أعمال معرض التخرّج السنوي لمعهد الفنون التطبيقية.. جماليّة وتجسيد لمعارف الطلاّب في النحت والزخرفة والخطّ العربي
سامر الشغري
تميل أعمال معرض التخرّج السنوي 2019 لطلاب المعهد التقني للفنون التطبيقية في دمشق إلى تكريس الفنية والجمالية أكثر من السنوات السابقة ضمن محاولة لتجسيد ما تلقاه المتخرّجون من معارف واختبار قدرتهم لرفد الحركة التشكيليّة السورية.
أعمال المعرض الذي افتتح في قاعة العرش في قلعة دمشق توزّعت ضمن اختصاصات المعهد الأربعة نحت، خزف، خطّ عربي، وتصوير ضوئي، إضافة إلى الرسم تميّزت، حسبما ذكر الدكتور إحسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليّين السوريين في تصريح صحافي، ففي اختصاص الخطّ العربي عبر استخدام تقنيات التذهيب والتصحيف وعمليات الزخرفة المرافقة لكتابة آيات قرآنية مشكلة نقلة نوعيّة تقارب تجارب متقدّمة مثل التجربة الإيرانية فضلاً عن بعض الأعمال النحتية الجميلة والجيدة وأعمال الخزف التي حقّق فيها الطلاب نتائج مميّزة على صعيد اللون والبريق والتشكيلات والانتقال من مرحلة الخزف التطبيقيّ إلى الخزف النحتيّ.
مدير المعهد وضاح سلامة بين في تصريح مماثل قال: يشارك في المعرض نحو 40 طالباً قدم كل منهم قرابة خمسة أعمال حيث يتمّ التحضير للمعرض بدءاً من السنة الثانية عبر وضع الطلاب للأفكار التي سينفذونها بمشاريع تخرّجهم والتشاور مع الأساتذة حول نوع الخامة وصولاً لصورة المشروع النهائيّة ثم يؤمن المعهد المواد والإمكانات اللازمة، مؤكداً في الوقت نفسه السعي لأن يرفد هؤلاء المتخرجون الحركة التشكيلية مع ضرورة أن يشتغلوا على أنفسهم وخوض المزيد من التجارب لتطوير ما تعلموه وتلقوه.
عبد الرحيم قدورة المدرس في قسم التصوير ذكر أن الطلاب يتلقون معلومات موسّعة بدءاً من الكاميرا وأقسامها بشكل علمي وأكاديمي مع مواد تتعلّق بالإضاءة وتوظيفها لإنتاج لقطة ترتقي بالعمل الفنّي وتحمل هدفاً محدداً، إضافةً إلى تعليم الطلاب على الجانب الجمالي وأن يعوّدوا أنفسهم على قراءة الكادر بصورة صحيحة والتمييز بين أنواع التصوير المختلفة.
ومن المتخرجين قالت يارا بارة: رغم أنني اختصاص تصوير إلا أنني شاركت بثلاث لوحات من التصوير الزيتي عبّرت فيها عن حالات مختلفة للمرأة ولمظاهر عاطفية بالألوان الزيتية والمائية وإدخال جملة ألوان وأطمح لأن أتعمّق أكثر في دراسة الرسم لأنني حصلت على أرضية جيدة في التصوير الضوئي.
حنين العمر من قسم الخزف، قالت: قدّمت أطباقاً وصحوناً مزجت فيها التقليدية بالحداثة استخدمت بطريقتي التشكيل والحبال وعجائن حمراء وبيضاء، مبينة أنها تلقت خلال دراستها في المعهد تقنيات كثيرة ومتنوّعة واستفادت من خبرات أساتذتها لإتقان صناعة هذه المواد.
شام البغدادي اختصاص خطّ قدّمت لوحات لخطوط الثلث والنسخي والنستعليق والكوفي مع إضافة زخرفة إسلامية ملونة بألوان بلاستيكية مع لوحات حروفيات، بينما قدم سيزار مازوخ اختصاص نحت حالة تعبيرية بالخلط بين خامتي المعدن والحجر والمزج بين فكرتي الأكاديمية والتقنية لتحريض خيال المتلقي بتصوير حالات إنسانية جراء الحرب الإرهابية على سورية.
نايا دحدل من اختصاص التصوير الضوئي قدّمت خمس لوحات لرموز وتعابير دينية تجسّد النور والمحبة والألفة، معتبرة أن الدراسة في المعهد تؤهل الطلاب للخوض في سوق العمل والاحتراف.