عون: لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل وسنبدأ بوضع خطط تنفيذية لحلّ مشاكل المواطنين

شدّد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على ان «لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل»، داعياً الى «تخصيصه بمشاريع إنمائية»، وقال: «وعدٌ مني لكم بتثبيت إقامتكم في مناطقكم وقراكم وأعرف كيف أفي بالوعد».

كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين، رئيس حزب «التوحيد العربي» الوزير السابق وئام وهاب مع وفد كبير من مشايخ الجبل ورؤساء بلديات ومخاتير وفاعليات ومسؤولين حزبيين ومواطنين أتوا للترحيب به في المقرّ الصيفي.

في مستهلّ اللقاء، ألقى وهاب كلمة، قال فيها: «فخامة الرئيس، بين الدروز والمسيحيين مئات السنين من التحالف وسنوات قليلة من النزاع، فلنستعد سنوات التحالف ولننسَ سنوات النزاع والصراع، فالجبل لا ينهض الا بتحالفنا. وعندما كان التحالف قائماً أتينا الى الجبل بأفضل زراعته وبفنّ العمارة وبالتطوير، وفي أشهر الصراع القليلة دمّرنا ما بنيناه. فهل سنبقى نعيش أسرى صراعاتنا ام نستجيب لطموحات شبابنا بالتطوير والبناء؟».

أضاف: «فخامة الرئيس أنت بالنسبة لنا لست فقط رئيس البلاد، بل أنت رئيس مؤسس لوطن نحلم به، وطن كنا قادرين على صنعه منذ اربعمائة عام، فما بالنا اليوم نعجز عن تجديد التجربة؟ فخامة الرئيس، نريد الوطن الذي وعدتنا به، وطن مؤسسات وقانون وشفافية، وطن يفتخر أبناؤه بالانتماء اليه، وطن يستعيد مغتربيه ويصنع مستقبلاً لمتخرجيه، وطن لا يقف فيه مريض على باب مستشفى وطالب خارج الجامعة لعجزهما عن تأمين المال».

اضاف: «فلنعِد نحن واياكم الشوف والجبل الى سابق عزه، ونعزز وضع المقيم بالإنماء المتوازن ولنعزز إقامة العائد بالمشاريع الاستراتيجية. اما الترحيب، فلست هنا لأرحب بك، فليس بيت الدين بيتك، بل لك في كلّ قلب من قلوبنا بيت، اطال الله بعمرك وسدّد خطاك».

وردّ عون مرحباً بالوفد، مؤكداً سعيه الى «إنهاء المشاكل السابقة والسير بعصر نهضة جديد، بدأنا به بالفعل وقد أتى بعض الأحداث ليشكل نوعاً من الخلل، ومن واجبنا إعادة تصحيح هذا الخلل».

وشدّد على ان «لا وحدة للبنان من دون وحدة الجبل المعروف بشقيه الدرزي المسيحي»، موضحاً انه لا يقول ذلك «انتقاصاً لباقي المكونات، بل من منطلق وصف واقع الحال قبل إنشاء دولة لبنان الكبير الذي سيحتفل به لبنان العام المقبل، حيث تمكن الامتداد الحيوي للبنان الصغير من ان يكبر ويستوعب كلّ المكونات اللبنانية». وشدّد على «ضرورة تخصيص الجبل بمشاريع انمائية»، وقال: «وعد مني لكم بتثبيت إقامتكم في مناطقكم وقراكم وأعرف كيف أفي بالوعد».

الى ذلك، استقبل عون الوزير السابق ملحم الرياشي موفداً من رئيس «القوات» سمير جعجع.

واستقبل الوزير السابق ناجي البستاني.

واستقبل سفيرة قبرص كريستينا رافتي لمناسبة انتهاء فترة عملها في لبنان وانتقالها الى وزارة الخارجية القبرصية. وسفير لبنان في غانا ماهر الخير.

