لعقد جلسة للحكومة بلا قبرشمون بري: لن أسمح بتمزيق البلد
أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري انه لن يسمح على الإطلاق بكل ما من شأنه أن يؤدي الى تفريق اللبنانيين أو تمزيق البلد، معتبراً أن «الاستقرار السياسي والأمني والمالي أمر مطلوب من الجميع، خصوصاً أن المؤسسات المالية الدولية تتطلع بنوع من الحذر والقلق الى الوضع في لبنان».
وقال النائب علي بزي نقلاً عن الرئيس بري عقب لقاء الأربعاء: «في ما يتعلق بحادثة قبرشمون والمبادرات وتوقف المحركات في هذا الاتجاه، أحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، وأن إجراء مصالحة كاملة وشاملة مع الإسقاطات، يمثل ضرورة تمهيداً لعقد جلسات للحكومة، على ألا يكون هناك أي نقاش حول حادثة قبرشمون ما لم يكن هناك اتفاق مسبق حولها. والجميع يعلم دور رئيس المجلس في هذا الإطار، وهو كما أشار أنه قد أطفأ محرّكاته لاقتناع منه بأن هذا التوتر والتصعيد الحاصل لا يخدم ولا يفيد البلد، مطمئناً أن لا حاجة الى الهلع الحاصل في البلد والذي يسقط بمجرد انعقاد جلسة لمجلس الوزراء.
وشدد الرئيس بري على أن أي مبادرة في حاجة الى توافق سائر الأطراف المعنية، مشيراً الى أن مبادرته كانت قد قطعت شوطاً كبيراً نحو توافق الأطراف المعنية، وكان هناك قبول صريح وضمني، ولكن بعد سماع كلام مغاير قرّر أن يطفئ محركات هذه المبادرة آملاً ارتفاع منسوب الوعي والحكمة عند الجميع إزاء الأوضاع القلقة التي يمر بها البلد.
واعتبر بري أن «لبنان، في غياب الاستقرار السياسي، يبقى مشوَّه حرب»، داعياً الى «الارتقاء في السلوك السياسي الى مستوى متقدم كي لا يستمر لبنان في هذه الحالة».
وأكد بري استعداده للعمل من أجل إنقاذ البلد، باعتباره مدركاً حجم الأزمة، وهو يستشعر «أن الاستمرار بحالة المراوحة في الأزمة سيؤدي إلى المزيد من التحديات والتدهور».
وأشار بري الى «وجوب أن يتذكر الجميع انه بتاريخ 23 آب الحالي سيكون هناك تصنيف مالي دولي». وفي السياق ابلغ وزير المال خلال لقاء الاربعاء الحاضرين ان اتصالات قد جرت بين حاكمية مصرف لبنان والمؤسسات المالية الدولية ووزارة المالية، مشيراً الى ان الأزمة السياسية هي عرضة لعلامات سلوك، لذا المطلوب طي الملفات الخلافية وحرصه من أجل الوصول الى مصالحة شاملة وكاملة تعني الجميع.
وأثار النواب أمام رئيس المجلس موضوع مستحقات المجالس البلدية من الصندوق البلدي المستقل، وأعطى توجيهاته بالتوافق مع وزير المال لدفع هذه المستحقات بعد عطلة عيد الأضحى مباشرة وقبل نهاية شهر آب.
وكان بري استقبل في إطار لقاء الأربعاء النيابي وزير المال علي حسن خليل، والنواب: أنور الخليل، هادي أبو الحسن، بلال عبدالله، محمد خواجة، فادي علامة، هنري الحلو، علي بزي، عدنان طرابلسي، ميشال موسى، قاسم هشام، علي خريس، أمين شري، عناية عزالدين، الياس حنكش، إبراهيم عازار، هاني قبيسي، ايهاب حمادة، عاصم عراجي، محمد سليمان وعلي درويش.
كذلك استقبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان. وعرض الأوضاع العامة خلال لقائه النائب السابق عماد الحوت.
وكان قد استقبل وفداً نيابياً ضمّ النواب: سيمون ابي رميا، محمد الحجار، إبراهيم عازار، جورج عقيص وعدنان طرابلسي، وسلّم الوفد رئيس المجلس تقريراً عن مشاركة الوفد في المؤتمر الذي عُقد في العاصمة النرويجية أوسلو حول الطاقة.
واختتم بري لقاءاته باستقبال السفير البريطاني كريس رامبلنغ الذي قال إن البحث تناول التطورات الاقتصادية والسياسية التي حصلت في الأسابيع الماضية، فاستقرار لبنان هو أولوية بالنسبة إلينا، ونتمنى على الجميع التركيز في هذه المرحلة على التطور الاقتصادي. وفي هذا المجال ننظر بإيجابية الى إقرار الموازنة كخطوة أولى مهمة، ولكن تحتاج الى الكثير من العمل».
وكان بري تلقى لمناسبة عيد الأضحى عدداً من البرقيات المهنئة بالعيد، ومن أبرز المهنئين رئيس مجلس الأعيان في المملكة الأردنية الهاشمية فيصل العاكف، رئيس مجلس الشورى في سلطنة عمان السيد خالد بن ناصر المعولي، رئيس مجلس النواب اليمني يحيى الراعي، والأمين العام لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.
واعتذر بري عن عدم تقبل التهاني بعيد الأضحى متمنياً «للبنانيين عموماً والمسلمين خصوصاً دوام الأمن والاستقرار»، وآملاً «أن يستلهم الجميع من قيم الحج والأضحى معاني الوحدة والتضحية».