خمس خلاصات هامة لكلمة سيد المقاومة في ذكرى الانتصار
إبراهيم ياسين
عكست كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في الذكرى الثالثة عشرة لانتصار المقاومة في حرب تموز 2006، عكست مدى تنامي قدرات المقاومة كماً ونوعاً في مواجهة العدو الصهيوني، كما عكست ازدياد قوة محور المقاومة وتمدّده وتحوّله إلى جبهة موحدة في مجابهة الهيمنة الإستعمارية الأميركية الغربية، وكيان العدو الصهيوني لأرض فلسطين، والجولان السوري، وأجزاء من أرض لبنان. وتجلى كلّ ذلك بشكل قوي ورادع للعدوانية الصهيونية عندما أعلن سماحته أنّ المقاومة جاهزة لأن تدمّر الألوية والفرق والكتائب والدبابات الصهيونية في حال دخلت إلى الأراضي اللبنانية، وذلك على الهواء مباشرة، مما شكّل أقوى رسالة يوجهها سماحته للقادة الصهاينة، وتبرهن بما لا يدع مجالاً للشك بأنّ المقاومة قد أصبحت من القوة والقدرة ما يمكّنها من إلحاق هزيمة قاسية ومدوية للجيش الصهيوني تفوق هزيمته في حرب تموز 2006، فيما لو أقدم على شنّ عدوان جديد على لبنان.
وهذه القدرات التي تتحلى بها المقاومة، إنما تعكس التطور في قدراتها في حرب المقاومة الشعبية ضدّ الإحتلال الصهيوني وامتلاكها أسلحة نوعية إضافة إلى الخبرات المتنوعة والمتعددة التي حازت عليها نتيجة مشاركتها ضدّ الجماعات الإرهابية في سورية والجرود اللبنانية، إلى جانب ما كشفته المقاومة في ذكرى الإنتصار من قدرات صاروخية في مواجهة البوارج الصهيونية موجهة في ذلك رسالة قوية لقادة الإحتلال في أنّ المقاومة تُقرن القول بالفعل، وأنّ حديثها عن امتلاكها قدرات نوعية تتجاوز بكثير ما كانت تمتلكه خلال عدوان تموز 2006 ليس للاستهلاك، إنما هو أمرٌ حقيقي بات في حوزة المقاومة، وعلى العدوأن، يأخذه بعين الحسبان في حال راوده أي تفكير بشن حرب جديدة على لبنان.
إذا ما عطفنا ذلك، على ما قاله سماحة السيد حسن نصر الله في مقابلته الأخيرة على قناة «المنار»، والتي أكد فيها امتلاك المقاومة أسلحة كاسرة للتوازن من بينها الصواريخ الدقيقة القادرة على تدمير جميع الأهداف الصهيونية الحيوية والإستراتيجية كلها في الكيان الصهيوني، لا سيما تلك التي تتركز في الشريط الساحلي الضيق، الذي يضم مدينة تل الربيع تل أبيب والعديد من المدن والبلدات التي تقع في نطاق ما يُسمّى غوش دان ذات الثقل السكاني الصهيوني. ويمكن إستخلاص التالي:
1 ـ إنّ المقاومة بعد ثلاثة عشرة عاماً من حرب تموز لم تضعف أو تتراجع قدراتها وجهوزيتها، لا بل باتت أكثر قوة وقدرة على مواجهة العدوانية الصهيونية، وهذا يعني فشلاً ذريعاً لمخططات القادة الصهاينة الذين حاولوا طوال هذه السنوات النيل من هذه المقاومة وإضعافها، ومنعها من إمتلاك أسلحة كاسرة للتوازن.
2 ـ إنّ أيّ حرب مقبلة يُقدم عليها كيان الإحتلال ستكون مُكلفة له جداً، وقد تقود إلى تداعيات كارثية عليه، تُهدّد وجوده برُمته، إنطلاقاً من أنّ كيان العدو لا يحتمل أيّ هزيمة جديدة أمام المقاومة التي أعلنت بكلّ وضوحٍ وجرأة في أنها في الحرب القادمة ستكون جاهزة للإنطلاق إلى تحرير الجليل برمته، إذا لم يكن كل فلسطين.
3 ـ إن ما يجعل العدو الصهيوني يتردّد في الإقدام على شن الحرب ضدّ المقاومة للثأر لهزيمته في عدوان تموز 2006، إنما هو خوفه من عدم تحقيق النصر، وأن تتكرّر هزيمة الجيش الصهيوني مجدداً، وتكون بذلك الكارثة على الكيان الصهيوني. وهو ما لفت إليه السيد حسن نصر الله في كلمته الأخيرة في ذكرى الإنتصار.
4 ـ إنّ المقاومة باتت جزءاً من جبهة عريضة واسعة في المنطقة، ما يعني أنّ محور المقاومة خرج من الحروب الإرهابية التي شنها الحلف الأميركي – الصهيوني الرجعي العربي، أقوى مما كان عليه، وتمدّد، وبات موحّداً في المواجهة ضدّ الإرهاب والإستعمار والإحتلال، ما يعني أنّ العدو الصهيوني وحليفه الأميركي لم يعُد بإمكانهما إستفراد أيّ طرفٍ من أطراف محور المقاومة، وهو ما ركز عليه السيد حسن نصر الله، عندما قال بأنّ أيّ حرب تُشنّ على الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيعني إشتعال كل المنطقة.
5 ـ إنّ هذه المقاومة التي تنامت قدراتها الردعية هي اليوم أصبحت تشكل الضمانة لحماية لبنان من الإعتداءات والأطماع الصهيونية في ثرواته المائية والنفطية، وأنّ هذه المقاومة التي تمتلك كلّ هذه القدرات الردعية والمستندة إلى المعادلة الذهبية «الجيش والشعب والمقاومة»، يجب الحفاظ عليها والتمسك بها، باعتبارها قوة لبنان الحقيقية التي توفر له الأمن والاستقرار اللذين يشكلان الأساس الحقيقي لأيّ تنمية وأيّ ازدهار اقتصادي، وتنشيط الحركة السياحية التي تنعكس إيجاباً على مُجمل الإقتصاد المحلي.
هكذا يمكن القول إنّ زمن لبنان القوي بضعفه قد ولّى إلى غير رجعة، ليحلَّ محله زمن لبنان القوي بمقاومته المستندة إلى التفاف الشعب حولها، والتكامل مع الجيش الوطني اللبناني.