«عشق الصباح»
العشق…. «صلاة المحبين «.. الريح تؤرق جفن الليل ولا من نجمة تنفك من حول القمر وتغيثني، لأنفك من كوابيس أحلامي وأنا أفتش في براريها عنك!.. دناني ظمأة لرحيق ثغرك المعتق «هاتيها واسقني» سلافاً من ماء العناقيد المخزونة في «أكوار الدوالي»؟ تلك كانت زيارتي الأولى ذات مطر.. حين وقعت كما يقول «الكتاب» في بحر عينيكِ الواسعتين وأنا لا أملك أي مقومات الإبحار «أغرق في شبر عشق «يا ويل حالي.. ابن «بادية» هذا الشرق يسكنني حتى نقي عظامي التي أتعبتها مسارات الحياة! وصرت حائراً ماذا أقول عن تلك النظرات اللامعات ببريقها الأخاذ والتي طوّقتني كشِبكة صياد يعرف فن الإيقاع بمن يريد في شبكته! وصارت حالتي يُرثى لها وأنا ما إن تفلت من شباك العينين.. حتى وقعت «صريع» الابتسامة النقية كقطرات الندى أول الفجر، وتخيلت اني رحت ألملمها عن ثغرك المشتهى.. قطرة، قطرة، وقد أسكرني الرحيق المعتق بشهده ورحت أغني: «قدك المياس يا عمري….».. وأنت تتمايلين بدلال الصبا، أنثى كل ما فيها مشتهى، تخرج بجرأتها من تحت «عباءة» كل ما عرفته من العادات والتقاليد وقيود الزواج والعائلة! أنثى، وهي تتكلم تذوب كقطع السكر في الماء العذب.. وحين لامست كف «عشتار» كفي تخيلت حالي في سينما «دمشق الشام» منذ عشرات السنين.. ملهوف أشاهد فلم عبد الحليم حافظ «أبي فوق الشجرة» وهو غارق في حضن ناديا لطفي «؟.. ها أنا يا بحر.. فوق الشجرة غارق في صدر «عشتار»… فمن يأتيني بسلم ينزلني كي لا أسقط على رأسي.. وتضيع الجهات مني..؟ اقترب مني وقال «بتحفظ الملح»: ألهذه الدرجة سحرتك نظرة عينيها؟ قلت يا بحر قل: إن العشق صلاة المحبين «الشغف لوجه من تحب عبادة. دخلت زينب، تحمل صينية القهوة وفاض في المكان عطر الهيل.. هزتني من كتفي.. بعدك نايم…؟ صباحكم فيروز!!
حسن إبراهيم الناصر