طلاب المقعد الأخير
لا اتسمر في المقدمة عادة.، اهرب من الاذكياء والمدراء والاساتذة، يشغلني شغب المقعد الاخير من الباص، تشغلني الموسيقى الصاخبة والكلام البذيء غير المسموح في البيوت عادة.
تشغلني الإصدارات الجديدة من النكت التافهة التي تستفز النكد الذي يستوطن في داخلي.
اراقب حركات الجالسين على مقاعدهم فأبدأ بعملية الفرز
و استطيع ان اكشف الذين يتحابون والذين يتغامزون، واعلم عن هذا وعن تلك كل ما يخفون عن بعضهم البعض.
نعم! الطريق طويلة والناس كثر وزحمة السير كاصطفاف النمل في وقت الذروة، وانا اجلس في المقعد الاخير أفلي القمل عن رؤوس المسافرين وارسم على الشبابيك قلوباً لي كانت قد انكسرت ورممتها، وارسم ايضاً العين الدامعة مع خصلات الشعر المتطايرة واسرح، ثم انتبه ان هناك من يرقص ويغني فأشيح بنظري عن الحزن واصفق واشمت بالمقاعد الامامية الاولى واشمت بالمقاعد الفارغة في المنتصف..
و اكتشف ان لا منتصف، لا حلول وسطى.. فيكون من يريد في المقاعد الاولى واختار ان اكون من طلاب المقعد الأخير.
ميساء الحافظ