موسكو: الغرب يدعم بقاء الإرهاب في إدلب لاستخدامه ضد الدولة السورية
اتهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، الدول الغربية في مجلس الأمن بالسعي إلى الحفاظ على «الجيب الإرهابي» في إدلب لاستخدامه ضد السلطات السورية.
وقال نيبينزيا، في كلمة ألقاها، أول امس الثلاثاء، في جلسة لمجلس الأمن الدولي: «يمثل الحفاظ على الجيب الإرهابي في إدلب هدفا أساسيا يسعى إلى تحقيقه شركاؤنا الغربيون».
واعتبر نيبينزيا أن الغرب بحاجة إلى بقاء الوجود الإرهابي في إدلب «لاستخدامه مستقبلاً بهدف محاربة السلطات السورية الشرعية».
وأضاف المندوب الروسي: «الشيء نفسه حدث كل مرة عندما اقترب أي جيب إرهابي جديد من نهايته في سورية، هذا ما حصل للوضع حول الجانب الشرقي من حلب، والغوطة الشرقية، والآن تضرب الماكينة الدعائية من كل أسلحتها بسبب الأوضاع في إدلب».
وأكد نيبينزيا أن روسيا ستواصل عملها مع تركيا في إطار مذكرة سوتشي المبرمة، في 17 سبتمبر 2018، بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، لتسوية الوضع في منطقة إدلب لخفض التصعيد، مضيفاً: «ندعو إلى عدم عرقلة جهودنا من خلال خلق تغطية سياسية للإرهابيين واستفزازاتهم».
ونفى نيبينزيا الاتهامات الموجّهة إلى روسيا بشن غارات على مستشفيات ومدارس في سورية، مشدداً على أن التقارير حول ذلك كاذبة، داعياً الأمم المتحدة والوكالات المعنية إلى عدم الإسراع في نشر معلومات غير دقيقة حول ضحايا الأعمال القتالية والسعي لأخذ المعطيات من مصادر غير مسيّسة.
إلى ذلك، تستأنف اليوم الخميس مباحثات «أستانا» حول سورية، بدورتها الـ»13» بحضور وفد سورية الحكومي وفصائل المعارضة الخارجية ووفود الدول المشاركة.
وقالت وزارة الخارجية الكازاخستانية أمس في بيان، «نأسف لأن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سورية، غير بيدرسن، سيضطر لعدم حضور المحادثات المقبلة لأسباب صحية.. وسيرأس وفد الأمم المتحدة نائبه».
وأضاف بيان الوزارة أن «ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين سيصلون إلى العاصمة نور السلطان لحضور الاجتماع الدوري لمجموعة العمل حول المحادثات بخصوص سورية والمنعقدة في نور سلطان».
وتابع بيان الوزارة «ستجري المشاورات الثنائية والمتعدّدة الأطراف في اليوم الأول خلف الأبواب المغلقة، وستعقد الجلسة العامة في اليوم التالي، وسيتم تقديم النتائج الرئيسية للمحادثات التي تستمر يومين في بيان مشترك للضامنين في عملية أستانا».
من جهتها، ذكرت صحيفة «الوطن» السورية أن الوفد السوري غادر دمشق برئاسة المندوب الدائم في الأمم المتحدة بشار الجعفري، متجهاً إلى العاصمة الكازاخستانية «نور سلطان».
وفي السياق ذاته، ذكرت وسائل إعلام لبنانية أن لبنان تلقى دعوة مزدوجة من جانب كل من السلطات الروسية والكازاخستانية للمشاركة في الجولة 13، وسيحضر الاجتماعات بصفة مراقب، مثل العراق والأردن.
وقد كلف لبنان السفير غدي خوري ، مدير العلاقات الخارجية في وزارة الخارجية اللبنانية، ومدير مكتب وزير الخارجية جبران باسيل بتمثيل لبنان في جولة المحادثات المرتقبة .
وبالإضافة إلى المشاركة اللبنانية الأولى، يشارك العراق أيضاً لأول مرة في المباحثات بصفة مراقب.
ميدانياً، تخوض وحدات الاقتحام في الجيش السوري اشتباكات عنيفة على محوري الزكاة والأربعين في ريف حماة الشمالي، بعد تمهيد ناري طال مواقع الإرهابيين وطرق إمدادهم على مختلف المحاور.
قالت وكالة «سانا» إن وحدات الجيش السوري واصلت عملياتها بكثافة ضد تجمعات «جبهة النصرة» و»كتائب العزة» وغيرها على محوري الزكاة والأربعين في ريف حماة الشمال الغربي.
يأتي ذلك بعد ساعات من استعادة السيطرة على قريتي تل ملح والجبين وتأمينهما وتثبيت نقاط عسكرية فيهما ومحيطهما، حيث تابعت وحدات الاقتحام تقدمها في مزارع أبو رعيدة على محور الزكاة ووادي حسمين شرق تل ملح وخاضت خلال الساعات الماضية اشتباكات قويّة مع الإرهابيين قضت خلالها على مجموعة من 17 إرهابياً ودمّرت لهم أسلحة وعتاداً حربياً.
واستهدفت وحدات الجيش السوري مواقع «النصرة» في محيط حصرايا والأربعين في خطوة تهدف إلى قطع طرق إمداد المجموعات الإرهابية وسط انهيارات في صفوفها جراء الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أمام الجيش السوري في الأيام القليلة الماضية.
ونفذ سلاحا الجو الروسي والسوري غارات مكثفة على مواقع المسلحين في أرياف حماة الشمالي وإدلب وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وقال مصدر: إن محور تلال كباني في ريف اللاذقية الشمال الشرقي شهد منذ صباح الثلاثاء تمهيداً مدفعياً وجوياً وصاروخياً كثيفاً نفذه الجيش على مواقع ومقار الإرهابيين وخطوط إمدادهم، حيث نفذ الطيران الحربي خلال الساعات الـ 24 الماضية عشرات الغارات الجوية استهدفت النقاط المتقدّمة لتنظيم «الحزب الإسلامي التركستاني» الذي يتكون من إرهابيين صينيين.
فيما شن الطيران الحربي والمروحي هجمات على مواقع المسلحين في بلدات خان شيخون وكفرسجنة ومعرتحرمة في ريف إدلب الجنوبي. وكذلك على مواقع في بلدة لطمين بريف حماة الشمالي ومحيط مدينة مورك وكفر زيتا، بالإضافة إلى بلدات جبالا والعامرية في ريف إدلب الجنوبي.