المعلم: موسكو ودمشق ستعملان لإطلاق الحوار مع المعارضة الوطنية
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في تصريحات صحافية أمس التزام موسكو بتنفيذ عقود السلاح مع سورية، مشيراً أن «روسيا أعلنت مراراً أن هذه العقود تنسجم مع الاتفاقيات الدولية».
وأكد المعلم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تابع بأدق التفاصيل انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكداً أنه «يحترم إرادة الشعب السوري ويسعى لخدمة مصالحه»، وأشار إلى أن الجانب الروسي والرئيس بوتين «أكد موقفه في شكل واضح بأنه مع وحدة أراضي سورية ويرفض أي انتهاك لسيادتها».
كما وصف الوزير السوري العلاقات بين دمشق وموسكو بالتحالف الاستراتيجي، ورأى أن عملية «جنيف- مونترو» فشلت. لكنه أضاف إن «الحكومة السورية وروسيا ستعملان بجهد لتحقيق الحوار مع فصائل المعارضة الوطنية»، مشيراً إلى أن «الحوار قد يبدأ في موسكو ويتابع في دمشق».
وأكد المعلم الاتفاق مع الجانب الروسي على آلية للتشاور ليشمل أسس الحوار وأهدافه، على أن يكون الحوار مع المعارضة الوطنية التي لا ترتبط بأجندات خارجية، من دون أن يحدد وقتاً لانطلاق الحوار.
وأشار الوزير السوري إلى «أن السوريين بأنفسهم يرسمون ما يريدون لبلدهم، موضحاً أنه لا يوجد شيء في الدستور السوري اسمه هيئة انتقالية»، مضيفاً أنه «يجب التطلع لمعارضة لديها مرتسمات على الأرض وتنوي الحوار لمصلحة الشعب».
وحول مقترح المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أكد الوزير المعلم أن «التزام دمشق بالمبادرة يتوقف على الحصول على تأكيدات من صاحبها». وقال: «نحن نلتزم عندما يؤكد لنا دي ميستورا، أولاً أن هذه الفصائل الموجودة في مدينة حلب وافقت على التجميد، وثانياً أنها اختارت البقاء في المدينة وتسوية أوضاعها أو اختارت الخروج من المدينة لمحاربة داعش وجبهة النصرة، وأنها وافقت على عودة الإدارة المحلية بسلطاتها المتنوعة وقوات حفظ النظام إلى الأحياء التي يسيطرون عليها الآن، وثالثاً تسهيل وصول المساعدات الغذائية عبر الطريق الدولي الواصل بين دمشق وحلب وتسليم هيئات المجتمع المدني توزيع هذه المساعدات».
وأضاف المعلم أن «الخرق الآن من الجو التحالف ، وهو ما يمكن معالجته مستقبلاً لكن الخطر في الخرق الأرضي التي تنوي تركيا إقامته عبر المناطق العازلة»، مشيراً إلى أن «هذا يعني تقسيم سورية إلى كانتونات وهو ما لا نسمح به على الإطلاق».
ولفت المعلم إلى أنه «من الصعب الحديث عن جدول زمني للحل طالما أن الإرهاب يضرب في سورية وطالما أن التدخل الخارجي متمثلاً بتحالف واشنطن واستمرار تدفق الإرهابيين».
وعن ضبابية التحالف في مكافحة الإرهاب ونواياه قال المعلم إننا «دائماً نضع في حسباننا الشك بالنوايا الأميركية بدليل أنها لو كانت مخلصة في مكافحة الإرهاب للجأت إلى مجلس الأمن لتفويضها بذلك ولما استثنت دولاً هامة في المنطقة مثل سورية التي تحارب «داعش» على الأرض وفي الجو ولما استثنت إيران وروسيا».
وأشار المعلم إلى أن «من يعتقد أن الغارات الجوية ستقضي على التنظيم الإرهابي واهم لسبب بسيط وهو أن تركيا حليف الولايات المتحدة لا تلتزم بتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه»، معتبراً «أن تدريب الإرهابيين في تركيا هو وصفة لإطالة الأزمة في سورية ولسفك المزيد من الدم السوري».
وأوضح المعلم أن هناك «أطماعاً «إسرائيلية» بإقامة منطقة عازلة في القنيطرة ودرعا بأيدي إرهابيي «جبهة النصرة» على غرار ما فعلت في جنوب لبنان يساعدها في ذلك تدفق الإرهابيين عبر الحدود مع الأردن».
ميدانياً، قتل قائد الكتيبة الأوزبكية التابعة لـ»جبهة النصرة» أبو خطاب الأوزبكي أثناء المواجهات مع مقاتلي اللجان الشعبية في بلدتي نبل والزهراء.
كذلك فشلت محاولة للمسلحين لفتح جبهة من الجهة الشمالية الشرقية للبلدة على الحدود مع بلدة ماير، ما أدى إلى مقتل العشرات من المسلحين، وكانت اللجان الشعبية قد صدت أيضاً هجوماً لمسلحي «النصرة» استهدف جمعية الجود السكنية.