بلماضي الأفضل وفييرا الأسوأ في العرس الخليجي

حسين غازي

انتهى العرس الخليجي وحققت قطر الكأس الغالية، على حساب الأخضر السعودي، وشكلت هذه البطولة، اختباراً فعلياً للمنتخبات المشاركة، التي ستدخل الاستحقاق الآسيوي، في مطلع العام المقبل، باستثناء اليمن الذي لم يتأهل، وسلطت الضوء على نقاط القوة والضعف لدى كل منتخب.

الاختبار الأبرز كان للمدربين، فقد أسقطت البطولة أسماءً ومنحت آخرين أضواء النجومية، فتبين أن لديهم رؤية وفكراً تدريبياً على مستوى عال من الاحتراف.

ويبقى الأمر في غاية الصعوبة، لانتقاء المدرب الأفضل أو حتى الأسوأ في كأس الخليج. ولكن ما قدمه البعض، مع الفترة التي قضاها المدرب مع الفريق، تجعل مسألة الانتقاء والتقييم أسهل.

وفرض الجزائري جمال بلماضي نفسه مدرباً محنكاً في ساحة التدريب، وسرق الأضواء، وحقق أكبر المفاجآت، وليس فقط لأنه حقق البطولة مع المنتخب القطري، بل لاعتبارات أخرى.

ولم يكن العنابي أبرز المرشحين للظفر باللقب، فقد تقدم عليه في سباق الترشيح، البطل الماضي منتخب الإمارات، وصاحب الباع الأكبر في البطولة الأزرق الكويتي بعشرة ألقاب.

لكن بلماضي استغل كل نقاط الضعف لدى خصومه، ووصل بسفينة العنابي إلى الكأس الغالية، التي غابت عنه لعشرة أعوام.

وعلى رغم البداية الغير مطمئنة، للمنتخب القطري بعد تعادله أمام السعودية بهدف لواحد، وسقوطه بفخّ التعادل السلبي أمام كل من البحرين واليمن. وفي ظل هذا التأهل الباهت إلى الدور الثاني، نجح بلماضي في مواصلة التركيز، للخروج بإيجابيات ومكاسب من البطولة. فتحمل زمام الأمور، وأبدى قدرة كبيرة، في تحرير لاعبيه من الترشيحات والتكهنات، والحفاظ على توازن الفريق تحت الضغط.

وفي نصف النهائي، صبت التوقعات لمصلحة المنتخب العماني، والذي ضرب مرمى الكويت بخماسية تاريخية.

وسارت الرياح في بدايتها، بعكس التيار الذي أراده بلماضي، فتلقت شباك قطر هدفاً في بداية اللقاء، وهنا ظهرت قدرة المدرب الجزائري، في عملية إبقاء الهدوء داخل صفوف الفريق، ليعود لاعبو العنابي بالنتيجة والتأهل إلى النهائي.

وعندما أعاد النهائي إلى الأذهان مباراة الافتتاح مع السعودية، لم يتأثر بلماضي بالحضور المبهر، والجماهير المساندة لأصحاب الأرض.

فتمكن من تشتيت لوييز كارو مدرب السعودية، من خلال تغييرات تكتيكية رائعة، ما أسقط مفاتيح اللعب بين يديه، فكرر سيناريو مباراة النصف النهائي، وعاد بالنتيجة بهدفين مقابل هدف.

وأثبت بلماضي قدراته الكبيرة، وأظهر دراية ومعرفة بالتكتيك المناسب لإمكانات الفريق، وتمكن من إيجاد الحلول السريعة والمناسبة خلال كل مواجهة من دفاع وضغط ومراقبة واستحواذ، وسيحتم عليه ذلك، تقديم صورة طيبة في كأس آسيا.

أما الخاسر الأكبر من المدربين في البطولة، هو جورفان فييرا المدير الفني للمنتخب الكويتي، فقد أخفق في كل المقاييس، وتحديداً بعد نكسة الخماسية أمام عمان.

ففي المباراة الأولى حالف الحظّ المنتخب الكويتي، وحقق فوزاً صعباً من ركلة جزاء ولم يكن أداؤه جيداً. وفي الثانية أخفق فييرا في صدّ الهجوم الإماراتي، فتلقى هدفين، قبل أن يستفيق لاعبو الأزرق، ويعودوا بنتيجة التعادل.

وجاءت لحظة الحقيقة، والفاجعة التي حلت على فييرا وفريقه، فقدم المنتخب الكويتي شوطاً أولاً باهتاً، ما دفع المنتخب العماني لأخذ جرعة من الروح، وتفجير المفاجأة الكبرى في البطولة. فبعد الهدف الأول، لم يستطع فييرا تغيير النتيجة، وترنح المنتخب الكويتي، وانهار الأزرق تلقائياً بعد ذلك ليتلقى 5 أهداف في شباكه.

وأثبت ما حصل، صحة الانتقادات التي وجهت لفييرا قبل البطولة، أنه ليس المدرب الأجدر لقيادة المنتخب الكويتي، ومستواه أقل من طموح الكويت. ما جعل رحيله مؤكداً، وهذا سيضع الاتحاد الكويتي تحت الضغط، لإيجاد مدرب قادر على تصحيح مسار الأوضاع في المنتخب الكويتي قبل الاستحقاق ا سيوي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى