الدكتور عصام نعمان «اختصار العمر في عمل فريد» معن بشور
عن أيّ عصام نعمان نتحدث في الدقائق الخمس المتاحة لنا، وهو الذي يحتاج الحديث عنه لساعات ولساعات.
أنتحدث عن عصام نعمان المناضل الوطني اللبناني، العربي القومي، الذي دخل العمل الوطني والقومي كما يقول، وهو ما زال طالباً في المرحلة الإعدادية ، حين رأى كتائب جيش الإنقاذ، ومعها كتيبة الجيش اللبناني والمتطوّعين العرب عائدة من حرب فلسطين، وتمرّ بشوارع مدينة صيدا المجاهدة التي ولد فيها وهو أبن الشوف الأشمّ…
أم نتحدث عن عصام نعمان القائد الطلابي الذي عرفته كلّ تظاهرات الطلبة في خمسينات القرن الماضي في الجامعة الأميركية التي ترأس فيها جمعية طلاب العلوم السياسية…
أم نتحدث عن عصام نعمان المثقف الملتزم بقضايا الإصلاح والتغيير في وطنه الأصغر، وبقضايا الوحدة والتحرّر في وطنه العربي الأكبر…
أم نتحدث عن عصام نعمان الكاتب والمحلل السياسي الذي تتصدّر كتبه المكتبة السياسية العربية، كما تتصدّر منذ سنوات مقالاته افتتاحيات صحف عربية ولبنانية يواكب من خلالها أبناء الأمة آراء جريئة ورؤى ثاقبة في أوضاعنا المحلية والعربية والإقليمية والدولية.
أم نتحدث عن عصام نعمان القائد الوطني في المجلس السياسي للحركة الوطنية والذي أعدّ برنامجها المرحلي بتكليف من الزعيم كمال جنبلاط وشكل نقطة تحوّل في تاريخ الحركة الإصلاحية في لبنان،
ام نتحدث عن عصام نعمان الحقوقي الذي كان من أوائل الذين أعدّوا قانون التمثيل النسبي في الانتخابات النيابية منذ أوائل السبعينات، مثلما أعدّ مشروع دستور الدولة العربية الاتحادية في أوائل هذا القرن وقدّمه في ندوة أعدّها مركز دراسات الوحدة العربية.
أم نتحدث عن عصام نعمان النائب المشرّع الذي زوّد المجلس النيابي إثر انتخابه نائباً عن بيروت عام 1992 باقتراحات قوانين في أكثر من مجال، وأوّلها قانون الجنسية في بلد ما زال حتى الآن مغرّداً خارج سرب العصر بتعامله مع مسائل الجنسية.
أم نتحدث عن عصام نعمان وزير الاتصالات في حكومة الرئيس سليم الحص عام 1998، والتي كانت الأولى في عهد الرئيس إميل لحود، حيث بقي الدكتور عصام وفياً للرئيسين الرمزين، وصديقاً لصيقاً بضمير لبنان والعروبة د. سليم الحص.
أم نتحدث عن عصام نعمان المساهم بفعالية في إطلاق وتأسيس هيئات قومية ووطنية من أبرزها دار الندوة واللقاء اللبناني الوحدوي والمنتدى القومي العربي بالإضافة إلى الحركة الوطنية اللبنانية، والمؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي/ الاسلامي، ومؤسسة القدس الدولية، وندوة العمل الوطني، ومنبر الوحدة الوطنية، والحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي التي يتحمّل اليوم مسؤولية منسّقها العام.
أم نتحدث عن عصام نعمان الصديق الصدوق، والمتحدث اللبق، والخطيب المفوّه، والمحبّ الودود، والإنسان الأصيل الذي تنبع كلّ مبادئه وأفكاره من نزعته الإنسانية العابرة لحدود الأقطار والطوائف والمذاهب.
ولعلّ أجمل ما أختم به كلمتي عن الدكتور عصام نعمان هو بيت من الشعر للعلامة الكبير الراحل الشيخ الدكتور عبد الله العلايلي في رثائه للشهيد حسان أبو اسماعيل إثر استشهاده عام 1954 خلال تظاهرة تنديداً بحلف بغداد، او الحلف التركي الباكستاني، كما كانوا يسمّونه، وهو شبيه «بصفقة القرن» هذه الأيام، والتي سنسقطها كما سقط الحلف المشؤوم في تموز 1958.
يقول العلايلي عن شهيد الحزب التقدمي الاشتراكي الفتى حسان أبو اسماعيل: «إنّ البطولة ليست عمراً، انها اختصار العمر في عمل فريد».
كلمة ألقاها الأستاذ معن بشور، الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي، في تكريم الدكتور عصام نعمان في إطار سلسلة «الأمناء على العهد القومي» ـ «دار الندوة» 29/7/2019