في الحبّ قد يصدق العرّاف بالكذبِ
كميل حمادة
يومان مرّا
ولم تسأل
ولم تُجبِ
وحدي كمجنونة أحكي مع اللُّعبِ
أمحو خيالك من عيني.. لتشغلني
روايةٌ ما.. فتأتيني من الكُتُبِ
مزاجيَ الآن مرٌّ..
في دمي شجرٌ
من الخريف..
وقلبي مورقُ التّعبِ
وكلّ ما فيّ صار الآن ذاكرة
توضّب الذّكرياتِ – النّارَ في العُلَبِ
دوار رأسيَ يدعوني إلى هربٍ.. كأنّني امرأةٌ منذورة الهربِ
أسير في الدّرب..
ظلّي ليس يتبعني
وحدي كأنيَ ظلٌّ خائفٌ لِنبي
وحدي.. وليل خريفيٌّ يمرُّ كما
فزّاعة الحقل لو مرّت بحُلمِ صبي
في شارع خلف مقهى اللّيل منطفئٍ
رأيت عرّافة الأسرار والشّهبِ
قالت وفي صوتها المبحوح أندلسٌ:
يأتي إليك غدًا بالورد والكتبِ
-أتكذبين؟..
– وإنْ.. فلتحملي كذبي..
في الحبِّ قد يصدق العرّاف بالكذبِ
في العشق يا طفلتي نمشي لميتتنا
ونستلذّ عذاب الفاتنِ العَذِبِ
البعد يجرحنا جدًّا
ويُحرجنا
لا يَسكرُ النّاي إلاّ من دم القصب..
عرائشٌ نحن..
هذا الحبّ يعصرنا..
لا تقطر الخمر إلاّ من دم العنبِ..