المشاركون في مخيم الأشبال والرواد الذي تقيمه منفذية عكار في «القومي» أحيوا الذكرى الـ 34 لعملية الاستشهادي علي غازي طالب عند النصب التذكاري في بلدة تكريت
في الذكرى الـ 34 للعملية البطولية التي نفذها الاستشهادي علي غازي طالب ضدّ الاحتلال اليهودي في أرنون ـ جنوب لبنان، أحيا المشاركون في مخيم الأشبال والرواد الذي أقامته منفذية عكار في الحزب السوري القومي الاجتماعي، الذكرى عند النصب التذكاري للاستشهادي علي غازي طالب في ساحة بلدته تكريت ـ عكار. وحضر النشاط إلى جانب منفذ عام عكار ساسين يوسف وأعضاء هيئة المنفذية، وكيل عميد الخارجية سناء البونجي وهيئة المخيم وأفراد من عائلة الشهيد. وقد أحاط المشاركون النصب التذكاري بفصائلهم الرمزية، حاملين أعلام الحزب وجبهة المقاومة، وهاتفين بحياة سورية.
وكانت كلمات أمام النصب، استهلتها الطالبة تانيا حموضة ابنة الشهيد ناصر حموضة والتي عرّفت بمسيرة الشهيد وبأنه ينتمي إلى مدرسة قومية تعلّم فيها قيم البذل والعطاء فقدّم دمه وحياته في سبيل نهضة الأمة وعزها.
كلمة عائلة الشهيد
وألقى المحامي فادي طالب كلمة العائلة، فحيّا روح شقيقه الاستشهادي علي وجميع الشهداء، لافتاً إلى أنّ بلادنا تمرّ في ظروف صعبة ومصيرية، حيث الخطر يتهدّد المسألة الفلسطينية من خلال مخطط تصفيتها.
وشدّد على ضرورة مواجهة كلّ المحاولات التي تستهدف تشتيت البوصلة عن المسألة المركزية فلسطين، وختم بقصيدة تعبّر عن فعل الإيمان والانتماء، كان الاستشهادي علي غازي طالب كتبها قبل أيام من تنفيذ عمليته البطولية.
كلمة بلدية تكريت
والقى رئيس بلدية تكريت عبدالله غيّه كلمة أشار فيها إلى أننا في هذه المناسبة نستذكر الشهداء الأبطال المقاومين الذي قاوموا الاحتلال الصهيوني، وشهداء الجيش اللبناني، الذين بتضحياتهم وبطولاتهم جميعاً أجبرنا العدو المحتلّ على الاندحار عن أرضنا.
وأكد أنّ بلدة تكريت ستبقى عريناً للمقاومة، وموئل محبة وأخاء وقيم.
كلمة «القومي»
وألقت وكيل عميد الخارجية الدكتورة سناء البونجي كلمة الحزب، وجاء فيها: في مدرسة العز تعلّمنا انّ المنابر وحدها لا تحمي ولا تحرّر أوطاناً.
في قضية تساوي وجودنا لا يكفي ان نؤمن بالحرية كلاماً ولا نصارع لأجلها حتى النبض الأخير.
قدوتنا سعاده وفكر سعاده العظيم، قضيتنا عظيمة وقوّتنا أعظم. نحن نحارب ونقاوم إيمانا بحقنا ودفاعاً عن أرضنا وليس سعياً وراء الماوراء.
نحن أبناء الحياة نعتزّ بالارتقاء عرساناً للمجد، نفتدي الوطن عند أيّ خطر، بإرادة لا يقف سبيلها شيء فلا نهاب الموت لأننا نريد الحياة لكلّ أبناء الحياة.
أضافت بونجي: قد يتساءل المرء كيف لشاب بزهرة شبابه وعطائه، في ربيع أحلامه وحياته، أن يأخذ قراراً لا يشبه أيّ قرار.
أن ينزع ثوب الأنانية الرديء ويلبس عباءة الوطن والعز والكرامة كاسراً كلّ الحواجز الإقطاعية والطائفية والمناطقية ليذهب من عكار الى أرنون في الجنوب المحتلّ قابضاً على الزناد بقرار صارم ودقة وحنكة وإرادة صلبة، اقتحم العدو اليهودي بكلّ آلاته المدجّجة وفجّر جسده ليرتقي شهيداً خالداً لكلّ الوطن.
أوَتسالون كيف؟ وهو مسلح بعقيدة أنطون سعاده الزعيم القدوة والشهيد الذي لم يتراجع ولم يساوم على حق أمتنا في الحرية والسيادة.
كيف؟ وهو ابن الحزب السوري القومي الاجتماعي حاملاً ثقافة الحياة والفكر المقاوم للظلم والاحتلال لكلّ شبر من أرضنا في لبنان وفلسطين والشام والعراق والأردن قضية واحدة وأرض واحدة.
وتابعت البونجي: يا رفقائي.. المقاومة الحقيقية تبدأ من بيتنا، من قريتنا، تبدأ مع أشبالنا وزهراتنا.
المقاومة تبدأ في العلم والتعلّم والوعي، في الإنماء والازدهار… في حب بعضنا البعض أولاً، في رفض الجهل والتزلف والتزلم والإقطاع، في محاربة الطائفية وكلّ أشكالها المبطنة في كلّ كلمة وموقف.
المقاومة في كسر كلّ القيود والضعف والخوف.
المقاومة عطاء… المقاومة خيار المقاومة قرار، وهي في أقصى درجاتها وأنبلها تصل حدّ الشهادة والتضحية بالـ «أنا» ليحيا المجتمع في سبيل حياتنا وحياة الأمة، وسعاده يقول: «كلنا نموت ولكن قليلون منا من يظفرون بشرف الموت من أجل عقيدة».
وختمت بالقول: في تموز الفداء، نذّكّر بأنّ الأخطار على أمتنا كبيرة من العدو اليهودي الغاشم المحتلّ لأرضنا وهوائنا ومائنا، ومن يهود الداخل ومن الحركات المتطرفة ومن الإرهاب الذي يدخل دارنا من كلّ أبوابه وبعدة أشكال. فحذار، حذار ان نضعف او نستسلم او أن نخون دم الشهيد علي غازي طالب ودم خالد علوان وسناء محيدلي.
تذكروا شهداء مجزرة حلبا الأبرار وشهداء نسور الزوبعة وشهداء الجيش.
تذكّروا كلّ قطرة دم وكلّ شهيد ارتقى من أجلكم ومن أجل أمانكم وحريتكم.
دمهم مسؤولية ودين علينا، إلى أن تنتصر قضيتنا ولتحي سورية.
يذكر أنّ الاستشهادي البطل علي غازي طالب نفذ عمليته البطولية ضدّ قوات الاحتلال اليهودي على طريق قلعة الشقيف ـ أرنون ـ جنوب لبنان بتاريخ 31 تموز 1985، وأدّت العملية إلى تدمير ملالتين واحتراق جيب وقتل وجرح أكثر من خمسة وعشرين جندياً صهيونياً بينهم ضابط برتبة نقيب.
وهذه العملية إضافة إلى العمليات الاستشهادية الأخرى، جسّدت حقيقة الانتماء إلى قضية تساوي الوجود وبذل الدماء في سبيل انتصارها، وهذه الحقيقية تتعلّمها الأجيال الجديدة، لتقف بشجاعة وقفة عزّ وكرامة بوجه كلّ عدوان واحتلال.