فعل الإرهاب في مملكة البحرين!
جهاد أيوب
لا نريد أن نتحدث في السياسة، ولا نريد أن نؤيد هذا وذاك، ولا نسمح لأنفسنا أن نتدخل بشؤون غيرنا، ولكن أن نشاهد الظلم علناً وفاجراً ونصمت هو الكفر، وصاحب التطنيش بحجة العيش هو الدجل في دين الله ولا قيمة لممارساته العبادية إذا كانت لا تحرّره من العبودية ومن الجهل!
الصامت عن الحق وحقوق الشعوب في كلّ الأفكار الحزبية والاجتماعية هو شريك في الجريمة… السكوت عن قتل الأبرياء جريمة!
ندرك انّ ما وصلنا من التاريخ أنّ العدالة مفقودة لغيرهم في سياسات الغرب المستعمر، وعند الأعراب العروش تسبّب الغدر والتنكيل بالأهل والخيانة، ووثائق سياسات بعض القبائل في العرب كانت جامحة إلى الأعراب، إلى نكران الدين والعدل والعدالة من أجل المال والسلطة والشهوة، ومع ذلك لا بدّ من رفع الصوت، رفع راية المقاومة، المجابهة، والوقوف أمام الظالم والجاحد والديكتاتور، ومهما طال زمانهم فأهل الحرية لا ينتمون إلى قبيلة أو سلطة مزيفة بالدين، أهل الحرية يعيشون منغرسين في كلّ فكر، والواجب أن ينبتوا في كلّ فكر ديني وعلماني… المهمّ هو الإنسان، والإنسان يُقتل، ويُهان في بلاد تدّعي حقوق الإنسان، وتدّعي شرع الله، وتدّعي الحضارة، والحرية والديمقراطية والتديّن!
ما قام به النظام في مملكة البحرين من خلال تعذيب الأبرياء في سجونه لكونهم يطالبون بحقوق مدنية هو ضدّ الإنسانية، هو إرهاب ولا يوصف بغير ذلك، وضدّ حقوق المواطن، وضدّ كلّ شرائع العالم، وهو فعل كفر في كلّ الديانات الربانية والدنياوية، هو فعل بربري بفجور الفاعل، ومن عصر الجاهلية بفجور صاحب القرار، وهو من الأعمال الشنيعة التي لم تستجب لكلّ المناشدات الإنسانية والحقوقية في العالم!
إنّ تعمّد إعدام الشهيد علي العرب والشهيد أحمد الملالي دون ذنب، ودون محاكمة عادلة، ودون الالتفات إلى أصل الحكم، وأصول المحاكمة، وأصل العدل، وأصول القضاء، وأصل الإسلام، وأصول الدين هو كفر لا بعده كفر، هو عصر حجري متخلف لا ينتمي إلى هذا العصر، لا ينتمي إلى الإنسانية بصلة، ولا ينتمي إلى الدين لا من قريب ولا من بعيد، ولا كتاب عند من قام بهذا الفعل الإجرامي!
شهداء البحرين فضيحة بحق من يدّعي الإسلام وهو صامت عن مواجهة الديكتاتور الفاعل في البحرين، ولا قيمة لصلاتك وصومك وأنت تشجع على قتل الأبرياء!
شهداء البحرين أزاحوا ورقة التوت عن دور الأمم المتحدة وتوابعها ممّن يتغنّى بحقوق الإنسان، لا بل أسقط دور حقوق الإنسان في بلاد الغرب، وفي النظام الإسلامي المهلل للجريمة!
صحيح سنكتب، وبعضنا سيصعصع، ولكن لا بدّ من جلاء هذا الليل الدامس، وهذا الحقد على الإنسان!
لا تنتظروا الردود المستنكرة من المتأسلمين، ولا تنتظروا الرفض الأميركي والغربي لهكذا فعل إجرامي… أصبح يقيناً أنّ تغيير أسلوب المعارضة والتظاهر هو المطلب والحاجة والنصر على الإرهاب الحاكم.