وكان عون أكد خلال دردشة مع الصحافيين انه يعمل على المحافظة على الليرة، مؤكداً «عدم اللجوء الى القانون الذي يدين الشائعات التي تتناول وضعها حفاظاً على الحريات»، لافتاً الى انّ «الحرية في لبنان أصبحت اليوم تشمل الشتيمة والنقد».

وأعلن «أننا سنبدأ في الأسبوع الحالي، بوضع خطط تنفيذية تصبح جاهزة بعد شهر من اليوم، لأنّ المبادئ العامة أصبحت معروفة من قبلنا. وهذا كله بهدف إيجاد حلول لكلّ القضايا التي تزعج المواطنين ولا سيما أزمة الكهرباء». واكد انّ «هناك وجوباً والتزاماً في ما تمّ إقراره في الورقة الاقتصادية»، مشيراً الى انه أطلق هذه الورقة «ولكي يتمّ تنفيذها فهي بحاجة الى التعاون بين السلطات كافة».

وعن الشائعات بإيعاز الولايات المتحدة له لإبعاد الوزير جبران باسيل، قال: «أنا لا أبعد لا جبران باسيل ولا أيّ إنسان آخر. فليس لي مصلحة بذلك. فجبران باسيل هو رئيس حزب ورئيس أكبر كتلة نيابية، وكثر قالوا منذ فترة أنّ جبران باسيل هو رئيس الجمهورية والجنرال عون هو رئيس الحزب وكنت أضحك يومها. وكان هناك من السياسيين الكبار الذين يأتون اليّ ويطلبون مني الضغط على باسيل في بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم، وكان جوابي دائماً لهم اذهبوا وتحدثوا بالموضوع مع جبران باسيل. فهل يقبل أحدكم بأن أضغط عليه؟»

ونفى «ان تكون الدولة اللبنانية قد تعرّضت لايّ ضغوط أميركية من اجل اجراء المصالحة او حلّ الموضوع المالي»، وقال: «لا اميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل بالضغوط».

وتوجه رئيس الجمهورية الى اللبنانيين بالقول: «اطمئنوا بأنكم مستقلون لأني أنا من يمثلكم اليوم الى ان يأتي أحد غيري يمثلكم». وعن موازنة العام 2020، اكد انّ «العمل قائم حالياً على وضعها»، مشدّداً على «ضرورة ان تصدر في 31 كانون الثاني كموعد أقصى ونأمل ألا يحصل ايّ تأخير».

كما نفى تبلغه «ايّ أمر حول العقوبات الأميركية على شخصيات مسيحية قريبة من حزب الله»، وقال: «نحن لم نتبلغ هذا الأمر».

وشدّد على «أننا سنسير معاً بتوصيات مؤتمر «سيدر» وما فيه من مشاريع تحتية وبنيوية، اضافة الى مقررات الخطة الاقتصادية «ماكنزي»، نافيا «ابداء بعض الدول الاوروبية استياءها من عدم تجاوب الحكومة اللبنانية بشأن توصيات «سيدر».

وعن مشروع الحكومة الالكترونية، اوضح انّ لديه «الافضلية اليوم وقد ورد في خطاب القسم، ونحن ندرسه حالياً».

اما عن الإصلاحات السياسية وعما اذا كان العهد سيشهد على استكمال تطبيق الطائف كلياً، فقال: «اني اسمع الكثير من الأقوال، ومن بينها انّ هناك تصرفاً ديكتاتورياً او خروقات للطائف وعلينا إصلاح الأمر وما الى ذلك. منذ متى وانتم تسمعون مقولة: لو نفذ الطائف؟ اليس من قبل ان أصل الى الرئاسة؟ أليس من الوقت الذي نفيت فيه؟ وأتمنى على ايّ كان ان يقول لي أين خرقت الدستور؟»، وقال: «أقوم بإعادة تطبيق الدستور. لكن البعض اعتاد على خرق الدستور وحرمان البعض الآخر من حقوقه، فحين أقوم بتصحيح الأمور يقولون إنه يتمّ خرق الدستور. لقد اعتاد البعض على عادات سيئة كثيرة، لكي تقوم بإصلاح الأمر يتطلب وقتاً».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى