الخبر الثقافي
أعلنت جائزة» ثربانتس» للآداب، وهي أهم جائزة إسبانية على الإطلاق تمنح لكاتب إسباني أو لاتيني وتعتبر «نوبل» الآداب الإسبانية، فوز الروائي الكبير وكاتب المقالات والمهتم بالشأن العربي خوان غويتسولو برشلونة،1931 . واختبر خوان غويتيسولو بعد سبع جلسات تصويت. علماً أن الجائزة أنشئت عام 1976 بمبادرة من وزارة التعليم والثقافة والرياضة وتقدر قيمتها بـ 125 ألف يورو، وهي أرفع جائزة تمنح لكاتب عن مجمل أعماله ومساهماته الأدبية والثقافية الكبيرة. وتسلم الجائزة في حفل كبير يقام عادة في الثالث والعشرين من نيسان من كل عام، تكريماً لتاريخ موت كاتب إسبانيا العظيم، ميغيل دي ثربانتش كاتب رواية «دون كيخوتيه» المشهورة.
وزير الثقافة الإسباني، خوسيه إغناثيو ويرت قال إن خوان غويتيسولو اختير بعد سبع جلسات تصويت، «لقدرته الهائلة على استخدام اللغة وتقديمه مقترحات لغوية معقدة، ولرهانه الأبدي على الحوار بين الثقافات». واعتبر رئيس لجنة التحكيم، كابايرو بونالد، أنّ الجائزة جاءت في محلها تماماً لأن غويتيسولو «يمثّل إحدى قامات الأدب الإسباني، خاصة منذ فترة ما بعد الحرب الأهلية. وأنه تطور من الواقعية الاجتماعية إلى التجريب في اللغة». وأكدت عضو لجنة التحكيم، إلينا بونياتووسكا «أن فوز غويتيسولو يعتبر عيداً لنا، فنحن كمكسيكيين نعرفه مذ كنّا شبّاناً وكنا نأتي لزيارته، وكان صديقاً حميماً لكارلوس فوينتس، كما أنه كاتب الضفتين الذي يمكن أن نثق فيه لنزاهته».
بدأ خوان غويتيسولو مشواره الأدبي في عمر الثالثة والعشرين عام 954، برواية «ألعاب يدوية» التي جعلته أحد أبرز كتاب الواقعية النقدية لفترة ما بعد الحرب. عام 1956 انتقل إلى باريس حيث نشر عدة كتب رحلات، ثم انتهت هذه المرحلة ليبدأ مرحلة جديدة من التجريب السردي انطلقت عام 1966 برواية «علامات هوية» التي تتضمن رؤية نقدية لإسبانيا زمن فرانكو، من خلال نظرة البطل «أبارو مينديولا» الذي حمل روح غويتيسولو، وهي الروح نفسها التي اكتملت في «دون خوليان» و«خوان بلا أرض». وبدءاً من الثمانينات، أقام غويتيسولو بين باريس ومراكش حيث أقام في شكل نهائي عام 1997 وأهداها روايته «مقبرة» 1980 .
ظهرت بعد ذلك أعمال مثل «مشاهد ما بعد المعركة»، و«فضائل العصفور الوحيد»، و«ملحمة آل ماركس»، و«مكان الأماكن»، وكلها أعمال مكتوبة بتجريب مفتوح يمزج فيه الأصوات والأزمنة في «كولاج» تتعايش داخله أشعار أرثيبريستي دي هيتا مع إعلان تلفزيوني ونظرة صوفية، ووصف يهد تابو المشاهد الجنسية، متحدثاً عن الهجرة وتطور اليسار عقب سقوط سور برلين وحرب البلقان أو الطابع المتعدد للعالم العربي.
وكنصير لقراءة التراث الإسباني، بعيداً عن الخطاب التطهري والقومي الكاثوليكي، كرّس غويتيسولو عدة مقالات لكُتّاب انتصروا للبعد العربي وأبرزوا أهميته، مثل فرنثيسكو دليكادو وبلانكو وايت ومانويل أثانيا وأمريكو كاسترو. وبين عامي 1985 و1986 نشر غويتيسولو كتابين عن ذكرياته هما «مكان محظور»، و«عن ملوك الطوائف» ويضمان مراجعة لطفولته والتزامه بمناهضة ديكتاتورية فرانكو.
«مكان يلائم الوجع» على مسرح مديريّة الثقافة في الحسكة
قدمت فرقة المسرح القومي في محافظة الحسكة عرضاً مسرحياً عنوانه «مكان يلائم الوجع» في رابع أيام المهرجان المسرحي الذي يقام في دورته الثالثة. وقال مؤلف ومخرج العمل إسماعيل خلف إن العرض حاول توصيف حالة فنان تشكيلي عايش صراعات نفسية كبيرة في وطنه، وحاول الانتقال إلى الغربة لتخفيف ما يعانيه، وليبحث عن مكان دافئ يعوضه ما فقده في بلاده، لكن ما لبث أن اكتشف زيف الحياة البراقة في بلاد المهجر وعاد ليعيش معاناته، لكن هذه المرة بعيداً عن حضن وطنه، وبدأ يعيش صراعات نفسية أخرى محاولاً من خلالها العودة إلى الوطن مهما كلف الثمن. وأوضح أن هذا العمل المسرحي يقوم على تجسيد ثلاثة ممثلين شخصية الفنان التشكيلي المغترب، في الوقت نفسه، لإخراج أفكاره إلى العلن ونقل تجربته التي يعايشها في المهجر إلى المتلقين، مشيراً إلى أن العمل لم يكن سهلاً نظراً إلى الطريقة التي كتب فيها، إلا أن إبداع الممثلين في أداء الشخصية ساهم في إيصال المحتوى إلى المتلقي.
العمل يوجه رسالة صريحة إلى الجميع للبقاء في الوطن والمساهمة في بنائه وتطويره وعدم التفكير في تركه مهما كانت الظروف، ويشير الممثل عبد الغني السلطان إلى أن ما تشهده الساحة الداخلية ليس غير سحابة صيف عابرة شارفت على الانجلاء بفضل الوعي الكبير الذي أبداه أبناء الشعب السوري العريق.
مدير الثقافة في الحسكة عبد الوهاب الحسين أكّد من ناحيته أن الفن المسرحي من أرقى الفنون والأقدر على توصيف الحالة وبث الرسائل التنويرية إلى المتلقين، والأهم إمكان التقويم الفوري للعمل وتأثيره في المشاهد، لافتاً إلى أن مديرية الثقافة تسعى دوماً إلى توفير الإمكانات كافة للارتقاء بالفن المسرحي، خاصة بعد ما قدمه المسرح القومي من عطاءات طوال الأعوام السابقة وما حققه من نتائج مرضية على الساحة الفنية السورية.
مصر تسعى إلى استعادة 239 تحفة فرعونيّة من فرنسا
أعلن وزير الآثار المصري ممدوح الدماطي أن مصر هي في صدد استرداد 239 قطعة أثرية من فرنسا في غضون أيام، علماً أن هذه القطع أُخرجت من مصر بطرائق غير مشروعة، غير مدرجة في السجلات الرسمية إذ استخرجت في عمليات تنقيب من دون ترخيص. وأصدر الوزير المصري بياناً كشف فيه أن القطعة الأثرية المُشار إليها تنتمي إلى عصور مختلفة، وكانت بين 302 قطعة هُرّبت إلى الأراضي الفرنسية، علماً أن تقارير نقلت عن خبراء من متحف اللوفر الباريسي تؤكد أن عدد القطع الأثرية مئتان وتسع وثلاثون قطعة فحسب، وأن االقطع الثلاث والستين الأخرى «مشكوك في أثريتها». كما ورد في البيان أن وزارة الآثار المصرية هي في صدد تفعيل اتفاقية ثنائية مع فرنسا «للحد من ظاهرة تهريب الآثار».
تضم التحف الاثرية هذه تماثيل خشبية ملونة لبحارة تشكل جزءاً من موكب جنائزي، ولوحة من الحجر الجيري تستعرض طقس تقديم القرابين إلى الإله أوزير والآلهة إيزيس، فضلاً عن تمائم صغيرة خرز صغير للحماية من العين وتماثيل الـ «أوشباتي» التي ترافق الميت في رحلته إلى العالم الآخر وفق معتقد قدامى المصريين.
في الشأن ذاته كانت وزارة الآثار المصرية أعلنت عن موافقة وزارة الخارجية الأميركية على طلب القاهرة «فرض مصر فرض قيود على استيراد الممتلكات الثقافية المصرية المهربة إلى أميركا»، على أن توقع اتفاقية تضمن توفر هذه الآلية مطلع العام المقبل.
الجدير ذكره أن ثمّة في مصر ما يُعرف بالحفائر الأهلية، فالسكان يبحثون من تلقاء أنفسهم عن آثار فرعونية لتحقيق الربح المالي السريع عبر الاتجار غير القانوني بالآثار. رغم أن الضالعين في هذا النوع من التنقيب ليسوا من الاختصاصيين، إلا أن نتائج عمليات التي يقومون بها تعود غالباً بما هو مفيد، إذ اكتشف أهالي منطقة إلى جنوب القاهرة في نهاية الشهر الفائت معبداً أثرياً من عصر الملك تحتمس الثالث، أبرز القادة العسكريين في مصر القديمة.