كيلومتراً في التنف».
ووفقاً له فإن المروحيات العسكريّة الأميركيّة في شرق الفرات تقوم بنقل المسلحين، الذين أنهوا فترة الإعداد في التنف. وأضاف أيضاً أنه «يجري إرسال المخربين إلى المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية لزعزعة استقرار الوضع ومنع تقوية مواقع الحكومة السورية هناك».
وأوضح: «مهامهم هي القيام بعمليات تخريب وتدمير البنية التحتية للنفط والغاز وارتكاب أعمال إرهابية ضد القوات الحكومية. ولوحظ انتشار مثل هذه الجماعات في بلدات السويدا وتدمر وأبو كمال».
وشدد رودسكوي على أن مسؤولية مقتل المدنيين في مخيم الركبان تقع على عاتق الولايات المتحدة التي ترفض القيام بأي شيء لحل الأزمة الإنسانية هناك».
وتابع: «المئات، إن لم يكن الآلاف، من الناس الذين توفوا حفرت قبور لهم على عجل خلف سور المخيم. والصور التي التقطت من أقمارنا تؤكد ذلك. وتقع المسؤولية الرئيسية في وفاة المدنيين على الولايات المتحدة، التي رفضت منذ فترة طويلة فعل أي شيء لحل أخطر أزمة إنسانية في الركبان».
ميدانياً، أعلن مصدر عسكري أن وحدات من الجيش السوري استعادت السيطرة التامة على بلدتي تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي الغربي بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين فيهما.
وذكر المصدر أن وحدات من قواتنا المسلحة العاملة على الاتجاه الشمالي الغربي لمحافظة حماة تابعت تقدمها الميداني وأعادت السيطرة التامة على بلدتي تل ملح والجبين.
وبين المصدر أن «الوحدات المشاركة بتطهير البلدتين نفذت عمليات نوعية استهدفت تجمعات المسلحين الإرهابيين ودمّرت مقار قيادتهم وعتادهم القتالي وقطعت بنيرانها محاور تحركاتهم وقضت على أعداد كبيرة منهم وألزمت الباقين على الفرار».
وتواصل وحدات الجيش السوري عملياتها ضد التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي في إطار مهمتها الوطنية للقضاء على الإرهاب وتطهير تراب الوطن من رجسه وإيقاف اعتداءات الإرهابيين بالقذائف الصاروخية على المناطق الآمنة.