موسكو تحذّر من مغبة «فصل» شمال شرق سورية.. والظروف مهيأة حالياً لإنجاح عقد اللجنة الدستورية
حذرت الخارجية الروسية من محاولات لـ «فصل» شمال شرق سورية، مؤكدة ضرورة حل المشاكل في تلك المناطق على أساس سيادة سورية وبواسطة الحوار بين دمشق والأكراد.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمر صحافي: «من دواعي القلق استمرار محاولات لما يبدو أنه فصل شمال شرق سورية. لا نزال نقف مع تحقيق الاستقرار والأمن طويلي الأمد في شمال شرق سورية عبر تأكيد سيادة سورية وإجراء حوار مثمر بين دمشق والأكراد، باعتبارهم جزءاً من الشعب السوري».
وأضافت زاخاروفا أنه لا يمكن القبول باقتطاع أراضٍ سورية تحت أي ذريعة، بما في ذلك حجة مكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن الحكومة السورية أثبتت قدرتها على مكافحته.
وشددت على أن الشرعية الدولية تتطلب موافقة دمشق على أي عمليات تجري على أراضيها، وذلك على خلفية المساعي التركية الأميركية لإقامة «منطقة آمنة» شرقي الفرات، واستمرار الجهود الأميركية لدعم القوات الكردية في شمال شرق سورية ومنع بسط الحكومة السورية سيطرتها على تلك المنطقة.
وفي ما يتعلق باللجنة الدستورية السورية، أعربت زاخاروفا عن اعتقاد موسكو بأن كل الظروف مهيئة حالياً لإنجاح عقد اللجنة الدستورية السورية، بما يعنيه ذلك من «إطلاق مفاوضات مباشرة بين السوريين حول مواصفات نظام مستقبلي لبلادهم، كما هو منصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254».
وجددت زاخاروفا استعداد روسيا لمواصلة دعم المبعوث الأممي الخاص إلى سورية، غير بيدرسن، في جهوده لإتمام تشكيل اللجنة الدستورية.
وأضافت المسؤولة أن الأزمة السورية، إضافة إلى الوضع حول إيران والتطورات في أوكرانيا وقضايا الاستقرار الاستراتيجي، ستكون بين بنود أجندة المباحثات التي سيجريها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الألماني، هايكو ماس، في موسكو الأربعاء المقبل 21 أغسطس.
ميدانياً، تابعت قوات الجيش السوري تقدّمها في ريف إدلب الجنوبي وتمكّنت من السيطرة على بلدة مدايا مؤمّنة نطاق تقدّمها باتجاه مدينة خان شيخون الاستراتيجية.
وأكدت مصادر إعلامية في ريف إدلب: إن قوات الجيش السوري تابعت تقدمها عبر محور مدينة الهبيط جنوب إدلب وتمكنت من السيطرة على بلدة مدايا شمال بلدة كفرعين، بعد اشتباكات عنيفة مع المجموعات المسلحة في المنطقة.
ونقلت عن مصدر ميداني في جبهات القتال قوله: إن وحدات الجيش السوري تسعى لتأمين المنطقة من الجهة الشمالية والجنوبية لمحور الهبيط لتأمين القوات التي تتقدم عبر هذا المحور باتجاه خان شيخون.
وأضاف المصدر: أن مدفعية الجيش السوري نفذت رمايات مركزة على مواقع التنظيمات الإرهابية في محيط المنطقة على حين وجه الطيران الحربي سلسلة من الغارات الجوية قاطعاً خطوط إمداد المسلحين الخلفية ما أسهم بتقدم القوات برياً بنجاح واقتحام بلدة مدايا.
وكانت قوات الجيش السوري تمكنت أمس الأربعاء من السيطرة على بلدة تل عاس ومزارع المنطار بعد اشتباكات هي الأعنف مع المجموعات المسلحة في المنطقة منذ أسابيع، واصلة إلى مشارف مدينة خان شيخون، حيث باتت القوات مشرفة نارياً من بعد 3 كم من مدخل مدينة خان شيخون الغربي.
وتكتسب مدينة خان شيخون أهمية استراتيجية كبيرة نظراً لإشرافها على الطرق الحيوية، ما يجعل منها نقطة وصل بين أرياف إدلب الشرقي والغربي والشمالي، كما تعد السيطرة عليها الخطوة الأولى في إعادة فتح الطريق الحيوية التي تصل بين العاصمة الاقتصادية حلب والسياسية دمشق، ومن الناحية العسكرية فإن سيطرة الجيش السوري على خان شيخون ستمهد الطريق أمام قواته لتحقيق مكاسب وإنجازات كبيرة على الأرض باتجاه التح وكفرسجنة ومعرة النعمان شمالاً، حيث تتمركز عقدة الطرق الدولية السورية شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.
ووفقا لوكالة أنباء «فرانس برس» نقلاً عن نشطاء، فإن القوات السورية تتقدم ميدانياً منذ أيام عدة، وباتت على مسافة أقل من ثلاثة كيلومترات من خان شيخون من الجهة الشمالية الغربية.
وتكمن أهمية هذه المدينة استراتيجياً في موقعها على طريق سريع رئيس يمر بإدلب ويربط دمشق وحلب.
وتعني سيطرة الجيش السوري على خان شيخون إطباق الطوق كلياً على مساحة تقدر بمئات الكيلومترات المربعة من ريف حماة الشمالي، بما فيها مثلث الموت الذي يربط كلاً من بلدات الزكاة واللطامنة وكفرزيتا، وكذلك مورك التي تقع فيها نقطة المراقبة التركية التي طالما احتمت التنظيمات الإرهابية بمحيطها أثناء قصفها لمواقع الجيش السوري وللبلدات الآمنة الواقعة تحت سيطرته، ومع حصار الجماعات المسلحة بريف حماة الشمالي وتطويقها من كل الجهات، لن يتبقى أمام المجموعات الإرهابية المحاصرة سوى القتال حتى الموت أو الخروج بوساطة تركية باتجاه مدينة إدلب شمالاً، ما يعني تحرير كامل ريف حماة الشمالي الذي ستتنفس معه مدن محردة والسقيلبية وسلحب الصعداء بانتهاء مسلسل القصف الصاروخي شبه اليومي الذي تتعرض من مناطق سيطرة المسلحين.
وفي سياق آخر، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بتصدي دفاعات الجيش السوري الجوية لصاروخ معاد، مشيرة إلى أنها تمكنت من تدميره في سماء مصياف في ريف حماة.
ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري قوله إن «وسائط دفاعنا الجوي كشفت ليل الخميس، هدفاً معادياً قادماً من شمال لبنان باتجاه مدينة مصياف، وعلى الفور قامت بالتعامل معه وتدميره قبل الوصول إلى هدفه».
وكان آخر عدوان صاروخي تعرضت له سورية من الجانب الصهيوني، في مطلع شهر أغسطس الحالي، حيث شن الجيش الصهيوني هجوماً بصاروخ على ريف القنيطرة الغربي، ما خلف أضرارا مادية فقط.